مشاركة:
تزايدت حدة التنافس بين الأحزاب الصهيونية في الانتخابات العامة التي ستجرى غدا الثلاثاء، وتشير
استطلاعات الرأي إلى أن الفارق بين حزبي الليكود، وكاديما يتضاءل إلى ما بين مقعدين إلى ثلاثة مقاعد، ويبقى هذا الفارق في حدود خطأ الهامش في الاستطلاعات. ويسعى الحزبان في الساعات المتبقية إلى الحصول على أصوات من كتلته، أي الليكود من اليمين، وكاديما من اليسار وسط، إلى جانب الحصول على أكبر عدد من الأصوات العائمة.
وتوقعت مصادر سياسية إسرائيلية أن تكون النتائج قريبة وغير محسومة لصالح أحد الحزبين. وعلى إثر ذاك قام الحزبان في اليومين الأخيرين بتغيير استراتيجية الحملة، وتوقف كل طرف عن اللعب في ملعب الآخر والنيل منه للحصول على أصواته، ووجها حملاتيهما الانتخابية إلى داخل معسكريهما، والرسالة التي يوجهانها "إذا لم تصوتوا لنا لن نتمكن من حسم المعركة".
وبدت تصريحات بنيامين نتنياهو رئيس حزب الليكود متشائمة، وقال يوم أمس إن "الاحتمالات بأن لا يفوز الليكود بالحكم واردة"، إلا أن معلقين رأوا في ذلك أيضا محاولة للتأثير على الأصوات في معسكره(اليمين) وتحويلها لصالحه.
حزب "يسرائيل بيتينو" ما زال يحقق تقدما، ويلعب بالأساس على المشاعر العنصرية وموجة التطرف في الشارع الإسرائيلي، ومنحته استطلاعات الرأي من بين 17-19 مقعدا، ليتجاوز حزب العمل، ويحتل المكان الثالث من حيث عدد المقاعد في الكنيست. ويصرح رئيسه أفيغدور ليبرمان بأنه "ليس في جيب أحد"، أي أنه ليس في جيب الليكود.
وقال المرشح في حزب الليكود، رئيس الأركان السابق، بوغي يعالون، إن رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان قد يوصي بليفني لتشكيل الحكومة. وأضاف "إذا كانت النتائج متعادلة فمن الممكن أن يوصي ليبرمان بليفني ويؤيدها في تشكيل الحكومة، رغم أن هناك من يصوتون لها على أساس أنها لن تشكل الحكومة".
من جانبه يصف المعلق السياسي في صحيفة يديعوت أحرنوت، أهرون برنياع، ثلاثية ليفني نتياهو ليبرمان بأنها "مثلث برمودا". ويقول إن ليبرمان وصل إلى الساحة السياسية بوصاية نتنياهو، بينما وصلت ليفني إلى الساحة السياسية بوصاية ليبرمان حينما كان مديرا لمكتب نتنياهو. ويقول إن هذا المثلث هو الذي سيحدد، "صورة إسرائيل" بعد يوم الانتخابات.
ولم يتسبعد برنياع إن تكون نتائج الحزبين الكبيرين متساوية، مشيرا إلى أن في مثل هذه الحالة تصبح حكومة وحدة مع تناوب الحكم خيار وارد، إلا أنه يرى أن الاحتمال الأكثر أرجحية هو أن يكون مصير الحزبين بيد ليبرمان، الذي بدأ حياته السياسية في حركة "كاخ" برئاسة مئير كاهانا(حركة إرهابية حسب القانون الإسرائيلي)، وهو الذي يحدد من يكون رئيس الوزراء.
ويصف برنياع التصويت لليبرمان بأنه نابع عن المزاج، ودعا الجمهور إلى الامتناع عنه. ودعا رؤساء الأحزاب إلى التصرف بمسؤولية، مذكرا إياهم بأن مصوتي ليبرمان لا يرضون بأن يكون هو الشخص الذي يقرر إذا ما كان يجب قصف المنشآت النووية الإيرانية.