
مشاركة:
ظهرت تركيا مرة أخرى واحدة من الدول التي تقف بقوة رسميا وشعبيا وإعلاميا إلى جانب الشعب الفلسطيني، عكستها المواقف الرسمية والشعبية وتعليقات الصحف.
وأظهرت عناوين معظم الصحف التركية الغضب التركي من العدوان الاسرائيلي وجاء في بعضها، »العالم يتفرج« (»ميللييت«)، و»مجزرة الصواريخ« كما عنونت »حرييت«، و»المجزرة« كما عنوت »يني شفق«، و»همجية »غزة بحيرة دم« كما عنوت صحيفة »وقت«.
وبرز رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان في واحد من أقوى المواقف المعبرة والمؤثرة احتجاجا على العدوان الاسرائيلي على غزة عندما وصف العمليات الإسرائيلية في غزة بأنها »قلة احترام« لتركيا، محذرا من ان هذه العمليات »تلقي ظلالا« على جهود الوساطة التركية بين سوريا وإسرائيل. كما حذر من أنّ العمليات العسكرية ضد غزة وجهت ضربة للسلام الدولي.
وقال في احتفال مخصص لإعلان أسماء مرشحي حزب العدالة والتنمية للانتخابات البلدية انه يريد ان يتقاسم الأحزان مع أهل غزة.
واعتبر ان »قتل الأبرياء والناس الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم والأطفال والنساء وتدمير المباني السكنية المدنية واستخدام القوة المفرطة هي وضع لا يمكن القبول به«.
وأضاف انه »من خلال عملية الوساطة بين سوريا وإسرائيل، كانت تركيا تتجاوب مع مطلب تذليل الصعوبات التي تعترضها. وقد عملنا على امتداد شهور من اجل ذلك، وقبل ٣ أو ٤ أيام فقط جاء رئيس حكومة اسرائيل ايهود أولمرت لبحث إمكانية القيام بجولة خامسة من المفاوضات، ورغم ذلك جاءت هذه العملية (ضد غزة) التي هي عدم احترام لتركيا. أنا مضطر لقول ذلك. وان القول إنها عملية طويلة المدى والقتل والتدمير، هي جريمة انسانية خطيرة«.
وإذ ذكّر أردوغان ببيان وزارة الخارجية التركية اضاف »اننا كدولة لها مساهمة مهمة في عملية السلام ابلغنا وسنبلغ رد فعلنا المحق لكل العالم«.
وقال اردوغان انه دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في اتصال هاتفي، إلى التدخل بسرعة، معتبراً أنه »على كل البشرية ان تعرف هذا الوضع المأساوي«. وأضاف أنّ :هذا النوع من العمليات لن يخدم السلام. ويجب ان يرى كل واحد ذلك«. وأوضح أنّ هذه العمليات التي اثارت غضب العالم الإسلامي لن تحل مشكلات المنطقة، مطالباً إسرائيل بالعودة عن هذا الخطأ والى وقف العمليات الجوية فورا.
وعلى الصعيد الشعبي عمّت التظاهرات والاحتجاجات جميع المدن التركية. وفي اسطنبول تظاهر المئات بعد الصلاة في جامع بايزيد وأدوا صلاة الغائب عن الشهداء، كما قام المتظاهرون برفع صورتين للرئيس الأميركي جورج بوش وأولمرت ورشقوهما بالأحذية، وقد اعتمر العديد من المتظاهرين الكوفية والعقال الفلسطيني وهتفوا »ستهزم الصهيونية وتنتصر فلسطين المقاومة« و»اي علاقة مع الإسرائيليين جريمة«.
وفي أنقرة تظاهر المئات امام السفارة الإسرائيلية وأطلقوا هتافات ضد الحكومة الإسرائيلية. ودعا المتظاهرون تركيا الى إلغاء اتفاقياتها العسكرية والسياسية والاقتصادية مع اسرائيل والى إغلاق السفارة الإسرائيلية في تركيا. وجرت تظاهرات مماثلة في مدن سيواس وقوجا علي وصقاريا وانتاليا وتوقات واضنة واسبارطة وقيصري وفان وقهرمان ماراش وأغري وزونغولداق.
ودعت بعض الكلمات اردوغان الى إعادة ميدالية الشجاعة التي كان اللوبي اليهودي الأميركي قد منحها له سابقا. كما تناول العديد من الكتّاب العدوان الاسرائيلي منتقدين السياسات الإسرائيلية العمياء.