كرامي مع تعديل الطائف «للتخلص من الطائفية البغيضة»

مشاركة:

النائب سعد الحريري خلال جولة له امس في بيروت (دالاتي ونهرا)أعلن الرئيس عمر كرامي تأييده تعديل الطائف «للخلاص من الطائفية البغيضة لا لرد الصلاحيات» وفيما ساد هدوء حذر على الساحة الدرزية،

أبدى الوزير السابق وئام وهاب استعداده للسعي على خط المختارة ــ دمشق وحارة حريك ــ المختارة. في هذا الوقت بدأ رئيس الجمهورية أمس زيارة رسمية للأردن

بإحدى وعشرين طلقة مدفعية، استُقبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قاعدة مطار ماركا العسكري في العاصمة الأردنية عمان أمس، في مستهل زيارة تستمر يومين، حيث عقد لقاءً مع الملك عبد الله الثاني، الذي أقام حفل عشاء تكريماً لرئيس الجمهورية وزوجته بحضور أعضاء الوفد اللبناني وكبار المسؤولين الاردنيين.

وذكر بيان للمكتب الاعلامي في قصر بعبدا أن المباحثات بين الجانبين شملت سبل تعزيز وتطوير علاقات الصداقة والتعاون، وكذلك تم الاتفاق على إحياء عمل اللجنة اللبنانية ـــــ الاردنية العليا المشتركة.

وأعرب الملك عبد الله من جهته عن ارتياحه للتطورات الايجابية في لبنان منذ اتفاق الدوحة، وشدّد الجانبان على «حق لبنان وشعبه ومقاومته وجيشه في استرجاع ما بقي من أراضٍ لبنانية محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر بجميع الطرق المتاحة والمشروعة». وكذلك «ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ومرجعية مؤتمر مدريد ومبادرة السلام العربية، والتمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين ورفض توطينهم».

من جهته، سليمان الذي وجه دعوة للملك الأردني لزيارة لبنان، استقبل في مقر إقامته في فندق «فور سيزنز» كلاً من رئيسي مجلسي الأعيان والنواب زيد الرفاعي وعبد الهادي المجالي.

وفي الجولات الخارجية أيضاً، شارك وزير الدفاع الياس المر في افتتاح مؤتمر الأمن والدفاع الاقليمي في البحرين، والتقى خلاله نظيره الأميركي روبرت غيتس. ومن المنامة يتوجه اليوم إلى موسكو، حيث يبدأ زيارة رسمية على رأس وفد عسكري رفيع المستوى تلبية لدعوة من نظيره الروسي أناتولي سيرديوكوف.

 كرامي مع تعديل الطائف

وانضم الرئيس عمر كرامي إلى قائمة المنادين بتعديل اتفاق الطائف انطلاقاً من أنه «ليس قرآناً ولا إنجيلاً، وفيه ثغر كثيرة». إلا أنه استدرك بأنه «يجب أن يُعدّل لا من أجل أخذ صلاحيات رئيس مجلس الوزراء، وإعطائها أو ردّها الى رئيس الجمهورية، وإنما من أجل أن نتخلص من الطائفية البغيضة المتطرفة والمتزمتة والتي هي العقبة الكأداء في وجه أي تقدم في لبنان». وإذ لفت أمام وفود شعبية زارته في مكتبه في طرابلس إلى أن الوقت لم يحن بعد لهذا التعديل، رأى أن «البعض يعتقد عن جهل أو عن سوء نية بأن الطائف أخذ صلاحيات رئيس الجمهورية وأعطاها الى رئيس الحكومة وهذا غير صحيح. فالصلاحيات أعطيت الى المجلس مجتمعاً، وكل وزير بحسب الطائف في وزارته أقوى من رئيس الحكومة، ولا أحد يستطيع أن يعطيه أي أوامر، بينما الرئيس ينسّق بين الوزراء ويوقّع كل المراسيم». وشدد على الدور الأساسي للسعودية في لبنان، مشيراً إلى أنه «إذا لم يكن هناك تفاهم سعودي ـــــ سوري فلن تكون هناك راحة أو استقرار في لبنان».

في المقابل رأى النائب سمير الجسر أن «الدعوات الأخيرة الى تعديل اتفاق الطائف تصبّ كلها في خانة الخطاب الانتخابي ولأهداف محض انتخابية»، لافتاً إلى أن «التعديل ينبغي أن يتمّ بتوافق اللبنانيين وبهدوء، فليس هناك من شيء مقدس سوى الكتب السماوية».

 الملف الدرزي

وعلى خط العلاقة الدرزية ـــــ الدرزية، رحّب الوزير السابق وئام وهّاب بموقف النائب وليد جنبلاط من حادثة كفرحيم واصفاً إياه بـ«خطوة إيجابية سنقابلها بإيجابية أيضاً، أما الشق المتعلق بأمن وليد جنبلاط، فنحن نعتبر أنفسنا معنيين به ويهمنا كما يهمه». وإذ شدد على أن «حرية العمل السياسي هي أمر أساسي، ويجب أن نقتنع بضرورة قبول الآخر»، كشف أنه جرى التفويض إلى «مرجع أمني يتولى تنسيق العلاقة بيننا وبين الحزب الاشتراكي، وستبقى محصورة بهذا المرجع، وقد فوّض إليه أيضاً جنبلاط لمعالجة هذه الامور قبل أن تتطوّر وتستفحل». وأعرب عن استعداده للمساعدة في فتح قنوات بين جنبلاط من جهة والمقاومة أو سوريا من جهة أخرى، مشدداً على أن مصلحة الدروز في «أن تكون علاقتنا بسوريا وحزب الله والمقاومة جيدة جداً، وضمن إمكانياتنا سنسعى لتحسين هذه العلاقة ونرى أننا نحمي الدروز في التحالف مع سوريا والمقاومة أكثر مما نخدمهما».

وكان جنبلاط قد رد السبت على المؤتمر الصحافي الأخير للوزير طلال أرسلان، بمؤتمر صحافي «هادئ»، أعلن فيه أنه متمسك بالتفويض الذي أعطاه للمير عقب أحداث أيار الماضي. وأدان حادثة كفرحيم، لافتاً إلى أن «من حق كل مواطن أو سياسي أن تكون له الكلمة التي يريد في منطقة الشوف أو غيرها، والأستاذ وئام وهاب من الفاعليات السياسية له أسلوبه في المخاطبة، لن أعلق عليه، وإذا كان يريد أن يأتي الى المختارة بواجب تعزية أو تهنئة فأهلاً وسهلاً به». أما في موضوع سوريا فإنه طلب من أرسلان أن يعذره فيه لأنه «يريحني ضميرياً أن أثبت على موقفي من النظام السوري، عندما أواجه ربي وأواجه كمال جنبلاط في مكان ما».

من جهته قال قائد القوات اللبنانية سمير جعجع إنه يرفض كلام أرسلان الذي ربطه بزيارة العماد ميشال عون إلى سوريا وعدّه «رسالة من قوى 8 آذار إلى 14 آذار، فحواها إجبار الأكثرية على السير بالطريقة التي يريدون، وإما أن تتصرفوا وفق قناعاتنا أو سنهاجمكم مثلما حصل في 7 أيار، وهذا المنطق مرفوض جملة وتفصيلاً ولن يغيّر في قناعاتنا السياسية». وتطرق إلى زيارة العماد ميشال عون إلى سوريا فرأى أن الخلاف مع الأخير «كبير جداً على المستوى السياسي والاستراتيجي، وتثبّت ذلك من خلال التموضع الجديد له»، إلا أنه «ليس في مواجهة مباشرة معه، فهو كغيره على الساحة اللبنانية له آراؤه السياسية المختلفة». وعن الاستراتيجية الدفاعية أعلن أنه يحمل تصوراً عنها لطاولة الحوار المقبلة مستنداً «الى واقعة تاريخية، هي وضع سويسرا في الحرب العالمية الثانية، التي لم يستطع أحد أن يقترب منها».

وإذ رأى جعجع أن الرقابة الدولية على الانتخابات النيابية «هي لدفع الفريق الآخر إلى الامتناع عن استخدام أساليب العنف والإكراه»، أعلن النائب جورج عدوان أمس في حديث إلى قناة «الجديد» أن «اللوائح المشتركة لقوى 14 آذار ستعلن قبل 14 شباط 2009»، مؤكداً أنه مرشح في الشوف وسيكون «على اللائحة التي يرأسها النائب جنبلاط».

وفي جولة بدأها أمس لوضع المراجع الدينية المسيحية في أجواء زيارته إلى دمشق، زار النائب عون أمس متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة.

وأعلن عون أنه سيزور بكركي لوضع البطريرك الماروني نصر الله صفير في أجواء لقاءاته في سوريا.

من جهته انضم صفير إلى «الأصوات التي ترتفع في لبنان لإعادة النظر في الأحكام التي صدرت بحق مواطنين في عهد الاحتلال»، دون أن يحدّد أي احتلال يقصد. وهي «أحكام مشكوك في صحتها، وتجب إعادة النظر فيها ليطمئن أصحابها وذووهم، ويستأنفوا حياتهم في مأمن من كل إجحاف»، مشيراً إلى أن «هذا ما عمد إليه كثير من الدول في مثل هذه الحالة، وخاصة فرنسا، عندما تحرّرت من الاحتلال النازي».

 

وفد الكونغرس الأميركي: «لبنان ليس للبيع»

 

ما كاد الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر يغادر بيروت، حتى وصلها السبت وفد من الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور غاري أكرمان، عقد سلسلة لقاءات شملت عدداً من المسؤولين، تناولت «سبل تعزيز العلاقة مع الادارة الاميركية الجديدة». وبعد لقاء الرئيس ميشال سليمان قال أكرمان: «إن انتخاب باراك أوباما لن يعني أي خفض في دعم الولايات المتحدة للبنان، وذلك لا على صعيد استقلاله، ولا بالنسبة إلى وحدة أراضيه أو في ما يتعلق بسيادته. وثمة إجماع قوي في الحزبين الجمهوري والديموقراطي على دعمه، وأتوقع جازماً أن سياستنا ستبقى ثابتة»، لافتاً إلى أن أي «سياسة خارجية أميركية جديدة في الشرق الاوسط، لن تعني بالمطلق أن لبنان سيكون ملحقاً لأي رزمة من العلاقات الثنائية، أو أن الامن الاقليمي سوف يدفع ثمنه بالعملة اللبنانية، فمستقبل لبنان ليس للبيع». وعن الدعم العسكري قال: «الجيش اللبناني أثبت نفسه في المعارك ومسؤوليته في حيازة الاعتدة التي تلقاها من الولايات المتحدة. إنه مؤسسة وطنية مهمة بامتياز، وإني أؤمن بأنه يستحق دعمنا ومساعدتنا وكذلك دعم المجتمع الدولي ومساعدته».

كذلك التقى الوفد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في إحدى القاعات الجانبية في قصر بعبدا، حيث كان هناك للمشاركة في جلسة مجلس الوزراء. وزار قائد الجيش العماد جان قهوجي في اليرزة. وختم جولته التي استمرت بضع ساعات فقط، بغداء في قريطم حيث التقى النائب سعد الحريري، الذي عبّر بدوره عن شكره الولايات المتحدة على دعم «ديموقراطيتنا وحريتنا وسيادتنا وسعينا إلى تحقيق العدالة، وكذلك المحكمة الدولية». ثم غادر الوفد بيروت كما حضر على متن طائرة عسكرية أميركية، متوجهاً الى لارنكا.