كسروان تختتم سنتها بالتحضير لـ»منازلة« تترجم »المزاج« المسيحي

مشاركة:

تكتسب كسروان أهميتها الانتخابية الاستثنائية كونها تعبر بدقة عن »المزاج« الانتخابي المسيحي، والماروني تحديداً. حتى في معظم الانتخابات الماضية، التي كانت على خلفية عائلية ومناطقية،

باستثناء انتخابات ،١٩٦٨ كانت تعكس الجو المسيحي المرتاح إلى الأرجحية في السلطة والمنصرف إلى »همومه المحلية«.

وتبدو أهمية كسروان اليوم مضاعفة. فبين »نهر الكلب« و»نهر ابراهيم« ستخاض »المنازلة« الكبرى في وجه رئيس »تكتل الاصلاح والتغيير« ميشال عون. معركة عنوانها سياسي، وطني، اما »ابطالها« فموزعون بين زعامات محلية تقليدية وأحزاب لا تختلف كثيراً عن تلك الزعامات التي تنتقدها.

يؤكد النائب الدكتور فريد الخازن ان »الخارطة السياسية في كسروان تختلف عن سائر المناطق. في المتن مثلاً هناك، قبل نشوء التيار الوطني الحر، ثلاث قوى لها حضورها: الكتائب اللبنانية، النائب ميشال المر، و»الطاشناق«. هذا الامر لا ينطبق على كسروان. فلا توجد لدينا شخصية سياسية محورية. المعركة سياسية كبيرة بعناصر هي عملياً زعامات محلية تقليدية. والمرشحون متشابهون في »سيرهم« السياسية«. حتى الاحزاب السياسية التي لها وجودها ومناصروها في المنطقة اصبحت رديفة للقوى التقليدية ومشابهة لها في بعض وجوهها«.

هذا في الصورة العامة. اما عند تقريب العدسة الى التحالفات والاسماء، يقول الخازن إن »التحالفات مفروزة بعنوانها العريض بين الأطراف. اما البحث الجدي في اللوائح والأسماء فلم يحصل، وبالتالي فإن اللائحة التي يرأسها العماد عون لا تزال على حالها. هناك قوى سياسية لدينا معها علاقات ايجابية كالوزير فارس بويز ومرشحين آخرين لا تواصل بيننا وبينهم«.

لكن المفارقة أن بعضاً من هؤلاء المرشحين محسوبون على »خط« العماد عون ومن بينهم الوزير والنائب السابق فريد هيكل الخازن الذي يؤكد أن »السنة الجديدة ستختتم على المشهد الكسرواني الحالي الذي لم يتبلور بعد«. ويعتبر »أن المرحلة الراهنة هي لدى جميع الاطراف، جمع الشمل ولملمة الصفوف تمهيداً لخوض الانتخابات المقبلة وفق التحالفات والصداقات والخيارات الوطنية«.

يتجنب الخازن الإضافة، الا انه سبق له ان حدد في اكثر من مناسبة خياراته الوطنية بوصفه »صديقاً« لـ»حزب الله« ويلتقي مع طروحات العماد عون الوطنية. وتتقاطع علاقاته الطيبة مع رئيس الجمهورية بمروحة صداقات مع معظم أطراف المعارضة. ويستند إلى تاريخ عائلي طويل له حضوره المؤثر في الساحة الكسروانية. فعلى رغم ان عدد ناخبي آل الخازن لا يتجاوز الى اليوم الـ ٤٠٠ ناخب، الا انهم لم يغيبوا يوماً عن المجالس النيابية إلا مرة واحدة عام .١٩٦٠ وكانوا قد شاركوا في اللجنة الإدارية عام ١٩٢٠ حين عيّن الفرنسيون يوسف الخازن ممثلاً في اللجنة.

ولكن على رغم الثقل الانتخابي للعائلات في منطقة لها »حساسية« تاريخية على »الغريب«، الا ان المعركة ستكون هذه المرة في السياسة، ولن تتوضح خطوطها وتفرز تحالفاتها الا بعد اعلان العماد عون لائحته. التحالف الوحيد اليوم هو بين »القوات« و»الكتائب«. وعلى رغم عدم تبني »القوات« رسمياً لترشح »الرفيق« السابق، رئيس اقليم كسروان الكتائبي سجعان القزي، الا ان اوساطا قواتية تؤكد »ان القوات ستخوض المعركة بالاسماء التي تؤمن فوز الخط السيادي الوطني سواء أكان المرشحون قواتيين او من الحلفاء«. وتشير الى »ان الاسماء لم تحسم بعد في أي من المناطق وليس في كسروان فقط. لكن التوافق على الاتفاق الذي جرى بين الرئيس امين الجميّل والدكتور سمير جعجع سيبقى ساري المفعول«.

عدم حسم الاسماء من جهة ووفرة الاسماء المطروحة من جهتي الموالاة والمعارضة، بحسب التعريف القديم، جعل الارض الكسروانية خصبة للوائح واللوائح المضادة. في آخر بورصة ارتفعت أسهم الكلام عن تشكيل النائب السابق منصور غانم البون لائحة غير مكتملة تضمه الى مرشح او اثنين كحد أقصى. الا ان البون، ومن دون ان يؤكد مباشرة هذا الكلام، يقول لـ»السفير« إنه »لا يمكن تشكيل لائحة مكتملة من دون آل افرام. وبالتالي فان حسم خيارهم بالمشاركة بالانتخابات سيسهم الى حد بعيد في توضيح الصورة«. ولكن من هما الاسمان الآخران اللذان سيتحالف معهما؟ يكتفي البون بابتسامته الملتبسة متهرباً من الجواب وفاتحاً الباب امام تحليلات كثيرة.

بعض خصوم البون يعتبرون الكلام عن لائحة غير مكتملة او الترشح منفرداً »من ضمن الألاعيب الانتخابية التي يتقنها البون. فمن يترشح منفردا يفعل ذلك لتسجيل موقف. لكن الحال في كسروان غير ذلك. فإذا استثنينا ميشال عون كزعيم وطني فان المعركة مع النواب الآخرين ستكون شديدة التقارب ولن تتجاوز الألف الى الألفي صوت فارق بين الرابح والخاسر«.

اما آل افرام الذين باتوا »قبلة أنظار« القوى والاحزاب في كسروان فيتريثون. مقربون منهم يؤكدون ان »الامور لن تحسم قبل اواخر شباط تقريباً. لكن الأكيد انهم سيكونون حاضرين على الأرض، ان لم يكن ترشحاً فانتخاباً. وماكيناتهم الانتخابية كما ماكينات مصانعهم ليست موسمية ولا تتوقف«.