نتائج الانتخابات الصهيونية .. مأزق سياسي؟!

مشاركة:

توقع مراقبون في ظل النتائج التي افضت اليها الانتخابات البرلمانية الصهيونية بتقدم طفيف لحزب كاديما على منافسه الليكود، ان تتجه اسرائيل صوب طريق سياسي

مسدود على صعيد تشكيل الحكومة والشخصية التي ستترأسها، بعد أن أعلن كل من وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني زعيمة حزب كديما الوسطي ومنافسها بنيامين نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني فوزه بانتخابات البرلمان الاسرائيلي (الكنيست).

 

وحصل حزب كديما على معظم الاصوات ولكن فرصته ضعيفة في حشد الدعم الكافي لتشكيل ائتلاف. ويمكن لنتنياهو الفوز بالدعم الكافي ولكن محللين يقولون ان الائتلاف المرجح سيكون غير قادر على العمل.

 

لم تفض نتائج الانتخابات الإسرائيلية إلى فوز حاسم لأحد الحزبين، كاديما والليكود، واستمعنا إلى خطابي نصر، واحد من رئيس الليكود بنيامين نتنياهو، والآخر لرئيسة كاديما تسيبي ليفني. وبعد فرز 99% من الأصوات تبين أن الفارق بين الحزبين مقعد واحد لصالح كاديما. إلا أن الفارق بين المعسكرين كبير جدا لصالح معسكر اليمين. ومن غير الواضح كيف سيكون تأثير الـ1% من الأصوات التي لم تفرز بعد على تقسيم المقاعد.

 

وقد أشارت النتائج الرسمية للانتخابات الإسرائيلية إلى أن حزب كاديما حصل على 28 مقعدا يليه حزب الليكود بـ27 مقعدا، في حين حل حزب "إسرائيل" بيتنا في المرتبة الثالثة بـ15 مقعدا، وذلك بعد فرز كل أصوات الناخبين البالغ عددهم نحو أربعة ملايين بنسبة تصويت وصلت 67%.

 

أما حزب العمل فقد جاء في المرتبة الرابعة حاصلا على 13 من مقاعد الكنيست الـ120، وهي أسوء نتيجة في تاريخه، يليه شاس بزعامة إيلي يشاي سياسيا والحاخام المتطرف عوفاديا يوسف دينيا بـ11 مقعدا.

 

أما الأحزاب العربية فقد حصلت وفق النتائج النهائية على 11 مقعدا، توزعت على الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والقائمة العربية الموحّدة للتغيير، وقائمة التجمع الوطني الديمقراطي.

 

وفي هذا السياق، رجحت الصحف الإسرائيلية اليوم الاربعاء ان يتمكن نتانياهو زعيم حزب الليكود من الحصول على الدعم الكافي لتشكيل حكومة ائتلاف رغم انه جاء في المرتبة الثانية في الانتخابات الاسرائيلية.  وذكرت صحيفة "معاريف" في عناوينها ان نتانياهو "خسر ولكنه سيفوز"، وقالت "بامكان تسيبي ان تبتسم، فقد حققت نجاحا كبيرا، الا انه لن يكون كافيا لجعلها رئيسة وزراء".

 

 وخرجت صحيفة "يديعوت احرنوت" بعنوان "مأزق سياسي" الى جانب صورتين لليفني ونتانياهو.

 

من جهتها، قالت صحيفة "هآرتس" اليسارية الميول ان "ليفني حققت نصرا كبيرا امس (الثلاثاء)، وهزمت بنيامين نتانياهو من حزب الليكود الذي كان يتصدر استطلاعات الرأي حتى اللحظات الاخيرة".

 

واضافت الصحيفة ان "الانتخابات انتهت الى وضع تسيبي في مواجهة بيبي (نتانياهو)، وحتى اذا انتهى الامر بان يشكل نتانياهو الحكومة الا انه تلقى صفعة قوية امس (الثلاثاء)".

 

ويتضح أن معسكر اليمين عزز قوته وبلغ مجموع مقاعده 66 مقعدا مقابل 44 لمعسكر ليفني. وبالتالي سيعود الأمر للرئيس الصهيوني شمعون بيريس لاتخاذ قرار بخصوص تكليف أي منهما تشكيل حكومة ائتلافية وذلك بعد الاستماع لتوصيات أحزاب سياسية. وذكرت وسائل الإعلام الاسرائيلية أنه لن يجد خيارا أمامه لتوجيه الدعوة لنتنياهو لتشكيل حكومة اذا أوصت الاحزاب اليمينية التي فازت بأغلبية برلمانية بزعيم حزب الليكود بدلا من ليفني.

 

ولكن ستكون هذه هي المرة الاولى في تاريخ الكيان الصهيوني التي لا يحصل فيها الحزب الفائز بمعظم مقاعد البرلمان في الانتخابات على فرصة لتشكيل الحكومة.

 

هذا وكانت ووجهت وزيرة الخارجية الإسرائيلية وزعيمة حزب كاديما تسيبي ليفني، الليلة الماضية في خطاب النصر، نداء إلى زعيم حزب ليكود بنيامين نتنياهو اليميني للانضمام إلى حكومة وحدة وطنية يقودها حزبها الوسطي تحت رئاستها.

 

من جهته اعتبر نتنياهو الذي سبقها بمثل هذا الخطاب أن التيار اليميني فاز في الانتخابات وأن من حقه أن يشكل الحكومة الجديدة.

 

ونقل موقع "واينت" الإسرائيلي الواسع الانتشار أن "خيارات تسيبي ليفني محدودة نوعا ما"، وتابع انه "بدون ليبرمان لا توجد حكومة لليفني، حتى مع زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" فان قدرة ليفني على تشكيل حكومة مشكوك فيها".

 

اذاً الاحتمالات لتشكيل حكومة متعددة، ولكن ما بات واضحا أن حزب "إسرائيل بيتنا" الذي حصل على 15 مقعدا، هو الذي سيرجّح كفة الميزان، اذ بات يلعب دورا مركزيا في الساحة السياسية الإسرائيلية.

 

إلى ذلك، يستبعد المراقبون أن يشكل ينيامين نتنياهو إذا ما أوكلت إليه المهمة حكومة يمينية صرفة كي لا توصم حكومته بالتطرف في المحافل السياسية العالمية مما يضر بمصالح "إسرائيل"، وسيسعى إلى ضم حزب العمل ومنح إيهود باراك حقيبة الحرب. كما سيكون باراك شريكا مركزيا في حكومة تتشكلها كاديما.

 

كما أن حزب شاس مرشح للمشاركة في أي حكومة، ومع أن الحزب كان العقبة الوحيدة أمام ليفني في تشكيل الحكومة بعد استقالة إيهود أولمرت وفوزها برئاسة حزب العمل، فإنها ستعود إلى بحث نفس المطالب التي رفضتها سابقا، ومن المرجح أن تضطر للموافقة على ما رفضته سابقا وأدخلت الساحة السياسية إلى معمعة الانتخابات، وبذلك ستعود إلى نفس النقطة التي كانت فيها قبل شهور إذا ما أوكل لها تشكيل الحكومة.