مشاركة:
لا تزال »بصمات« الهزة الأرضية التي ضربت مدرسة شهداء معركة الرسمية الابتدائية حاضرة داخل قاعات التدريس والجدران الخارجية للمبنى.
ولا يزال تلامذة المدرسة الذين يزيد عددهم على الستمئة تلميذ ومعهم أكثر من خمسين مدرسا يعيشون حالاً من الخوف والقلق الذي يتهددهم في كل لحظة.
المدرسة المذكورة التي »اهتزت« مع مئات المباني في البلدة وعدد من قرى بلدات منطقة صور في منتصف شباط الماضي عاد اليها التلامذة، على الرغم من استمرار الخطر، بعدما كانوا نقلوا اثر الهزة الى مبنيين مدرسيين مجاورين للمبنى.
الإجراء الوحيد الذي اتخذته إدارة المدرسة قضى بإخلاء ١٦ قاعة للتدريس في القسم الجنوبي من المبنى بعد عودة التلامذة قبل نحو ثلاثة أشهر »وحشر« طلابها في القاعات الشمالية والشرقية من المدرسة.
هذا الواقع الجديد الذي تزامن مع خطوة خجولة تمثلت بإقامة سياج حول المكان المتضرر من المدرسة لمنع الطلاب من الاقتراب وطلاء عدد من الغرف غير المتضررة من قبل الهيئة العليا للإغاثة، ينذر بكارثة حقيقية اذا لم يصر إلى تأهيل وترميم المبنى فعليا وبأسرع وقت ممكن، على حد تعبير الإدارة والمعلمين على السواء.
ولفت أحد المدرسين، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن القرار بإعادة التلامذة إلى المبنى قد جاء بعد تفاقم المشكلة، وعدم قدرة المبنيين المجاورين »مدرستي الشهيدين محمد سعد وخليل جرادي« على استيعاب العدد الكبير من تلامذة الابتدائي واضطرار إدارتيهما لفتح قاعات المختبر للتدريس، وهي قاعات لا تتلاءم مع تلامذة القسم الابتدائي، ناهيك عن مشكلة النقل وتبدل الدوام المدرسي من صباحي الى مسائي.
ويشير المربي إلى »أن إدارة المدرسة تتابع الموضوع مع المعنيين في قسم المباني في وزارة التربية الوطنية الذين أبلغونا أنه تم تلزيم الاشغال ولكننا حتى اليوم لم نر شيئا على الأرض«.
ويناشد معلم المدرسة »كل المسؤولين عن الملف، وفي مقدمتهم وزارة التربية والهيئة العليا للإغاثة، التي جرى تسليمها إدارة ملف التعويضات وتأهيل المباني الرسمية، استعجال تأهيل المبنى قبل اشتداد فصل الشتاء ومواسم البرق والرعد«.
وكانت لجنة مؤلفة من الجيش اللبناني وشركة خطيب وعلمي قد كشفت على مبنى المدرسة وأعدّت ملفاً عن الأضرار، فيما كانت سبقتها زيارة تفقدية للمدرسة من جانب محافظ الجنوب العميد المتقاعد مالك عبد الخالق برفقة قائمقام صور حسين قبلان ومسؤولين من الهيئة العليا للاغاثة ووزارة التربية.
ويوضح مقرر لجنة التربية في بلدية معركة عماد خليل لـ»السفير« أن المدرسة غير صالحة لاستقبال التلامذة وتعليمهم على الإطلاق، مشيراً إلى أن البلدية تتابع الموضوع مع الجهات المعنية بهدف تسريع الخطوات التي من شأنها رفع الأذى عن أكثر من ستمئة تلميذ مع الكادر التعليمي. ويؤكد خليل نية البلدية والأهالي تصعيد التحرك في حال عدم الاستجابة لهذا المطلب الحيوي والملح.
ويشير أحد المسؤولين في لجنة الأهل في المدرسة عادل حجازي إلى أنه »مـــن اللحـــظة الأولى تحــركت اللجنة باتجاه المعنيين، ولكننا حتى اليوم لم نصل إلى نتيجة تذكر«.
وسأل حجازي »هل يجوز أن تبقى حياة ٦١٧ تلميذاً تحت رحمة الإهمال وعدم المبالاة«، مؤكداً أن الأهالي يرسلون أولادهم إلى المدرسة وأياديهم على قلوبهم حتى عودتهم كل يوم.