مشاركة:
عندما خطا الشيخ راغب حرب خطواته الأخيرة في دروب جبشيت قبل أن تغتاله رصاصات العدو الغادرة
كان اطمأن الى أنه قد ترك خلفه مقاومة شجاعة وأبية، وشعبا لا يقبل المساومة والمصافحة والاعتراف، لم ولن يقدم يده إلى العدو بغير السلاح
وعندما خطا الأمين العام لحزب الله السيد عباس الموسوي خطواته الأخيرة في الجنوب في 16 شباط/ فبراير عام 1992، كان أمامه مقاومون لم يتركوا هذا العدو يرتاح لحظة واحدة، كانوا يلاحقونه في المواقع والحصون، وينصبون له المكامن ويحيلون الأرض من تحته ناراً.
كان السيد عباس يدرك أن من نواجهه هو عدو جبان خائف، مصيره الزوال. وكان يملك يقين العارف بأن الرايات التي يرفعها المجاهدون فوق المواقع سترتفع فوق كل تلك الأرض.
استشهد السيد عباس مطمئناً إلى أن المقاومة التي روتها دماء الأطهار لن تسقط، وكانت الانتصارات المتتالية حتى التحرير في العام 2000.
سقطت "اسرائيل" كما كان يعبر سيد شهداء المقاومة، سقوطاً أعاد للأمة أملها بأن النصر هو رهن إرادتها، وإرادتها لن تتحقق من غير المقاومة، طريقاً وحيداً للانتصار النهائي والحاسم الذي لن يكون بعده شيء اسمه "اسرائيل".
هكذا كانت البشرى قبل عام من دم القائد الجهادي الحاج عماد مغنية، الذي لم يغادر ساحة الصراع مع العدو منذ أكثر من 29 عاماً، كان فيها في كل طلقة بندقية وفي كل عبوة وصلية مدفعية، كان في المقاومة مشعلاً يقود لواء التحرير، ويصنع الانتصارات ويكتب للعدو في كل ساحة هزيمة.
هكذا هو الحاج رضوان، رجل عُجن بطينة المقاومة، وقائد لا يعرف الكلل. في حياته كان عنوان القلق والخوف الذي يلاحق العدو في كل شبر من الأرض.. وحتى في شهادته فإن هذا الخوف والقلق لم يغادرا العدو، فظل عماد مغنية كابوساً يرسم للعدو هزائمه بين وادي الحجير وحي الزيتون، وبين عيتا الشعب وجباليا.
استشهد الحاج رضوان قبل عام بعدما أيقن أنه ترك رجالاً شجعاناً من طينة الشيخ راغب وإرادة السيد عباس، ومقاومة يقودها نصر الله، تخطو خطواتها بحكمة الى النصر الحاسم بعون الله.