
مشاركة:
ألقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان كلمة لبنان في القمة التشاورية في الدوحة، وجاء فيها:
‘نجتمع اليوم، يسبقنا دفق الدماء البريئة وصراخ الاجساد الممزقة وحلك الدخان العاتي تجبل بها تربة غزة العربية العزيزة،
فيعتلي منبر اجتماعنا حكما هم الخروج من هول ما اصاب قلب امتنا والحاجة الماسة الى وقف العدوان فورا، وهم صيانة مستقبلنا لمجموعة متجذرة في الارض والحضارة والتاريخ في وجه متغيرات وتحديات اقليمية ودولية متعاظمة.
والهمان داهمان يتطلبان منا جميعا وقفة خير واعية ووحدة موقف جامعة وارادة اقدام مخلصة نظرا الى هول المصاب وفداحة الخسارات.
لقد تعرض لبنان مرارا لاعتداءات اسرائيلية استطاعت تدمير منشآته الحيوية وبناه التحتية ومنازل سكانه، لكنها لم تستطع تدمير إنسانه وعنفوانه وروح المقاومة فيه.
وآخرها كان عدوان تموز 2006 حيث وقف الشعب والجيش والمقاومة في صف واحد وتصدوا للعدو وكبدوه الخسائر الفادحة المادية والمعنوية وأجبروه على القبول بقرار الامم المتحدة رقم 1701، رغم انه لغاية الآن لم ينفذ جميع بنوده ويثابر على خرقه يوميا ويحتل جزءا عزيزا من أرضه.
صاحب السمو
أود أولا أن أوجه الى سموكم عبارات الشكر والتقدير على الجهود التي بذلتموها منذ اليوم الاول للعدوان الاسرائيلي الاجرامي على غزة لعقد قمة عربية طارئة، سعيا الى وقف هذا العدوان ولفك الحصار ورفع المعاناة الانسانية عن سكان القطاع المنكوبين، وقد أبلغتكم حينها موافقة لبنان غير المشروطة على المشاركة في هذا الجهد العربي المشترك بعزم وثبات واندفاع، وذلك لوضع حد فوري للهجمة الاسرائيلية الشرسة التي تشكل عدوانا على الشعب الفلسطيني ككل، والتي أودت لغاية الان بحياة مئات الشهداء والاف الجرحى، ما عدا التدمير المنهجي والهمجي لمئات المنازل والمؤسسات والمرافق المدنية".
أضاف: "لقد كان لبنان يتمنى أمام هول العدوان الاسرائيلي وفظاعته، أن يجتمع الشمل العربي وان تتوحد العائلة العربية في مواجهة العدوان بصورة عفوية وفورية، بقطع النظر عن مكان انعقاد القمة او الجهة الداعية اليها، يقينا منه ان وحدة الصف العربي الى جانب وحدة الصف الفلسطيني كفيلة بمضاعفة حظوظ النجاح في مواجهة آلة القتل والتدمير الاسرائيلية ومجمل المخططات الهادفة الى إضعافنا كمجموعة لشرذمة صفوفنا. وبالرغم من عدم اكتمال العناصر اللازمة لعقد مثل هذه القمة العربية الجامعة وفقا لمستلزمات ميثاق جامعة الدول العربية، فإن اجتماعنا التضامني مع غزة اليوم يجب الا يظهر كأنه تكريس للانقسام العربي ولسياسة المحاور، بل هو مدخل لمزيد من الوعي والتشاور والتحاور، ولا بد ان ننطلق من هذا الاجتماع لبلورة موقف عربي موحد ليس فقط من مسألة العدوان على غزة، بل للتوافق على استراتيجية عربية شاملة وموحدة لمواجهة مجمل التحديات المطروحة على العالم العربي في هذه المرحلة المفصلية الحرجة، ولإلزام العدو تطبيق مبادرة السلام العربية التي أقرت بالاجماع في بيروت عام 2002، واختبار العدو الاسرائيلي ووضعه على المحك في نيته السلام، ولبنان جاهز في هذا المجال لبذل ما يمكنه من جهد للتوفيق بين المواقف العربية وتوحيدها والعمل على حماية الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، انطلاقا من وعيه لدوره التوفيقي والتزاماته القومية".
ورأى "أن عبارات الشجب والتنديد لم تعد كافية لتلبية حاجاتنا وتطلعات شعوبنا الى الصمود والعزة، وهي تبقى بدون فاعلية مهما كانت قوية وصادقة، إن لم تقترن بقرارات وتدابير عملية كفيلة بوقف العدوان وتوفير مقومات الصمود واعادة البناء. والمواقف العملية تبدأ بتوحيد الموقف العربي على مختلف الصعد، أي بتضامن فلسطيني-فلسطيني وبتضامن عربي-عربي، فإذا لم نتمكن من تحقيق مثل هذا التضامن نكون قد سمحنا لاسرائيل لا يسمح الله بتحقيق اهدافها الاستراتيجية ومآربها، إذ تكون قد نجحت في إيقاع خسائر فادحة في صفوف الشعب الفلسطيني وتغذية الانقسام الفلسطيني الداخلي وتعميق الخلافات بين الدول العالمية، وهذا ما يتوجب علينا جميعا تفاديه من منطلق واجبنا القومي تجاه القضية الفلسطينية وتجاه شعوبنا أمام التاريخ، كما يمكن للمواقف العملية ان تتبلور في نقاط ومقترحات محددة طرح بعضها سمو الامير وستكون موضع تداول في ما بيننا. وأكرر لكم سمو الامير شكرنا على مجمل مبادراتكم لمساعدة لبنان والوقوف الى جانبه في أصعب الاوقات، ولنصرة القضية الفلسطينية وتعزيز العمل المشترك، ولذلك أتينا للوقوف الى جانبكم فيما تصبون اليه، مع الامل بأن يؤدي اجتماعنا اليوم الى تغذية عناصر الامل ومقاصد الوحدة والتضامن في ما بيننا خدمة لقضية العدالة والسلام".
تعقيب
وعقب أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني: "شكرا لفخامة الرئيس اللبناني، ولا شك إن ما فعلته المقاومة والجيش اللبناني في دحر اسرائيل من جنوب لبنان كان أحد ظواهر هذا القرن، والشكر لهم، وأنت كنت أحد أبناء المؤسسة العسكرية آنذاك. أشكرك فخامة الرئيس".