»وعد« تسلّم السكان خمسة مبانٍ: ستعود منازلكم رغم مشاكل التعويضات

مشاركة:

جميلة محمد شحادة، زينب عثمان، حسين فاضل، عبد العزيز فضل الله، هيثم رعد… أصحاب منازل توالوا مع غيرهم، أمس، على تسلم مفاتيح منازلهم، في المباني التي أنهت إدارة مشروع »وعد« إعادة بنائها في الضاحية الجنوبية،

 وهي كل من مباني »كزما« قرب كنيسة مار مخايل، »وشحادة وهدى سليم« في حارة حريك، بعدما تم تسليم مبنيين في »مشروع الرز« في مدينة صور والذي يتولى »وعد« إعادة بنائه.

المفاتيح في علب صغيرة غطاؤها زجاجي، وأرضها من المخمل الأحمر، قدّمها مدير المشروع المهندس حسن الجشي إلى السكان، تعبيراً عن الاحترام الشديد لهم، مرفقة بعبارة الشكر على صبرهم، بعد تدمير إسرائيل منازلهم خلال حرب تموز، ثم صبرهم في انتظار إعمارها.

بدا السكان الذين حضروا عملية التسليم عند مدخل مبنى »كزما«، كأنهم غير مصدقين لدخولهم منازلهم من جديد، لكي يجدوها، حديثة، مرتبة، ضمن مواصفات بناء لم تكن متاحة سابقاً: مضادة للزلازل، مصاعد ببابين من أجل حفظ السلامة العامة، مداخل أدراج بجدران مزدوجة. أما في الداخل فدهان بألوان اختاروها، بلاط اختاروه، وتصاميم اختاروها.

وتأتي عملية التسليم بعد جدل شهده مجلس النواب خلال الجلسة العامة، الأسبوع الماضي، بشأن تعويضات حرب تموز، وأكدت فيه رئاسة الحكومة أن تسعين في المئة من مباني الضاحية غير مشمولة بأي هبة للدول المانحة، وبالتالي يجب الاستدانة لتغطية عملية البناء فيها، بالإضافة إلى خمس وثلاثين قرية في الجنوب.

وقد طرح ذلك سؤالاً كبيراً، لا يتعلق فقط بالتمويل، وإنما بموضوع انتقاد الحكومة لتولي حزب الله مشروع إعمار الضاحية، لأنه لو تولت الحكومة المشروع من أين كانت ستأتي بالأموال لتمويله؟ وهل ستبقيه حبراً على ورق؟ خصوصاً أن السكان لم يتقاضوا حتى الآن مجمل الدفعة الأولى، فكيف بالدفعة الثانية؟ إضافة إلى ذلك لم تأخذ الحكومة بعين الاعتبار مدى الانعكاس السلبي للتصريح عن عدم توفر الأموال على الناس الذين يجدون أنفسهم، لولا مشروع »وعد«، من دون أي دعم أو مساندة.

إنطلاقاً من هذا الواقع، طمأن الجشي الأهالي بأن »وعد« مستمرة باستكمال عملية البناء، وقال متوجهاً إليهم: »ستعود منازلكم، بعض العوائق قد تؤدي إلى تأخير المشروع، لكن ليس إلى توقفه، ستعود كلها، كما وعدكم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله«. وأوضح أنه كان يفترض تسليم عدد أكبر من المباني، لكن بعض الظروف الخاصة بإجراءات الإعمار أخرت تسليمها، مؤكداً أنه سيتم التسليم شهراً فشهراً، حتى الانتهاء من عملية البناء. ثم توجه الجشي إلى السكان من جديد: »اعتبروا عملية التسليم مؤقتة، لأننا سنتابع معكم لمدة عام المشاكل التي قد تواجهونها«، فظهر بقوله كأنه يسلم منازل مع كفالة.

وقد زاد عدد المباني التي يتولاها »وعد«، فاصبح مئتين وثلاثة وثلاثين مبنى، بعد توكيل أصحاب ثلاثة وخمسين مبنى إضافيين إدارة المشروع عملية البناء، وبقيت هناك ستة مباني فقط خارجه. ورد الجشي ازدياد عدد الأبنية إلى سببين: مصداقية »وعد« في تعهداته، وعدم دفع الحكومة التعويضات، مشيراً إلى أنه حتى المباني الستة لن يستطيع أصحابها استكمال بنائها من دون مساعدة »وعد«، وسوف يساعدهم، لأنهم لم يحصلوا بدورهم بعد على التعويضات. وتمنى استكمال عملية بناء الأرصفة والطرقات، لكي يصبح المشروع متكاملاً، ويقدم نموذجاً للبناء القانوني والحضاري.

وكما تحدث هيثم رعد في الضاحية باسم السكان، تحدث باسمهم نعيم سويدان في صور، وأكد الاثنان على أهمية عودة الأهالي بكرامة إلى منازلهم، بينما أوضح بعض السكان في مبنيي صور أنهم لم يكونوا يحلمون بمنازل بالمواصفات التي بنيت فيها، وقال أحدهم: »لم أشهد من قبل منزلاً ينقطع فيه التيار الكهربائي عندما تنزل المياه على مفتاح الكهرباء، بدل أن يصعق التيار من يقترب منه«.