
مشاركة:
نفذت قوات من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، فجر أمس الأربعاء، مداهمات مكثفة في بلدة بريتال بحثا عن مطلوبين صادرة بحقهم أحكام غيابية ومذكرات توقيف.
وشارك في العملية العسكرية حوالى ٣٥٠ عسكرياً وعدد من الآليات المجنزرة والدبابات، والأبرز استعمال المروحيات العسكرية لا سيما خلال المطاردات لبعض المطلوبين الذين لجؤوا إلى أعالي جرود البلدة.
ونتج، وفق حصيلة أولية للعملية، التي ما تزال مستمرة، وفق مصدر امني ، توقيف أكثر من خمسة عشرة مطلوباً، وضبط أكثر من سبع عشرة سيارة مسروقة أغلبها ذات الدفع الرباعي، كما صادر الجيش اسلحة وذخائر ومخدرات وعمولات مزورة تتجاوز قيمتها خمسين ألف دولار أميركي وجوازات سفر مزورة، وحقيبتين من الكوكايين الصافي، وتم نقل المضبوطات والموقوفين الى ثكنة ابلح العسكرية. وأكدت المصادر الأمنية إصابة خمسة من المطلوبين من دون تأكيد خبر مقتل أحدهم. ويدعى »م.ح.م«.
وكانت قوات معززة من فوج المغاوير وفوج التدخل الاول واللواء الثامن وقوة من عناصر سرية درك بعلبك والفهود السود قد تقدمت الى مداخل بلدة بريتال منذ الساعة الثانية من صباح الأربعاء، وعملت على تطويق المداخل الرئيسية والفرعية من كل الاتجاهات (منطقة الشقراء شرقي البلدة باتجاه المناطق الجردية ـ مدخل البلدة من محوري الطيبة شمالا وطليا جنوباً ومن محور حورتعلا) ونشرت عشرات الحواجز داخل البلدة وفي محيطها وصولاً إلى داخل بلدة حورتعلا، إضافة إلى نشر أكثر من خمسة عشر حاجزاً على الطريق الدولية من مدينة بعلبك حتى رياق اي بطول ٢٥ كيلومتراً، حيث عملت على تفتيش السيارات والتأكد من الأوراق والمستندات الثبوتية.
وفي داخل البلدة بدأت عملية المداهمات منذ السادسة من صباح أمس في ظل طقس عاصف ووفق لوائح اسمية للمطلوبين خصوصاً في محيط حسينية ومقبرة البلدة. وأدّت العمليات إلى توقف الدراسة في المدارس الرسمية والخاصة نتيجة منع الحركة في ساعات الصباح الاولى . وحسب المعلومات المتوفرة لـ»السفير« فقد تمّ اعتقال العديد من المطلوبين عرف منهم ( ق. ط. ـ ع.ط. ـ ح. ا. ). وشاركت اربع طائرات مروحية في عمليات البحث عن المطلوبين خصوصاً في الجرود الشرقية المحيطة بالبلدة.
وشوهدت رافعات تابعة للجيش اللبناني تجر خلفها سيارات يعتقد أنها مسروقة تمر وسط بلدة حورتعلا وعلى الطريق الدولية.
ومنعت القوة الأمنية الإعلاميين من التقاط الصور أثناء عملية المداهمة وتعاملت بقسوة معهم.
وتحدثت معلومات بعد الظهر أنه سمع إطلاق للنار في المناطق الجردية وعن وقوع اصابات بين المطلوبين، وأشارت بعض المصادر إلى مقتل احد المطلوبين الكبار، ويدعى »م.ح .م.«، أثناء تبادل إطلاق النار.
وعند الرابعة من بعد الظهر بدأ جزء من القوة الأمنية بالانسحاب من مواقعها وفك بعض الحواجز من داخل البلدة. وأكد مصدر عسكري أن العملية العسكرية لا تزال مستمرة، ولن تنتهي حتى توقيف كل المطلوبين، وان الجيش اللبناني قد أقام نقاط تفتيش مؤللة وهي ثابتة في أماكنها داخل بلدة بريتال وستعزز بالمزيد من العناصر والآليات. وأشار مصدر أمني إلى تمركز بعض النقاط العسكرية داخل منازل لبعض المطلوبين في البلدة.
وتنوّعت ردود فعل الأهالي بين مؤيد للحملة للتخلّص من السمعة السيئة التي تتركها بعض الممارسات، وبين رافض لها بحجة أنها عملت على ترويع المواطنين، خصوصاً أنها طالت بعضاً ممن لم يسجل سيارته او ممن لم يحمل اوراقاً أثناء تحركه صباحاً اضافة الى تعطيل الدراسة.
من جهتها، أصدرت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه بياناً أشارت فيه إلى أنه و»نتيجة للمتابعة والتقصي، وتوافر معلومات عن لجوء بعض المطلوبين للعدالة بجرائم مختلفة، بما فيها القتل وسرقة السيارات وتجارة الأسلحة والمخدرات إلى بلدة بريتال، قامت وحدات الجيش المنتشرة في منطقة البقاع الشمالي، بمشاركة طوافات عسكرية، بعملية مداهمة واسعة لأماكن وجود المطلوبين، حيث تم توقيف عدد منهم، ومصادرة سيارات مسروقة وأسلحة وذخائر ووثائق ثبوتية مزورة وممنوعات أخرى، وتجري مطاردة الفارين في جرود البلدة، وقد بوشر التحقيق مع الموقوفين تمهيداً لإحالتهم مع المضبوطات إلى القضاء المختص«. وأكدت قيادة الجيش »الحرص على امن المواطنين وسلامة أرزاقهم«، مذكرة بأنها »لن تتهاون في ملاحقة المخلين بالأمن والمتطاولين على الاستقرار العام في البلاد«.