مبارك محرج من غضبة الشارع العربي عليه وساركوزي ليس لديه ما يقدمه

مشاركة:

كريستيان شينو: مبارك محرج من غضبة الشارع العربي عليه وساركوزي ليس لديه ما يقدمه

يعرف عن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حبه للظهور الإعلامي.

وهو لا يوفر جهدا في سبيل إقناع الرأي العام الفرنسي، بقدرته في حل المشاكل

الدولية، ونفوذه المؤثر على المسؤولين في العالم. ولعل زيارته التي قام بها إلى منطقة الشرق الوسط في الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة لا تبتعد كثيرا عن هذا السياق.

ساركوزي يلعب في الوقت الضائع أميركيا، منذ دخوله على خط الوساطات الدولية، في جورجيا أو في التواصل مع سوريا وفتح باب للعلاقات معها، تريدها أميركا وليس بمقدور جورج بوش دخوله حفاظا على البقية الباقية من حلفاء عرب عقدوا عزمهم على القوة العظمى الأكبر واتكلوا عليها.

لطالما ردد ساركوزي انه من أوقف الزحف الروسي على جورجيا، ما أجبر مسؤولا روسيا رفيعا على نفي ذلك جملة وتفصيلا. وهو في سعيه للحفاظ على مظاهر الزعامة، لم يتوان عن محاولة الضغط على رئيس وزراء تشيكيا الذي تسلمت بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي من فرنسا، عارضا على المسؤول التشيكي دعم فرنسا في المؤسسات الأوروبية مقابل الابتعاد عن التدخل في الأزمات الدولية وخاصة في الشرق الأوسط لمصلحة الرئيس الفرنسي، في قصة روتها الصحف التشيكية والسلوفينية، نقلت فيها عن ساركوزي قوله لنظيره التشيكي: هل تعتقد انه من السهل التعامل مع هؤلاء العرب، والتحدث معهم ساعات طويلة عبر الهاتف؟

في بداية العدوان على غزة، تحرك الرئيس الفرنسي على عادته، وكان توجهه إلى دول منطقة الشرق الأوسط عقب زيارة خاطفة قامت بها وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إلى باريس. حيث يصف الصحافي الفرنسي كريستيان شينو الذي رافق ساركوزي في زيارته ذلك الموقف الإسرائيلي بالمتصلب والمخادع. هم كانوا في ورطة كبيرة يقول شينو، وكانوا يأملون من الرئيس الفرنسي ان ينقذهم عبر تحرك ما في سوريا. أو عبر كسب الوقت للقول للعالم إن هناك تحركات سياسية للخروج من الأزمة ووقف نزيف الدم في قطاع غزة.

هل طلبت ليفني من ساركوزي التحرك مع وعد بتسهيل مهمته؟

وهل كذبت عليه في ذلك؟   

سؤالان يرددهما شينو مع تأكيده انه لا يملك إجابة شافية عنهما، غير انه لا يستبعد أن تكون الحقيقة في تحرك الرئاسة الفرنسية غير المنتج تكمن هنا ـ يقول الصحافي الفرنسي ـ مؤكدا أن حالة من الغضب الشديد تسود الرئاسة الفرنسية نتيجة فشل مسعاها الذي أرادته رصيدا لها.

هنا يقول شينو: لم يبد المسؤولون في تل أبيب أي مرونة، وكان هاجسهم الأول والأخير هو الخروج بمكسب سياسي، يمكن توظيفه في الانتخابات الإسرائيلية القادمة، وقد قال لي الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية خارج الميكريفون بعد مقابلة أجريتها معه (نحن على استعداد لقبول حكومة حماس في قطاع غزة ولكن منزوعة السلاح) على حد تعبير الصحافي الفرنسي.

لقد عاد الرئيس ساركوزي خالي الوفاض من تل أبيب، ولم تسهم زيارته إلى دمشق في الحصول على تنازل من بشار الأسد، ما اضطره للعودة إلى القاهرة وإعلان مبادرة مشتركة مع الرئيس المصري حسني مبارك، كانت بمثابة المخرج لكلا الرجلين يقول شينو، مضيفا أن حالة الرئيس المصري حسني مبارك محرجة وخانقة، نظرا لغضبة الشارعين المصري والعربي عليه، وقد فاتح مبارك ساركوزي بذلك أثناء مباحثات الرجلين حول المبادرة التي قدماها لوقف الحرب في غزة.

وحول المبادرة تلك يقول شينو ان ساركوزي ليس لديه شيء يقدمه بعد الآن، مع إمكانية أن يقوم بزيارات أخرى كالتي قام بها إلى شرم الشيخ وكيان العدو، كونه من النوع الذي لا يقبل التراجع بسهولة، ويسعى الى الظهور في واجهة الأحداث يختم الصحافي الفرنسي حديثه.