مشاركة:
لا تجعلوا مناسبة 14 شباط ذكرى رحيل الشهيد رفيق الحريري بديلا عن ‘عيد العشاق ‘ المستورد والدخيل عن عادات وأصالة اللبنانيين
فالحب والعشق ليس حراماً ، لكن الخطأ ان نستبدل الحب الطاهر والصافي الازلي الذي يجمع مجتمعنا الشرقي بعائلته ووطنه وأهله ، بالعشق المزيف لساعات قليلة من يوم واحد بوردة حمراء او ما شابه ، تغل في نفوسنا على المدى الطوبل دون ان ندري ونحس ، لتستقر أخيرا في معتقداتنا وتشوه نفوسنا ، وتقلب حياتنا الى جحيم.
ولا تبخسوا هذه المناسبة حقها وتنزلوا من مقامها ولا تجعلوا الآخرين يستغلونها على المنابر لغايات طائفية بغيضة ودعايات مذهبية بحتة تنتهي مع انتهاء مراسيم الاحتفال بخفي حنين للمواطن ، وظهور اعلامي على الشاشات والصحف للمرشحين الجدد على الانتخبات النيابية…
لكن أليس قراءة سورة الفاتحة والدعاء للمرحوم هو ما يحتاجه ونحتاجه كلنا عند الموت ويعيننا ليوم الحساب؟
تعالوا لنضع كتفا بكتف ونعيد ما بدأه الرئيس المغفور له رفيق الحريري اعادة بناء الوطن بالانماء المتوازن، وحماية الوطن بالتكاتف مع المقاومة وبناء الاستراتيجية الدفاعية مع الجيش والمقاومة والشعب ، ونضع القضية الفلسطينية في اولوياتنا كما أرادها المرحوم وعمل لها قبيل اغتياله …
ألم يركّز الشهيد قبل وفاته على العيش المشترك ، وحب الوطن والتضحية له ،والتصدي للعدو ، أليس نحن أول من حرّف وأزاح عن مباديء وخط القائد والرئيس !
أخلصوا له كما كان هو وفياً للشعب والمقاومة بالسر والعمل وليس بالشعارات والمظاهر وندّعي اننا من أنصاره ومحبيه ومريديه ! فأين نحن من ذلك !
وهل الذكرى لوفاة غال من أهلنا ، كالأب والأم اوالولد والقريب وكيف وهو الاب والاخ والرفيق ، تتم باحتفال يكون مناسبة للهرج والمرج والفرح والاغاني والاهازيج ولقاءات العشاق بالضحك وخلافه ، أظن انكم تعلمون ان
ذلك لا يليق بالمحتفى بذكرى وفاته ، تبدأ من الساعات الاولى ليوم الاحتفال بتجمعات وسيارات ورايات والوان وكرنفال وتزمير وتشفيط وفرقعات وتزريك وعجقة ، ونرفزات مع بعض أهلك وجيرانك وتنتهي بزعل ومسبات ولعنات وتضييع وقت لاتسمن ولا تغني من جوع للفقير ، مقابل تعطيل وترويح للنفس، ام
هي تلاوة للقرآن عن روحه وتقبل تعازي في دارته والوقوف عند خاطر أهله واحبائه.
فلا تجعلوا بيروت عاصمة المقاومة والقرار ومقبرة الغزاة وبوصلة العرب وفلسطين ، الى وكر تجسس ومخابرات لأعدائها ، وتناحر فيما بين اهلها ،فبيروت هذه لمن عّمرها وحماها ، أمثال رفيق الحريري وسناء محيدلي واحمد
قصير وبلال فحص ، مع احترامي الى كل شهيد لم يذكر … سقط دفاعا عن شرف وعزة وحرية واستقلال قضيتنا وامتنا …
ليس هكذا هم أحباء ورفاق درب الفقيد ، بل هم طيبون محبون واعون لا يلدغون من جحر مرتين ، لا يقعون في فخ أصحاب مآرب 14 أذار الشخصية ولا يكررون اخطاء الماضي على حسابهم وعلى حساب دم الشهيد نفسه.
في هذه المناسبة الجليلة ، الذي لا يسعنا إلا أن نقف وقفة اجلال واكبار لشهدائنا العظام ، فألف تحية ورحمة من المعارضة اللبنانية للشهيد الكبير ، وأسكنه الله فسيح الجنان ، والصبر والسلوان لآل الفقيد ، وألف سلام وسلام لروح الشهيد والقائد عماد مغنية ، الذي حفظ الامانة وبقي سر الحريري معه الى الأبد ، وألف ألف يد ممدودة لجمهور 14 شباط ، لأنه هناك فرق كبير بين جمهور 14 شباط الاصيل وقوى 14 أذار الدخيل الذي نتمنى لهم
العودة الى رشدهم والالتحاق مع جمهور الجميع للبناء والدفاع عن الوطن الواحد.