ثورة الأرز: ‘كيف ما برمتها’ الخسارة واقعة

مشاركة:

لماذا الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان مصيرية؟

ولماذا يراها فريق السلطة على هذا النحو من الأهمية، مع أنه يملك حالياً الأكثرية النيابية التي مكنته من

الحكم نحو أربع سنوات، وأعطته من القوة ما جعله يتحكم بكل أمور السلطة، حتى أدنى التفاصيل فيها؟

بالتأكيد هذا الفريق الذي خرج شتاته من رحم الأزمة الكبرى التي ضربت لبنان في 14 شباط/ فبراير 2005، وخرج ثائراً في 14 آذار/ مارس، ثم عمد الى استثمار كل مستتبعات تلك الأزمة ليحصد أكثرية نيابية جاءت بفعل تحالفات ظرفية ـ لن تتكرر ـ في انتخابات صيف 2005، وانتهز تلك الأكثرية فرصة للاستئثار بحكم البلاد والعباد، ولم يتردد لحظة في نسج التحالفات الاقليمية والانضواء في كنف المشروع الأميركي للشرق الأوسط، بهدف الاستقواء على معارضيه في الداخل، وإحكام قبضته أكثر على كل مفاصل البلاد ووضع الدولة اللبنانية عنوة تحت الوصاية الأميركية التي شكلت الراعي الأساس لحركة هذا الفريق منذ ما قبل اعلان مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية كارين هيوز يومذاك اطلاق تسمية ثورة الأرز على حركة هذا الفريق لإسباغ الطابع الوطني عليه.

يذكر كل اللبنانيين أن حركة الموفدين الاميركيين وبورصة المواقف التي أطلقتها الادارة الأميركية ومن رأسها جورج بوش، لم يحظَ لبنان بعددها منذ تأسيسه. حتى أن القيادة الاسرائيلية لم تتردد في الكثير من المناسبات عن التعبير عن تعاطفها مع هذا الفريق وحركته وتهديد خصومه قولاً وفعلاً، كما في حرب تموز/ يوليو عام 2006، التي يجزم الكثيرون أنها كانت نقطة تحول عالمية أرخت بنتائجها على الوضع اللبناني، وقلبت مصير هذا الفريق رأساً على عقب.

لذلك ليس غريباً أن تكون الانتخابات مصيرية لفريق السلطة لعدة أمور:

الأول: انهيار المشروع الاميركي بالضربة القاضية من خلال انتصار المقاومة في حرب تموز، وهو ما يعني سقوط الحاضنة التي كانت تؤمن له الاستمرارية.

والثاني: إثبات فشله في ادارة السلطة من خلال رفض اشراك المعارضة في الحكم، نزولاً عند مبدأ التوافق في أزمة استمرت نحو عام ونصف العام وانتهت باتفاق الدوحة بعد أحداث السابع من أيار/ مايو.

الأمر الثالث: ان هذا الفريق يؤكد اليوم على أبواب الانتخابات النيابية، أنه ليس الا شتاتاً، فبورصة المرشحين الذين يتقدمون للنزول الى لوائحه يتجاوز عددهم عدد أعضاء المجلس النيابي، والخلافات بين أقطابه هي أكثر بكثير مما يُحكى في وسائل الاعلام.

"كيف ما برمتها" فإن هذا الفريق ذاهب الى خسارة الاكثرية، لذلك لا تستغربوا ما يقولونه ويفعلونه.