
مشاركة:
بعدما أعلن رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع أنه لا يعلم شيئاً عن مصير الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة
تكشف المنار اليوم ما يثبت العكس، ليتضح مرة أخرى أن مصير الدبلوماسيين رهن بجرأة جعجع من ناحية والإسرائيليين من ناحية أخرى على قول الحقيقة.
فسمير جعجع وفي اخر مؤتمر صحافي له رداً على الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الـ30 من الشهر الماضي يقول: "اتأسف اشد الاسف بان يقوم السيد حسن نصر الله بطرح هذا الموضوع بالذات، وان يقوم بمحاولة ربطه زوراً بحزب القوات اللبنانية".
الأسف أشد الأسف بأن تضطر المنار في كل مرة أن تعيد تصويب حقيقة ما يقوله جعجع.
و"النكش" هذه المرة لا يحتاج إلى إبداع، ففي سجلات صحيفة السفير منذ عامين فقط ما يكفي لإثارة العجب.
ففي العدد الصادر يوم الخميس الموافق في الثامن عشر من شهر أيار/مايو عام ألفين وستة، يتربع على رأس الصفحة الأولى مقطع من حديث جعجع للسفير يقول بشكل قاطع وحسمي إن الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة قتلهم القواتيون.
وسئل جعجع ما حرفيته من قبل السفير: "وعن الجهة التي قامت بتصفيتهم، اجاب جعجع: "قتلوا من قبل عناصر في القوات اللبنانية".
وكان جعجع قد قال في اخر مؤتمر صحفي له في الـ30 من الشهر الماضي: "اسهل امر بالنسبة لي موضوع الدبلوماسيين الاربعة، لانه سارد عليك انني لا اعلم عنهم شيئاً، لان هذا الامر كان من اختصاص جهاز الامن والاستخبارات في القوات اللبنانية، وانا عندها كنت قائداً للجبهة الشمالية، ولا علاقة لي بكل هذا الموضوع، لا من قريب ولا من بعيد".
الزور إذاً ثابت في ذمة جعجع، لكن السؤال: هل الزور يقع في حديث جعجع لصحيفة السفير، أم في المقطع الصوتي من مؤتمره الصحفي الأخير؟
ويقول الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته الاخيرة حول موضوع الدبلوماسيين الاربعة في الـ29 من الشهر الماضي: " الإسرائيلي يدعي بأن الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة تم خطفهم من قبل القوات اللبنانية عام 1982، ويدعي الإسرائيلي انه تم تصفيتهم من قبل القوات اللبنانية ودفنهم في أماكن، ويضع في التقرير أماكن محتملة للدفن".
ما قاله الإسرائيليون إذاً يطابق ما قاله جعجع منذ عامين لصحيفة السفير، ولا سيما أن للقوات اللبنانية باع طويل في التراسل مع الإسرائيليين وباللغة العبرية كما يظهر هذا المظروف الذي تمكنت المنار من الحصول على صورته.
وبعد، فإن جعجع قال في مؤتمره الصحفي إنه كان حين اختطاف الدبلوماسيين قائداً للمنطقة الشمالية، وحاجز البربارة الذي تم خطف الدبلوماسيين عليه تابع للمنطقة الشمالية أي تحت نطاق مسؤولية جعجع.
القصة إذاً قضية قضائية صرفة، أما قول جعجع بأن أسباب إثارتها انتخابية، فإن القاعدة القانونية تقول إن الغش يبطل كل شيء، وبالتالي فكل المؤتمر الصحفي باطل.