
مشاركة:
«ما في متل الإلفة. كل عمرهن لبنان وسوريا شعب واحد ببلدين. ما في عيلة لبنانية إلا وفي إلها قرايب بسوريا»،
يقول رجل الأعمال السوري جورج حنا، شارحاً «حنْقَضّي الميلاد عند إختي بكسروان، وراس السنة بمطعم». وجورج هو واحد من مئات السوريين الذين يتوجهون هذه الأيام إلى لبنان لقضاء عطلة عيدَي الميلاد ورأس السنة.
فهذه المرة، لم يكن العمال السوريون من سبّبوا الزحمة التي تشهدها نقطة المصنع الحدودية بين لبنان وسوريا، بل المواطنون السوريون الآتون بسياراتهم لقضاء عطلة الأعياد في لبنان.
تضحك أم جورج، الستينية التي تستقل أحد الباصات، لدى سؤالها عن سبب زيارتها إلى لبنان، قائلة «مش عيب تكون زيارة اللبناني والسوري إلها أسباب؟ ما نحنا إخوة». ثم تردف «جايي عيّد مع بنتي وولادها»، مستغلة الفرصة لتشكو من مضاعفة أجرة النقل بين سوريا ولبنان خلال مواسم الأعياد.
وبينما تبرّر سهى طنوس اختيارها قضاء العطلة في لبنان بأسباب مناخية قائلة «أحلى شي بلبنان سهرة رأس السنة، وخاصة إذا كان في ثلج. لهيك حجزت بأوتيل بمنطقة عاليه»، تخرج شهادة مازن الآتي من دمشق عن المألوف. فهذا الشاب يجاهر بأن أكثر ما «يشدّ» الزائرين إلى لبنان هو سهرة رأس السنة في «الكازينو»، حيث تتيح لهم ألعاب الحظ «القمار» أن يراهنوا على حظهم للسنة المقبلة، وعلى حظهم في آخر لحظة من السنة الفائتة».
من جهة أخرى، يرى سائق التاكسي حسان أن هذه الأعياد تمثّل فرصة للعاملين في حقل النقل، شارحاً، من خلال مقارنة حسابية سريعة يجريها، أنها تضاعف مردوده اليومي: «كنت بالأيام العادية أطلع مشوار واحد بين البلدين، وأحيان كتيرة أطلع بنص الطلب». أما مضاعفة ثمن الأجرة التي يعتمدها السائقون مدفوعين بكثافة الطلب، والتي تثير استياء الركاب، فيبرّرها السائق قائلاً «نضاعف الأجرة لأننا نعود إلى سوريا بسيارات فارغة».
ويبدو أن الازدحام سيستمر خلال الأيام الآتية. إذ أشار مصدر في الأمن العام اللبناني إلى أن نسبة العبور من سوريا إلى لبنان بدأت بالارتفاع من ألفي عابر يومياً إلى 6000 عابر سوري. عدد من المرجح أن يرتفع حتى 15000 يوم الأربعاء، قبل عيد الميلاد بيوم.