مشاركة:
بقدرةِ قادرٍ تنحى الملفُ السياسي والتهدئة الى الوراء ليتقدمَ الملفُ الامني بما يحملُ من تداعياتٍ وما يُضمِرُ بشأن الانتخابات النيابية ، متنقلاً يومياً من منطقةٍ
الى اخرى بالرغم من تأكيدِ الاطراف الاساسية ان لا مصلحةَ لديها في ايِ ارتباكٍ امني ، ما يطرحُ علاماتِ استفهام حول الجهات التي تقف وراءَه او التي تستفيدُ منه.
واذا كان العنوان الانتخابي واضحاً من وراء احراق صورة للتيار الوطني الحر فإن اسئلةً محيرة تُطرح عن الحوادث الاخرى التي يتم التحقيقُ فيها وكأن ثمةَ ترابطاً بينها كما قال بيانُ مجلسِ الامن المركزي برئاسة وزير الداخلية زياد بارود الذي أكد بدوره للمنار أمسِ أنَّ التوتراتِ والحوادثَ الاخيرةَ ذاتَ الصلةِ بالحملات الانتخابية هي من صنعِ الذين يرغبون في ان يبقى امنُ لبنان مهزوزاً.
وعلى وقعِ التطورات الامنية تصاعدَ من عين التينة والسراي الحكومي اليومَ تبادلٌ للاتهامات وصلَ الى حدِ الشتائم على خلفيةِ رفضِ رئيسِ الحكومة اقرارَ موازنةِ مجلسِ النواب ، واعطاءِ الجنوبينَ حقَهم لا سيما جراءَ الاعتداءاتِ الاسرائيلية في تموز 2006 .
وبعيداً عن الملفات الامنية لفتَ اليومَ ان بعضَ المرجعياتِ الروحية والسياسية لَزِمت الصمتَ تجاهَ ما تعرضَ له السيدُ المسيح وامُه مريمُ العذراءُ من اساءةٍ عبرَ وسائلِ الاعلامِ الصهيونية ، برغمِ موقفِ الفاتيكان بالامس الذي ندد في الوقت الذي ظَهرت فيه بوادرُ تحركٍ لرفضِ هذه الاساءة في لبنانَ والاراضي المقدسة.
ومع انتظار البعض لشهر آذارَ لانطلاقِ عملِ المحكمة الدولية قدمت الولاياتُ المتحدة مفاجأةً جديدةً بطلبها لقاءً مع السفير السوري في واشنطن لبحث التطورات في الشرق الاوسط والتعرفِ عن قرب الى موقفِ سوريا منها ، ترافق ذلك مع توافدِ مسؤولينَ كبارٍ في مجلسيِ النواب والشيوخ الاميركي الى دمشقَ والاستماعِ الى آراءِ الرئيس السوري بشار الاسد حول نظرته للمنطقة ومستقبلِ العلاقات الاميركية السورية على وقعِ التحسن المطَّرد في العلاقات السورية السعودية ، وهو ما سينعكس حُكماً على الواقع اللبناني.