10ملايين زائر جددوا العهد مع الحسين الشهيد في كربلاء

مشاركة:

جدد الملايين من عشاق أبي الاحرار و قائد اباة الضيم اليوم الاثنين العهد و الميثاق مع ريحانة رسول الله وسيد شباب أهل الجنة الامام الحسين (ع) في ذكرى أربعينية استشهاده ، متحدين التهديدات الرخيصة للارهابيين التكفيريين .

مدينة كربلاء المقدسة غصت بالزائرين الذين قدموا من كل صوب و حدب لتجديد العهد و الميثاق مع الامام الحسين و مبادئه السامية .

و اعلن محافظ كربلاء عقيل الخزعلي اعلن اليوم الاثنين ان عدد الزوار الذين أحيوا اربعينية الامام الحسين في كربلاء هذا العام بلغ عشرة ملايين نظرا للتحسن الامني الذي شهدته البلاد .

و قال الخزعلي ان "عدد الزوار الذين وصلوا مدينة كربلاء لاحياء اربعينية الامام الحسين بلغ ذروته اليوم بوصول حوالى عشرة ملايين زائر خلال الايام السبعة" الماضية ، مضيفا بأن "العدد ، اكبر من العام الماضي و ذلك يعود لاستقرار الاوضاع الامنية في عموم البلاد" .

و أوضح الخزعلي أن عدد الزوار الذين دخلوا مدينة كربلاء و أدوا زيارة أربعينية الإمام الحسين وصل إلى عشرة ملايين زائر من مختلف المحافظات العراقية و دول العالم ، مضيفا أن هذا العدد التقريبي ، تم إحصاؤه عن طريق منافذ المدينة الثلاث الجنوبي على طريق النجف و الشمالي على طريق بغداد وپالشرقي على طريق بابل .

و لفت الخزعلي الى أن عدد الزوار ، مسجل منذ عشرة أيام لان الزوار يصلون إلى المدينة قبل موعد الزيارة و من ثم يعودون إلى مدنهم لفسح المجال أمام زوار آخرين .

و كان الخزعلي توقع امس أن يصل العدد اليوم الاثنين الى تسعة ملايين ، و قال ان اربعة ملايين منهم قضوا الليلة الماضية في كربلاء لاحياء مراسم الاربعين .

و الى جانب العراقيين ، وصل نحو 200 ألف زائر عربي و أجنبي غالبيتهم العظمى من الايرانيين و آخرين من البحرين والکويت والسعودية والامارات والهند وباکستان وجزر القمر و تنزانيا و عراقيين مقيمين في بلدان أوروبية و استراليا ، في مشهد غير مألوف يعکس مدى التحسن الأمني الذي تشهده البلاد .

و تشهد مدينة كربلاء منذ 10 أيام تظاهرة دينية ثقافية سياسية وصفها المراقبون بأنها «الأكبر» التي تشهدها البلاد منذ عشرات السنين حيث يتوافد مئات الآلاف على المدينة يوميا غالبيتهم العظمى مشيا على الاقدام ، بعد قطعهم مئات الكيلو مترات متوجهين الى المدينة التي تضم مرقد الامام الحسين و صحبه الابرار و اخيه ابي الفضل العباس عليهم السلام .

و على مدى الايام السابقة ، تدفق مئات آلاف المسلمين من جميع انحاء العراق و خارجه ، الى مدينة كربلاء لزيارة مرقد الأمام الحسين (عليه السلام) وغالبيتهم ممن وصل مشيا على الأقدام قاطعا مسافات تصل الى أكثر من 500 كيلومتر خلال عشرة أيام أو 13 يوما في رحلات شاقة و بالغة الصعوبة وسط ظروف جوية صعبة .

و تصطحب مئات العائلات أطفالها الصغار و بعضهم اطفال رضع ، في رحلة السير مشيا على الأقدام نحو مرقد سيد الشهداء ، في مشهد فريد من نوعه و في ظل ظروف صعبة و مسافات طويلة يتوجب قطعها للوصول الى مدينة كربلاء .

و نشرت آلاف السرادقات و محطات الاستراحة على طول الطرق المؤدية الى كربلاء من قبل متبرعين من أثرياء ومن زعماء العشائر وأخرى من قبل رئيس الحكومة نوري المالكي و من مراجع الدين لتقديم كل وسائل الراحة و وجبات طعام متنوعة مجانا و خدمات المبيت في سرادق مجهزة ببطانيات و تقديم العلاج الطبي من قبل فرق طبية حكومية و من جمعية الهلال الأحمر العراقية .

و اعتقلت قوات الامن العراقية السبت إرهابيا كان يحاول تفجير حزام ناسف وسط المواكب الراجلة لزوار الحسين في قضاء المسيب جنوب العاصمة بغداد .

و اوضح مصدر في الجيش العراقي إن قوة من اللواء 31 من الجيش العراقي تمكنت مساء السبت من اعتقال شخص يرتدي حزاما ناسفا اثناء محاولته تفجير نفسه بالقرب من نقطة عسكرية بمدينة المسيب شمالي مدينة الحلة ، و ذلك عندما كان زوار الامام الحسين (ع) يخضعون فيها للتفتيش في طريقهم الى مدينة كربلاء .

واضاف المصدر ان عناصر نقطة التفتيش تمكنوا من إبطال مفعول الحزام الناسف الذي كان الارهابي يرتديه" دون ذكر المزيد من التفاصيل.

و جاءت عملية الاعتقال هذه بعد يوم واحد فقط من تفجير دموي نفذته امراة ارهابية وسط جموع الزائرين في نفس المدينة (المسيب)، ما تسبب في استشهاد و جرح اكثر من 120 من الزوار كان معظمهم من النساء والاطفال .

و رغم تهديدات الارهابيين التكفيريين ، يواصل ملايين الزوار من كافة انحاء العراق بالتدفق على كربلاء المقدسة لاحياء مراسم الاربعين .

و قال الشاب ضرغام محمد ( 23 عاما) و هو موظف حكومي : "وصلت الى مدينة كربلاء بعد ثلاثة أيام سيرا على الأقدام قادما من بغداد في رحلة سير طويلة" .

و أضاف محمد : "جئت لتجديد العهد و الولاء لأهل بيت النبي الكريم لمقارعة الظلم في شتى أشكاله و اطلب من الامام الحسين (ع) الوقوف الى جانب الشعب العراقي للتخلص من المحن والظلم الذي يتعرض له".

و ذرفت السيدة خديجة صالح (58عاما) وهي امرأة مقعدة على كرسي متحرك ، الدموع عندما رأت القبة الذهبية لمرقد الامام الحسين من مسافة بعيدة عند مدخل مدينة كربلاء من جانب مدينة النجف الاشرف بعد أن قطعت مسافة 80 كلم و قالت : "اللهم احفظ العراق واحفظ شعبه و انصره على أعدائه" .

و أضافت السيدة صالح : "خلال السنوات الخمسة الأخيرة تقوم ابنتي بايصالي الى مدة كربلاء وأنا جالسة على هذا الكرسي لأداء زيارة الأمام الحسين (ع) و اقطع كل هذه المسافة الطويلة لأنني أجد في الحسين و أهل البيت عليهم السلام الملاذ الآمن من صفاء القلوب وطلب المغفرة والهداية والتقرب من خلالهم الى الله سبحانه وتعالى لأننا بحاجة ماسة الى ذاك".