
مشاركة:
أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان اننا »لسنا معنيين بالمفاوضات. فالمواضيع العالقة بيننا وبين اسرائيل ترعاها الاتفاقات الدولية. فلنأخذ حقنا وينتهي الامر. حدودنا معروفة ومطالبنا معروفة. نحن لن ندخل المفاوضات«.
وندد بالاعتداء الاسرائيلي على قطاع غزة، داعياً الدول العربية الى موقف حازم من الدولة العبرية. وشدد ايضا على ان لبنان هو »واحة تفاهم للجميع، وليس ساحة للصراعات وتصفية الحسابات«، مشيراً الى حادث العثور على صواريخ في الناقورة قائلا »ان على اي كان ان يحترم لبنان وسيادته وألا يجعله منصة لإطلاق الصواريخ«.
وكان الرئيس سليمان قام بجولة السبت في الجنوب، رافقه فيها وزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وبدأها في مقر قيادة القوات الدولية »اليونيفيل« في الناقورة حيث استقبله قائد القوة الجنرال كلاوديو غراتسيانو.
وبعدما وضع إكليلا من الزهر على النصب التذكاري لشهداء القوة الدولية عقد اجتماع في مكتب قيادة »اليونيفيل« تمنى فيه سليمان لجنودها اعياداً سعيدة واستمرارها في مهماتها لحفظ السلام والاستقرار في الجنوب شاكرا لدولها مشاركتهم فيها لتطبيق القرار .١٧٠١
وقد اطلع غراتسيانو والضباط اللبنانيون رئيس الجمهورية على التحقيقات في شأن المزارعين اللبنانيين اللذين خطفتهما القوات الاسرائيلية قبل ايام وإعادتهما لاحقا، وكذلك في موضوع الصواريخ التي كانت منصوبة قرب الناقورة. وافاد الجانب الدولي ان خمسة منها هي من عيار ١٢٢ ميلليمترا واثنين من عيار ١٠٥ ميلليمترات، وكانت معدة للانطلاق بواسطة ساعة توقيت.
ومن الناقورة توجه سليمان الى قانا وكان في استقباله النائب علي خريس وعدد من رؤساء بلديات المنطقة ، ووضع اكليلا من الزهر على النصب التذكاري لشهداء المجازر الاسرائيلية في البلدة.
وانتقل الوفد الى ثكنة صور وكان في استقباله قائد قطاع جنوب الليطاني وقائد اللواء الثاني عشر العميد رسلان حلوى الذي ألقى كلمة.
وهنأ سليمان العسكريين بالاعياد وحيا الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الوطن وعن الحق والانسانية، شهداء اليونيفيل، وشهداء قانا والمقاومة، وشهداء الجيش في حرب تموز وفي نهر البارد.
واضاف: »نتمنى ألا يجعل احد لبنان ساحة صراع، لأن لبنان واحة تفاهم للجميع، وليس ساحة للصراعات وتصفية الحسابات. نحن ضد حصار غزة. ونستنكر الجرائم التي ترتكب في حقها، وندعم حق العودة ونرفض التوطين وقد اصبح ذلك نصا في الدستور وفي الطائف، الذي هو وثيقة دولة معترف بها من مجلس الامن ولا يستطيع احد تخطيها. وندعو الدول العربية الى اتخاذ موقف موحد وحازم ضد الاحتلال«.
وقال: »ان على اي كان ان يحترم لبنان وسيادته وألا يجعله منصة لإطلاق الصواريخ وخصوصا بعد انتشار الجيش في الجنوب ورفع العلم اللبناني بعد ثلاثين عاما من الغياب«. الجنوب ليس منصة لإطلاق الصواريخ، فمن يحترم لبنان عليه احترام التزاماته الدولية، وأعني تحديدا القرار ١٧٠١ الذي ينص على منع الاعمال العدائية من جنوب لبنان. لذلك على الجميع التزام هذا القرار ومسؤولية الدفاع اصبحت على عاتق الجيش في هذه المنطقة. نحن مسؤولون عن الدفاع عن حقوق لبنان، ونحن في صدد وضع استراتيجية دفاعية ترتكز على التنسيق مع المقاومة لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية. واعتقد ان الاعتداء على لبنان لم يعد امرا سهلا بالنسبة الى العدو الاسرائيلي.
وكذلك الأمر عندما نتحدث عن القضية الفلسطينية، علينا التذكير بالالتزامات الاسرائيلية تجاه فلسطين وتجاه لبنان. فالقرار ١٧٠١ لم ينفذ بعد، وهناك خروقات يومية له. وهناك ايضا بلدة الغجر التي لا تزال محتلة، وهذا امر ليس عليه اي خلاف حدودي. وهناك شبعا وتلال كفرشوبا. على اسرائيل اذا ان تنفذ التزاماتها، والمجتمع الدولي مسؤول عن متابعة تنفيذ هذه الالتزامات. هناك نيات غير سليمة في تصرفات العدو الاسرائيلي الذي عليه ان يمتثل للالتزامات بترسيم الخط الازرق، ناهيك بالتهديدات الاسرائيلية المتكررة للبنان والتي هي سيئة بمقدار الاعتداءات. وانني اعتبرها اعتداء على الامن والاستقرار في لبنان لاضعاف الثقة بالوضع اللبناني وباقتصاده والاضرار بلقمة عيش المواطن«.
وقال سليمان: طبعاً المسيرة صعبة وطويلة ولكن كل يوم سيشهد تقدما عن اليوم الذي سبقه، ونحن نسير في الاتجاه الصحيح حتى نتمكن من استعادة لبنان الذي تغنينا به كثيرا، لبنان التعددي الحضارة والثقافة. ولكن ويا للاسف لا نعرف كيف نستطيع الاستفادة من هذا الغنى.
واضاف: »ستأتي الانتخابات التي تصاحبها دائماً تشنجات في كل الدول، ولكن هذه التشنجات يجب الا تصل الى حد الاشتباكات على الارض. عليكم ان تكونوا صارمين في موضوع الأمن. لا يسمح بالاقتتال من اجل الانتخابات، الناس لا تريد ذلك. الناس تريد استقراراً وهي ملت التجاذبات السياسية، لذلك لا تسمحوا بالخلل ولا تسمحوا لأنفسكم بأن تكونوا طرفاً لأن هذا دليل ضعف لكم. قلت لكم ان قوتكم ليست في سلاحكم انما في موقفكم، وحيادكم وتجردكم في الانتخابات قوة كبيرة لكم«.
في بعبدا
وفور عودته الى بعبدا استقبل سليمان وفداً من قيادة الجيش برئاسة العماد جان قهوجي الذي القى كلمة عبر فيها عن »اعتزاز قيادة الجيش بالانجازات الوطنية الكبرى التي تحققت منذ فترة توليكم رئاسة البلاد وفي مقدمها لم شمل اللبنانيين وارساء اجواء المصالحة والتوافق في ما بينهم، ومن ثم اطلاق عجلة النهوض والاستقرار والازدهار، واعادة لبنان الى موقعه الريادي في المنطقة العربية والعالم«.
ورد سليمان بكلمة قال فيها: »الفضل للجيش ببقاء الوطن، ولبنان لا يعيش الا على الصورة التي أنتم تعيشونها. أنا مطمئن لأن المؤسسة تسير وفق الاهداف عينها، أمينة على مبادئها. وهذا ما يميزها، فهي مؤســسة ثابتة في مواقفها وعقيدتها وتوجهاتــها وتصـرفاتها«.
وقال: »لسنا معنيين بالمفاوضات. فالمواضيع العالقة بيننا وبين اسرائيل ترعاها الاتفاقات الدولية. فلنأخذ حقنا وينتهي الامر. حدودنا معروفة ومطالبنا معروفة. نحن لن ندخل المفاوضات. هذا هو الموقف اللبناني. فلنستعد حقوقنا قبل الحديث عن أي مفاوضات«.
ثم استقبل سليمان وفداً من قيادة قوى الأمن الداخلي برئاسة اللواء اشرف ريفي، ثم وفداً من المديرية العامة للأمن العام برئاسة اللواء وفيق جزيني، فوفدا من أمن الدولة برئاسة العميد الياس كعيكاتي، وآخر من المديرية العامة للجمارك برئاسة العميد اسعد غانم. كما تلقى وزوجته تهاني موظفي القصر الجمهوري تقدمهم المدير العام لرئاسة الجمهورية السفير ناجي أبي عاصي وكبار المستشارين اضافة الى أعضاء المكتب الاعلامي ومندوبي وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة المعتمدين لدى المكتب الاعلامي وضباط لواء الحرس الجمهوري.
وعصراً تلقى سليمان اتصالاً من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عرضا فيه الشأن الفلسطيني، وامكان عقد قمة عربية استثنائية في الدوحة الجمعة.
في عمشيت
واستقبل الرئيس سليمان في دارته في عمشيت امس وزيري الدفاع الوطني الياس المر والداخلية والبلديات زياد بارود، النائب يوسف خليل، النواب السابقين منصور البون، كميل زيادة، اميل نوفل، نهاد سعيد، فريد هيكل الخازن، محمد يحيى، ووجيه البعريني.
ومن زوار رئيس الجمهورية القائد السابق للجيش الوزير السابق العماد فيكتور خوري، فالوزير السابق نقولا خوري، ثم راعي ابرشية جبيل للموارنة المطران بشارة الراعي، رئيس جمعية المصارف الدكتور فرنسوا باسيل، وعدد من الوفود الشعبية من محيط قرى وبلدات بلاد جبيل استمع منها الى مطالبها.