مصادر لا تستبعد عبر ‘الديار’ فرضية وقوف الموساد وراء صواريخ الهبارية

مشاركة:

نقلت صحيفة «الديار» عن مصادر واسعة الاطلاع قولها ان الصواريخ التي اطلقت منذ ايام باتجاه شمال فلسطين المحتلة ‏سقطت

في الاراضي اللبنانية ولم تتجاوز الحدود، وان القوى الامنية في الجيش اللبناني وقوات ‏اليونيفيل رفعت بقايا هذه الصواريخ من سهل الخيام ومنطقة الماري، مما يعني ان هذه ‏الصواريخ لم تستهدف في حقيقتها المستوطنات الصهيونية. كما تبين ان الصواريخ التي لم تطلق ‏وكانت تحمل متفجرات وان «حشواتها» على ما يبدو أُعدت سلفا كي لا تصل الى المستوطنات. او ‏ان عدة صواريخ رصدت في خراج بلدة دبين قضاء مرجعيون، ثم تبين لليونيفيل والمعنيين ان ‏المعلومات كاذبة.

اما التساؤلات التي طرحتها بعض المصادر المعنية فتركزت حول كيف وصلت هذه الصواريخ، علماً ‏ان المنطقة خاضعة تماما لسلطة اليونيفل واجهزتها المعلوماتية البشرية والتقنية وبما انه ‏لا احد يشكك بقوات اليونيفيل فالمرجح ان تكون الاجهزة الاستخباراتية الاسرائيلية تستخدم ‏بعض عملائها لنصب هذه الصواريخ واطلاقها في هذه المرحلة الحساسة، التي تتعرض فيها غزة ‏لمذبحة صهيونية تاريخية على مسمع ومرأى العالم كله وبالتالي شغل المنطقة ولفت الانظار الى ‏الجبهة اللبنانية شمال الارض.

وافادت المصادر المشار اليها، الى ان القوات الدولية ‏العاملة في الجنوب، تأكدت من هذا الامر، ومن عدم سقوط الصواريخ في كريات شمونة، وان هذه ‏القوات – اي اليونفيل – على اتصال مباشر مع جيش العدو وهي تعلم ان هذه الصواريخ ‏سقطت في الاراضي اللبنانية وقد افيدت اليونيفل من الاسرائيليين ان اجهزة الانذار على ‏الحدود الشمالية التابعة للعدو رصدت لحظة اطلاق الصواريخ باتجاه المستعمرات، لكن جرى ‏التأكد في ذات الوقت انها لم تسقط في الاراضي الفلسطينية.

‏ وفي ذات السياق تبين ان هناك معلومات كاذبة تقدمها القوات الاسرائيلية الى اليونيفل ‏وحيث تشغلها بعض الاحيان بأنها رصدت حركة في خراج بعض البلدات المحتلة.‏ والرأي الثاني لدى المعنيين، هو التمهيد الاسرائيلي لوقف العدوان، بمعنى ان اسرائيل تريد ‏توجيه رأيها العام الداخلي الى انها اذا اطالت الحرب على غزة ولم يجر تحقيق الاهداف ‏السياسية، فانها قد تفتح الباب على جبهة لبنان، كمقدمة لحرب اقليمية كبري من الخطر ان ‏تقودها تل ابيب في هذه المرحلة الراهنة وعليه فانها تذكر مجتمعها الداخلي بويلات حرب تموز ‏عام 2006 وان حزب الله ليس حماس ولبنان ليس الضفة.

وفي هذا المنطق برأي المعنيين يكون ‏باراك يمهد ساحته الداخلية لوقف لاطلاق النار في لحظة ما وان لم تتحقق اهداف العدوان على ‏حماس وغزة والمقاومة الفلسطينية بشكل عام. والدليل ان وزير خارجية العدو تسيبي ليفني ‏اشتكت على ايران وسوريا وحزب الله وحماس في روسيا وطالبت باعطائها المعلومات الكافية عن ‏صواريخ ايران وسوريا وحزب الله. والنقطة الثالثة التي لاحظتها المصادر المعنية بمتابعة قضية الصواريخ من الجنوب، وهي ‏النقطة الجغرافية التي جرى الاطلاق الاول ثم الاطلاق الثاني، فهؤلاء العملاء اختاروا منطقة ‏جنوبية ذات الاكثرية الاسلامية السيفة – الضهيرة – يارين – الهبارية، وبذلك يحاولون القول ‏ان هناك قوى تريد توريط حزب الله والطائفة الشيعية والدليل الساطع على هذا الامر هي ‏الرسالة الهاتفية الاسرائيلية التي ارسلت عبر الـ«أس ام اس» او الاتصالات الهاتفية ‏الاسرائيلية للجنوبيين تحديدا ثم لبعض اللبنانيين وتقول لهم «ان عناصر سنية وعناصر ‏السلفية وكذلك عناصر القاعدة تريد توريطكم في حرب مع اسرائيل» وهذه الرسائل لها دلائل ‏خبيثة وتحاول اسرائيل اللعب على وتر المذهبية للفت الانظار عن جرائمها في غزة، وكذلك ‏القول للمسلمين الشيعة ان هذه ليست معركتكم، لان اسرائيل لمست بقوة حجم وقفة المقاومة في ‏لبنان الى جانب المقاومة في عزة ولان الحرب على غزة اسقطت قضية السنة والشيعة وتبيّن ان ‏حرب غزة لا تقل اهمية عن حرب تموز في قتل المدنيين وتدمير البيوت والبنى التحتية وان كل من ‏يقاوم اسرائيل معرض للذبح على مرأى ومسمع الولايات المتحدة الاميركية والعالم الذي يدعي ‏الحرية ولكن المهم ان يبقى امن المجتمع الصهيوني فوق دماء الاطفال والنساء والشيوخ ‏والابرياء من المدنيين.

‏ مهما يكن من امر فانه عودا على بدء تشير كل هذه المعطيات الى ان اليد الاسرائيلية ليست ‏مستبعدة من كل هذه «القصة»، وكان اشار الامين العام لحزب الله العلامة السيد حسن نصرالله في ‏خطاب له عدم استبعاده لليد الصهيونية من قضية الصواريخ لانه اكد ان حزب الله عندما ‏يقوم بعمل يتحمل مسؤوليته ويعلنها. لكن بذات الوقت لن يكون حزب الله حرس حدود للعدو ‏الاسرائيلي. هذا في الوقت الذي تراقب فيه المقاومة بدقة طبيعة الرد العسكري المدفعي ‏الاسرائيلي على الصواريخ والمناطق التي تتساقط فيه القذائف وبالتالي على الجميع تحمل ‏مسؤولياته في هذا المضمار.‏