
مشاركة:
استبعدت إسرائيل وقوف حزب الله وراء محاولة إطلاق الصواريخ الثمانية التي عثر عليها أخيراً معدة للإطلاق باتجاه الأراضي الإسرائيلية،
ووجهت الاتهام إلى منظمات وفصائل فلسطينية مختلفة، قالت إنها قد تكون عملت «بعلم حزب الله أو عدم علمه»، لكنها أكدت أن «محاولة الهجوم على إسرائيل مرتبطة بالتصعيد في قطاع غزة».
فقد قالت مصادر عسكرية اسرائيلية أمس إن «حزب الله لا يقف خلف محاولة إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، على الأقل مباشرةً، وتحديداً إذا أُخذت بعين الاعتبار نوعية الصواريخ وإجراءات نصبها»، قائلة إن «الدولة اللبنانية هي التي تتحمل المسؤولية عن الأفعال التي تقع في أراضيها، إذ ليس في نية إسرائيل أن تدرس وتفحص كل حادث في جنوب لبنان، لأن مسؤولية الحؤول دونها تقع بالتحديد على الدولة اللبنانية المستقلة».
ورغم استبعاد المصادر العسكرية الإسرائيلية مسؤولية حزب الله عن الحادث، شددت على أنهم «في الجيش يرون أن حزب الله يفرض سيطرته على الأرض، حتى في مرحلة ما بعد الحرب، وبشكل لا يرقى إليه الشك، وبالتالي فإن أي نشاطات من هذا النوع لا تحصل من دون تدخل منه، أو على الأقل دون غضّه النظر».
ورغم ذلك، قال مسؤول أمني إسرائيلي لصحيفة «جيروزاليم بوست»، إنه «من المبكر معرفة من يقف وراء محاولة الهجوم الصاروخي المخطط له، إذ من الممكن أن يكون حزب الله أو المجموعات الفلسطينية الإرهابية، أو منظمة القاعدة»، لكنه شدد على أن «الحادث مرتبط بالتصعيد في قطاع غزة».
من جهتها، نقلت صحيفة «هآرتس» عن محافل في الجيش الإسرائيلي أنهم «في إسرائيل يبحثون احتمالين أساسيين: أن تكون الجهة المنفذة هي منظمة فلسطينية صغيرة يدعمها حزب الله، أو منظمة تابعة للجهاد العالمي تدعمها القاعدة وتوابعها ومن دون تنسيق مع الحزب»، مضيفة إنهم «في إسرائيل يدركون أن هناك احتمالاً بأن تحاول منظمات في لبنان فتح جبهة ثانية ضد إسرائيل على الحدود الشمالية، إذا اندلعت حرب واسعة النطاق في قطاع غزة»، مذكّرة أنه عام 2002، «عندما أعادت إسرائيل احتلال الضفة الغربية، أطلق حزب الله عشرات الصواريخ على منطقة الجليل، لكنه أوقف ذلك بعدما هددت إسرائيل سوريا مباشرة».
إلا أن الصحيفة، التي استبعدت إقدام حزب الله على تنفيذ عمل مباشر ضد إسرائيل، أشارت إلى «وجود فرضية لدى الجيش الإسرائيلي بأن يُقدْم الحزب على تنفيذ عمليات إزعاج، وإطلاق صواريخ متقطعة، ولكن من خلال منظمات فلسطينية، ومن دون أن يتحمل مسؤولية مباشرة عنها»، مشدّدة على أن «الجيش سيكون على أهبة الاستعداد عند الحدود الشمالية، إذا تأزمت الأوضاع في غزة، رغم الشك في أن يعمد حزب الله إلى فتح جبهة ثانية شمالاً».
وفي السياق نفسه، أكدت مصادر أمنية إسرائيلية لصحيفة «هآرتس» أهمية الهدوء عند الحدود الشمالية، ولم تشر إلى مسؤولية لحزب الله عن محاولة إطلاق الصواريخ، مضيفة إن «الهدوء السائد على الحدود هو نتيجة من نتائج الحرب، ونتيجة أيضاً لتصميم حزب الله على عدم التصعيد في المنطقة»، لكنها أشارت أيضاً إلى أنهم «في الجيش يتابعون ما يحصل في لبنان، من خلال الطلعات الجوية ووسائل أخرى، وهم مستمرون في المحافظة على استعدادهم طوال الوقت».
وأضافت الصحيفة إنه «من غير المستبعد أن تكون منظمة «فتح الإسلام» هي من يقف وراء محاولة إطلاق الصواريخ، وهي المنظمة التي عملت في مخيم نهر البارد وجرى طردها منه (على يد الجيش اللبناني)، لذلك تحاول بين الحين والآخر التسبّب بمشاكل للحكومة والجيش اللبنانيين وإشعال الحدود في الجنوب، فهي المسؤولة عن إطلاق صواريخ من تلك المنطقة» في الماضي.
ورأت صحيفة «معاريف» أن «التوقيت، والرسالة، والسلاح غير المتطور، تشير إلى الفصائل الفلسطينية المسلحة في لبنان، إذ ليس من الصدفة أن تكون محاولة الهجوم قد حصلت في اليوم التالي لجلسة المجلس الوزاري الإسرائيليّ المصغر، الذي أعطى الجيش الضوء الأخضر للقيام بعملية عسكرية في غزة»، مضيفة إنها «رسالة تحذير إلى إسرائيل أنه إذا تجاسرت على اجتياح غزة، فسوف تتورط في ردود من الشمال».
ووجهت الصحيفة اتهامها إلى منظمة «فتح الإسلام»، التي قالت إنها «الأبرز من بين الفصائل الفلسطينية المتديّنة الموجودة على أرض لبنان، التي تتسلح بسلاح مهرب ولديها عتاد قديم»، لكنها في الوقت نفسه أشارت إلى «وجود منظمات وفصائل مسلحة ذات طبيعة دينية في المخيمات الفلسطينية القريبة من مدينة صور وصيدا، مثل «منظمة النور» و«عصبة الأنصار»، وهي فصائل ضعفت في الأعوام الأخيرة، لكنها قادرة على تنفيذ عمليات» كهذه.
أما لجهة حزب الله، فشددت الصحيفة على أن «عناصر الحزب لم يقدموا على تنفيذ عملية ضد إسرائيل منذ عامين وأكثر، رغم أنهم يرغبون في إمطار إسرائيل بالصواريخ، إلا أنهم لم يجدوا الأسلوب المناسب لذلك»، مشددة على أن «الحزب يرغب في الانتقام من إسرائيل لمقتل مسؤوله العسكري عماد مغنية قبل عشرة أشهر، لكن إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية بصورة عمياء، ليس بالضربة النوعية التي يحرص (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله على تقديمها».