جنبلاط وجعجع يحملان على الجيش وقيادته وصفير يهاجم قوى 8 آذار.. نتنياهو يتحضر للفوز غداً

مشاركة:

بالتزامن مع ارتفاع حدة التحضيرات المسبقة للاستحقاق الانتخابي في 7 حزيران المقبل بين مختلف القيادات السياسية والتي كان ‘أنشطها’ الماكينة المتنية للنائب ميشال المر

يمضي زعيم المختارة النائب وليد جنبلاط في هجومه على المؤسسة العسكرية وعمادها، معرّجاً في حربه المستجدة هذه على رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع، خاصة بعد الانفراج المتنامي للعلاقات الثنائية بين لبنان وسوريا، وبعد الزيارات التي أجراها كل من لقاءات الرئيس ميشال سليمان والجنرال جان قهوجي، وأخيراً الوزير الياس المر، في دمشق مع القيادة السورية، وما تمخض عنها من انعكاسات إيجابية توّجت بافتتاح سفارة لكل من البلدين الشقيقين في دمشق وبيروت.

جبهات جنبلاطية بالجملة

وإذا كان جنبلاط قد انطلق في معركته ضدّ قيادة الجيش من إثارته لاسم العقيد دانيال فارس، متهما اياه بشكل غير مباشر بضلوعه "المباشر" في ملفّ النتصت، الذي أيضا أثاره قبل أسبوع، وبعد أن ارتدّت عليه عواقبه "السحرية"، فما كان منه إلى أن اندفع في أدائه السياسي المتشنج وأعلن تعليق مشاركة مندوبه المقدم شريف فياض في اللجنة المنبثقة من اجتماع الحوار والمخصصة لدراسة مشاريع الاستراتيجية الدفاعية، ورأت أوساط مراقبة أن هذه الخطوة تندرج في إطار سياسة التشكيك بدور الجيش التي يحاول الشباطيون وقوى الموالاة ترويجها ضمن الخطاب السياسي الداخلي، مع العلم بأن الجيش سيكون مضطلعاً بواحدة من أكثر المهام حساسية وأهمية في حفظ الأمن وضبط الوضع الداخلي قبل وخلال وبعد العملية الانتخابية.. وقالت الأوساط إن وراء هذه الخطوة ما وراءها من محاولة استباقية لإثارة الغبار واختلاق التهم وحملات التشويه، خصوصاً أن قوى الموالاة بدأت تتلمس يوماً بعد يوم مدى ابتعادها عن القواعد الشعبية وسقوط شعاراتها، مما سينعكس عليها وعلى مرشحيها سلباً في صناديق الاقتراع.

جعجع يدخل على خط الهجوم الجنبلاطي

على أن الحملة المنظمة في وجه المؤسسة العسكرية لم تقتصر على جنبلاط فحسب، بل انضمّ حليفه وشريكه في ما يسمى "ثورة الارز" عدوه في الامس، سمير جعجع الذي أعلن تأييده لتساؤلات جنبلاط في شأن المؤسسة، ومتفاجئا من ردة فعل قوى 8 آذار على موقف جنبلاط بشأن المؤسسة العسكرية، ورأى "أن هؤلاء تذكروا أن لدينا مؤسسة عسكرية وطنية كبيرة عندما طرح رئيس حزب وتكتل نيابي بعض الأسئلة، لكنهم تجاهلوا وجودها عندما كان الأمر يتعلق بمسألة السلاح خارج سلطة الجيش أو خارج المخيمات أو قرار السلم والحرب".

ويبدو أن الثنائي جنبلاط – جعجع الذي يحفل تاريخهما بصفحة سوداء مع الجيش البناني على مختلف أعمدته من الجنرال ميشال عون الى العماد لحود وسليمان ومؤخراً قهوجي، تناسيا حروب العلمين ومعارك التسعينات التي فصلتهما في معسكرين أطاحا بحاضر لبناني، في وقت كان لبنان يحتاج إلى غياب ثقافة التقسيم والفدرلة، لما للذاكرة المحلية من مآسي ومجازر وشهداء حملت توقيع "الملاكين" جنبلاط وجعجع.

بكركي: فوز المعارضة خطأ تاريخي

بموازاة ذلك وفي سياق الحرب الاستباقية على نتائج انتخابات حزيران المقبل، برز تصريح البطريرك الماروني نصر الله صفير منذ أيام في حديث لجريدة "المسيرة" القواتية، والذي حذر فيها بالعلن من انتصار المعارضة الوطنية في الانتخابات النيابية، إذ وصف حرفيا انتصار قوى 8 آذار بالخطأ التاريخي، ما يشكّل دلالة جديدة للانحياز المفرط لبطريرك الموارنة في لبنان في صفّ الاذارييين والاستقلاليين الجدد، وقد جرّ هذا التصريح العديد من ردود الفعل المسيحية التي حذرت من خطورة هذا التصريح غير المألوف، خصوصاً أنه صدر عن بكركي التي من المفترض ألا تنحاز إلى فريق مسيحي أو لبناني ضد فريق آخر، وكذلك لأنه تضمن دعوة لتأليب فريق على فريق آخر خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة التي من شأنها رسم صورة جديدة لهوية لبنان وسياسته الداخلية والخارجية.

انتخابات إسرائيلية محمومة غداً

حروب الانتخابات لا تقتصر حدتها على المستوى المحلي، فكيان العدو يشهد غدا أكثر المعارك حدة بين أحزاب اليمين المتطرف واليسار والوسط، فبعدما كان من الصعب جداً تولي "اليمين" الذي يتمثل بحزب الليكود وزعيمه بنيامين نتنياهو للسلطة في حكومة العدو أصبح ذلك واقعا فاستطلاعات الرأي تظهر أن "إسرائيل" مقبلة على تغييرات تاريخية للحلبة السياسية، حيث أن شعبية الليكود في تصاعد أمام حزبي العمل وكاديما.

وتظهر استطلاعات الرأي أن معسكر اليمين المكون من الليكود و"إسرائيل بيتنا" والاتحاد القومي و"شاس" و"يهدوت هتوراه" سيمتلك ما بين 63 مقعدا إلى 67 مقعدا. في حين لا يملك معسكرا "الوسط واليسار"، واللذان يضمان أحزاب "كديما" و"العمل" و"ميرتس" والأحزاب العربية إلا ما بين 53 إلى 57 مقعدا. وبحساب بسيط فإن لدى معسكر اليمين وحده غالبية مطلقة لتشكيل الحكومة المقبلة، مما يعني أن انضمام أي من كديما والعمل إليها يعني من الوجهة العملية إضافة قائمة خامسة لطاولة واحدة.

نتنياهو بعد الاستحقاق

غير أن الاستحقاق المقبل يقع في مدى إمكانية دخول حزب العمل الى الحكومة الجديدة أو ستتشكل الاخيرة في غياب دور ايهود باراك، الا أن متابعة سياسة الاحتلال الحكومية تقول أن "اسرائيل" ستتحاشى الدخول في صراعات المناصب وستكتفي بالغوص في الهموم الصهيونية الاقتصادية والخارجية.

وكان نتنياهو قد اطلق مواقف انتخابية تصعيدية جديدة قال فيها إن حكومته في حال فوز حزبه بالانتخابات ستعمل على وقف "تهريب السلاح إلى غزة" ووقف إطلاق الصواريخ على حدود إسرائيل من قطاع غزة". وتعهد نتنياهو باتباع نهج صارم تجاه الخطط النووية لإيران. كما شدد على أنه لن يكون هناك حوار مع سوريا حول إعادة هضبة الجولان. وقال إن المفاوضات مع السلطة الفلسطينية بقيادة رئيسها محمود عباس ستتركز على القضايا الأمنية والاقتصادية ولن تبحث مسائل الحدود وتسليم أراض وعودة اللاجئين.