الحزب الشيوعي: ترشيحات في 15 دائرة ولا مفاوضات مع أحد

مشاركة:

ارتفعت وتيرة النقاش الانتخابي داخل الحزب الشيوعي اللبناني على مختلف المستويات والمواقع القيادية فيه وصولاً إلى المنظمات الحزبية.

ويتحدث قياديون في الحزب عن توجه عام للشكل الذي سيخوض به الحزب الانتخابات لن يتبلور نهائياً قبل المؤتمر العام المنوي عقده يومي 21 و22 شباط 2009 حين ستكون الانتخابات النيابية المقبلة من الملفات الأساسية التي سيناقشها الشيوعيون في مؤتمرهم العاشر.

ويقول مسؤول بارز في الحزب لـ«الأخبار» إن الفكرة المطروحة قيد المناقشة الآن داخل الحزب تتركز على ترشيحات حزبية تمتد على مساحة الوطن، و«توجهنا العام هو خوض الانتخابات من موقعنا السياسي المعارض والمستقل عن المعارضات داخل النظام اللبناني أو خارجه». ويجزم القيادي المرشح أن «تحديد الحزب الشيوعي اللبناني لكيفية خوضه الانتخابات النيابية، وكيف ومتى وبمن وأين، يكون عبر قواعد الحزب وفي مركز الحزب الرئيسي بالذات لا في أي مكان داخل لبنان أو خارجه». ويُضيف إن المفاوضات التي تجري في المناطق، ليست سوى مقدّمات لعمليّة التفاوض الأساسيّة التي ستجري في الوتوات. ويُشدّد على أن إمكان التحالف مع قوى المعارضة أو عدمه، مرتبط بالتوافق السياسي على العناوين التي حدّدها «الأمين العام خالد حدادة في مهرجان عيد الحزب».

ويوضح القيادي عن نية الحزب خوض الانتخابات في نحو 15 دائرة انتخابية تبدأ من عكار والكورة والبترون والمتن وبعبدا وتمر بزحلة والبقاع الأوسط والبقاع الغربي وراشيا وصولاً إلى دوائر عدة في الجنوب، أن الحزب الشيوعي يدرس «ترشيحات حزبية في دوائر لم نكن نترشح فيها سابقاً»، معطياً مثلاً على ذلك دائرة زحلة والبقاع الأوسط «حيث لنا وجود وحيثية حزبية ويسارية عامة وندرس ترشيح أحد رفاقنا الحزبيين لخوض المعركة الانتخابية، وخصوصاً أن الصوت الشيوعي هو الذي حسم انتخابات 2005 لمصلحة لائحة الوزير إيلي سكاف ـ العماد ميشال عون (تردد اسم النقابي جهاد المعلم عن المقعد السني أو مرشح شيوعي آخر عن المقعد الأرثوذكسي). وفي هذا الإطار يوضح أن الحزب ليس في وارد الموافقة على أن المسيحيين عند الجنرال عون، والشيعة عند حزب الله وأمل والسنّة عند آل الحريري، «وإلّا فأين سيكون البقيّة؟». ويؤكد أن مرشّحي الحزب سيكونون من مختلف الطوائف.

كذلك ينفي المعلومات التي تحدثت عن اتصالات أجراها الحزب، أو أجريت معه، بشأن مدى تعاونه الانتخابي مع قوى 8 آذار في مختلف الدوائر الانتخابية. ويقول: «حتى الآن لم نجر اتصالات مع أحد، ولم نتلقَّ أي اتصال من أحد. موقفنا وموقعنا في الانتخابات المقبلة يقرّرهما الحزب وحده، والمعارضات القائمة أو الموجودة اليوم لم تبحث معنا ولم نبحث معها شكل التعاون الانتخابي، وكل ما يحكى عن تفاهمات معنا ليس صحيحاً على الإطلاق، ومن هنا نؤكد ترشيح الأمين العام السابق فاروق دحروج في البقاع الغربي وراشيا، فكل ما يحكى عن موافقتنا على نقل ترشيحه إلى دائرة بعلبك – الهرمل غير صحيح، وإذا كانت المعارضة السابقة أو ما بقي منها تريد تعاوناً انتخابياً فيجب أولاً وضع قواعد سياسية لهذا التعاون تتلاقى مع موقفنا وبرنامجنا للإصلاح السياسي والاقتصادي في لبنان ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي والمشروع الأميركي في المنطقة، ولكن، للأسف، المعارضات القائمة تبحث في كيفية الحفاظ على حصصها ووصولها إلى البرلمان فقط بأي ثمن ومن دون أفق سياسي أو برنامج انتخابي يلبي الحد الأدنى من طموحات شعبنا في إصلاح النظام السياسي وإلغاء الطائفية السياسية».

وفي هذا الصدد يقول المرشح دحروج لـ«الأخبار»: «إن ما تتناوله الصحف ووسائل الإعلام الأخرى ويسرّ به بعض المسؤولين في أحزاب وقوى لبنانية صديقة وغير صديقة، عن نقل ترشيحي من دائرة إلى أخرى غير صحيح إطلاقاً»، مؤكداً أن الحزب الشيوعي و«مرشحيه المقبلين ليسوا متسولين لمقاعد نيابية ووزارية أو ترشيحات هنا أو هنالك، وما يحكى عن وعود تلقاها الحزب بتوزيري لاحقاً مقابل سحب ترشيحي من دائرة البقاع الغربي وراشيا، مجرد شائعات معروفة المصدر، فحزبنا لم يبحث ولا مع طرف سياسي أي شأن انتخابي يتعلق بي أو بأسماء غيري من ترشيحات الحزب الشيوعي المقبلة».

وبالتزامن مع التوجّهات العامة داخل الحزب الشيوعي اللبناني لخوض الانتخابات في أكثر من دائرة، انطلقت الماكينات الانتخابية للحزب بزخم في مختلف المناطق اللبنانية، حيث باشرت المنظمات الحزبية تنظيم الشؤون التقنية واللوجستية، وأظهر بعض الدراسات والإحصاءات التي أجراها شيوعيون في بعض المناطق والدوائر أن حضور الحزب الانتخابي سيكون «بيضة القبّان» في ظل التنافس الحاد بين القوى السياسية المنشطرة موالاة ومعارضة، إذ ستكون المعارك في عدد كبير من الدوائر على مئات الأصوات. وتقول دراسة شيوعية إن الحزب سيكون لاعباً حاسماً في نتائج بعض الدوائر، ولا سيما في المتن والكورة والبترون وبعبدا وجبيل وعكار وزحلة والبقاع الغربي وراشيا.