كلمة عوائل الشهداء في احتفال الوفاء للقادة الشهداء

مشاركة:

ألقى السيد ياسر عباس الموسوي كلمة عوائل الشهداء القادة في الاحتفال الذي أقيم لمناسبة الذكرى السنوية، وجاء فيها:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا ونبينا أبو القاسم محمد بن عبد الله وآله الطيبين الطاهرين، السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبد الله الحسين وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، السلام على روح مفجر الثورة الإسلامية في إيران الإمام الخميني العظيم وعلى نائبه بالحق ولي أمر المسلمين آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله الوارف، السلام على جميع الشهداء والصديقين منذ آدم إلى قيام يوم الدين السلام عليكم أيها الحضور الكريم ورحمة الله وبركاته.

 

بداية يشرفني أن أتحدث إليكم اليوم باسم عائلات القادة الشهداء قادة المقاومة والجهاد والانتصار باسم عائلة القائد الشهيد الحاج عماد مغنية وشيخ الشهداء عائلة شيخ الشهداء القائد الشيخ راغب حرب، وعائلة سيد شهداء المقاومة القائد السيد عباس الموسوي رضوان الله عليهم أجمعين.

اخاطبكم باسم هذه العائلات المضحية والصابرة لأؤكد لكم قبل كل شيء اعتزازنا بشهدائنا العظام الذين يجسدون تاريخنا وكل أمجادنا ولأؤكد لكم أيضا ثباتنا على طريقهم وإصرارنا على مواصلة دربهم حتى تحقيق الانتصار أو اللحاق بهم في قافلة الشهداء، أيها الحضور الكريم لكأن شباط موعد الإرتقاء والالتقاء للقادة الشهداء الذين أرسوا قواعد ومرتكزات المقاومة في الزمن الصعب، لكأن شباط زمن انتصار الدماء الحرة الزكية المقدسة على محارق الصهاينة نازيي القرن الحادي والعشرين، لكأن أحباء العمر وأودّاء الحياة العزيزة لا يغادرون الساحة إلا في أوقات المواجهة وأيام التحدي، ثابتون على الحق، ديدنهم الجهاد والمقاومة، وسلاحهم الإيمان والولاية، وشهادتهم حرية الأمة وعزها ومجدها، فوارس الميادين، رجال الوغى وقادة الورى، زرعهم بذور الثورة والإباء تتجذر في تراب الوطن منعة وقوة وصلابة لا تزلزلها الرياح همات عز ما طئطئط أمام جبروت الاستكبار واستعلاءه ما لانت وما استكانت وما رضخت لطغات الأرض وأقزامهم، بل وقفت بإرادة نوعية وبتصميم وشموخ فولدت انتصارات وإنجازات عظيمة.

راغب وعباس وعماد ثالوث الرفض والإباء، ثالوث الشهادة والفداء، ثالوث التضحية والعطاء، رجال الله الميامين وقادة المقاومة الحقيقيون، صناع الخير ومفاخر الأمة في عصر الاستنهاض والصحوة. راغب وعباس وعماد حماة الوطن والأمة والمدافعون عن شعوبهم وقضاياها المحقة والعادلة زمن الانبطاح العربي والاعتدال المزعوم والتهافت على اعتاب الغرب والعتاة، ما وهنت والله عزائمهم وما ضعفت إرادتهم وما خضعت هاماتهم وما استكانت هممهم هم القدوة وهم الصفوة هم الحسينيون هم الخمينيون هم رايات العز الخفاقة على قممنا وأعالينا، هم عطاءات الدم والروح يزرعون أجسادهم في أديم أرضنا ولا يبرحون، مؤمنون حقا جهادكم عبادة أفعالكم عبادة وقفاتكم أيام الصعاب والأخطار عبادة. كيف لا وأنتم القادة وأنتم السادة وأنتم ذروة الريادة وصولا إلى كرامة الشهادة صادقون إن وعدتم وأوفياء إن عاهدتم وصامدون إن وقفتم وصابرون إن عانيتم وتألمتم يا أحباب المجاهدين ويا وجدان المقاومة الحي ويا عمر المسيرة الصاعدة نحو العلاء قضيتم نحبكم شهداء وهو اختيار إلهي لا يلقاه إلا ذو حظ عظيم.

فيا أيها العظماء في درب الحسين طوبا لأرواحكم الصاعدة نحو الملكوت طوبا لدمائكم العطرة الفواحة تملأ الأرض شذا وعطرا طوبا لقاماتكم وجباهكم لعيونكم الوادعة لبسماتكم الدافئة الساكنة في أفئدة إخوانكم والأحبة، الشيخ راغب قال الموقف سلاح والمصافحة اعتراف إنه نهج الذين لا يجبنون ولا يتراجعون بل يقفون بكل ثقة وثبات ووضوح ولا يصافحون عدوا لأمة ولا يعترفون ولو تألبت عليهم كل مجاميع الظلم والقتل والإرهاب السيد عباس قال حفظ المقاومة أمانة والأمناء يا أبا ياسر لا يبدلون ولا يغيرون مهما اشتدت عواصف الغدر ورياح التآمر والقتل والجريمة بل متجذرون في قناعاتهم وثابتون في نصرة قضايا الحق وإن كره الكاذبون والمخادعون، الحاج عماد قال سنقاتلهم ولن نلين، اليوم آلاف وغدا بالملايين، لقد فتحت عهد الفاتحين النوعيين وما أهابك أحد من الأعداء، شجاعا كنت وستبقى شجاعا بعد شهادتك تقض مضاجعهم تؤرق أيامهم السوداء صورتك أرعبتهم واسمك ملأ نفوسهم هلعا ورعبا، أيها الأحبة القادمون لإحياء يوم الشهداء القادة مسيرتنا في لبنان كانت دائما تقدم قادتها نماذجها عطاءات ورموز خير ونبل وشهامة كانت دائما مسيرة النجباء والأخيار الذين نذروا أعمارهم خدمة لقضاية الأمة وصونا للوطن ودفاعا عن حرية إنسانه وأرضه. كانت هذه المسيرة دائما عنوانا لمواسم النصر والفوز والفلاح، عنوانا لساحات النزال مع عدو الأمة تقهره هنا وتدحره هناك وتستهدفه حيث ينبغي الاستهداف ولا تنهزم أبدا ولا ترفع راية بيضاء. كانت مسيرتنا دائما درب هداية ورشد وإصلاح وسبيل تغيير لغد أفضل واعد يعيد للوطن رونقه وحقيقته وحريته بسواعد أبنائه المخلصين العاملين. كانت مسيرتنا دائما دعوة للسير في طريق الصواب والهدى والحق خدمة للإنسان الرسالي ولبناء مجتمع الخير والعدل والحرية الحقيقية فاليوم إذا نحي ذكرى قادتنا الشهداء فإننا نؤكد على الثبات في نهج المقاومة والجهاد مهما بلغت التضحيات ومهما كانت الأثمان، فلقد أثبتت كل السنوات السبعة والعشرين من عمر مقاومتنا أن القوة المعتمدة على الإيمان بالله هي الأسلوب الأنجع لتحرير أرضنا وإنساننا ومقدساتنا من الاحتلال الصهيوني ومن من يدعمه وأؤكد للجميع أن قضية القدس وفلسطين هي قضية الأمة، وعلى العرب والمسلمين أن يتوحدوا ويبذلوا كل جهد من أجل إنقاذها ومن أجل أن يعود الفلسطينيون من الشتات إلى أرضهم وبيوتهم وممتلكاتهم فكفى تراجعا وانهزام واستسلام لإرادة الأمريكيين والصهاينة يا عرب الردة وكفى رهانا على سلام مزعوم ترفضه إسرائيل الغاصبة جملة وتفصيلا وكفى مصافحات لإرهابيي العالم من شيمون  بيريز وأولمرت وغيرهم ممن ارتكبوا المحارق والمجازر والجرائم بحق شعبنا في فلسطين وفي لبنان، وما غزة بالأمس القريب سوى دليل إضافي على همجية ودموية هذا العدو الذي أراد من خلال عدوانه على غزة تصفية المقاومة والقضاء على إرادة وعزيمة شعبها الذي كان أقوى من كل المؤامرات وساهم في تحقيق نصر إلهي آخر لهذه الأمة الإسلامية جمعاء، أخيرا وفي يوم الشهداء القادة نجدد بيعتنا لحفيد الحسين وسيد المجاهدين والأب العطوف سماحة الأمين المؤتمن السيد حسن نصرالله على أن نكون أبناءه الأوفياء الحاضرين دائما لتقديم أغلى التضحيات من أجل نصرة كل القضايا المحقة والعادلة وما النصر إلا من عند الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.