الرئيس سليمان يطلب التهدئة ويسافر اليوم إلى الأردن

مشاركة:

السلطة تقترب من الانتخابات النيابية للمرة الأولى منذ بداية الحرب لتحضيرات مسبقة قبل ‏ستة أشهر لتكون انتخابات عام 2009 النيابية انتخابات ديموقراطية وحقيقية.

أمس اجتمع مجلس الوزراء وعيّن لجنة الاشراف على الانتخابات النيابية، لكن شائبة أصابت ‏اللجنة عندما تم الخروج على مبادىء قيام اللجنة، والخروج على لائحة وزير الداخلية ‏بتسمية عطا الله غشام مدير عام وزارة الداخلية سابقاً عضواً فيها، مع العلم أن غشام ‏يدخل في إطار نفوذ الرئيس بري.

‏وإذا كانت الهيئة العليا للإغاثة قد نجت من صراع وزاري كبير بشأن هيكليتها وإخضاعها ‏للمراقبة، فإن الانتخابات تبدو أنها تسير بالاتجاه الصحيح. ‏

في هذا الوقت تتركز الأنظار نحو الانتخابات النيابية خصوصاً على أربع أو خمس دوائر تحدد ‏نتائج الانتخابات ومن يفوز بالأكثرية، المعارضة أم الموالاة، وهل سيكون هنالك كتلة ‏وسطية تعلن دعمها وولاءها لرئيس الجمهورية خارج إطار 8 و14 آذار؟‏ في قضاء زحلة معركة ستحدد مصير انتخاب سبعة نواب، وهذه المرة تختلف المعركة عن عام 2005، ‏ويحصل فيها تنافس شديد، وإذا كانت المعارضة قد فازت بستة مقاعد من أصل سبعة فإن ‏الخروقات في دائرة زحلة ممكنة نتيجة التنافس الحاد والمتغيرات على الأرض، وهو ما أعلنه ‏النائب الياس سكاف شخصياً عن أن زحلة ستشهد معركة كبرى.

‏وفي المتن الشمالي معركة ضارية إذا استمر النائب ميشال المر في خطه وهو يبتعد عن العماد ‏عون، وان الذين قرأوا مقالة الياس المر وزير الدفاع في الزميلة النهار لمناسبة ذكرى ‏استشهاد جبران تويني تأكد أن زيارة الوزير الياس المر إلى دمشق ليست قريبة، لأن مضمون ‏مقالة الوزير المر تتضمن مضموناً سياسياً لا يدل على أن الزيارة قريبة. ‏

بالتالي فإن النائب ميشال المر على الأرجح قد يخوض شخصياً الانتخابات بعدما كان قد أعلن ‏انه قد ينسحب لنجله الياس، فاذا حصلت لائحة توافقية جمعت الرئيس أمين الجميل، والنائب ‏ميشال المر فإن المعركة ستكون تنافسية بشدة وتحدد مصير سبعة نواب، مع العلم أن هنالك ‏خلافات في هذا المجال، فالقوات اللبنانية تريد ترشيح إيدي أبي اللمع في المتن بينما أمين ‏الجميل لا يرضى بذلك وهو رشح سامر سعاده في البترون ليفاوض على مرشح القوات في المتن ‏الشمالي، في الوقت الذي اتخذ فيه الدكتور جعجع قراراً بعدم ترشيح قواتي في جبيل وكسروان، ‏لكنه يصر على ترشيح قواتي في المتن الشمالي قائلاً أن هنالك أربعة مقاعد مارونية في المتن ‏ولدينا قوة قواتية في المتن الشمالي، ونحن تنازلنا لمرشح كتائبي في كسروان هو سجعان القزي. ‏

أما في الكورة فهنالك معركة قاسية ونتائج غير مضمونة لأحد، وقد تستبدل القوات مرشحها ‏فريد حبيب بمرشح آخر هو الدكتور فياض.

‏وإذا كانت معركة زحلة والمتن الشمال تحدد مصير 14 نائباً ومن يفوز منهم فان الكورة تحدد ‏مصير 3 نواب.

‏أما المعركة القاسية فستدور في بيروت في الأشرفية بين لائحة عون ولائحة الكتائب وهي تحدد مصير ‏‏5 نواب في بيروت الأولى. ‏

موقف جنبلاط أما جنبلاط، فجاءت لهجته هادئة باتجاه الداخل وبقيت تصعيدية حيال سوريا، مؤكداً على ‏تفويض الوزير طلال ارسلان بالتنسيق مع المقاومة بشأن أمن الجبل ومصراً على موقفه السابق ‏تجاه سوريا، ومؤكداً على الاستعداد للاجتماع بوفد من حزب الله، إضافة إلى إبداء استعداده ‏للقاء السيد حسن نصرالله إذاكانت الظروف السياسية والأمنية ملائمة للأمين العام لحزب الله. ‏

ورداً على تصريحات العماد عون بتعديل الطائف وبعد خطبة الأضحى للمفتي قباني الذي حذر من ‏تعديل الطائف، جاء المجلس الشرعي الأعلى ليؤكد هذا الموقف وقد دعا المجلس للتمسك بميثاق ‏الوفاق الوطني الذي أقر في الطائف على قاعدة التوافق التي ارتضاها اللبنانيون.

‏وذكّر المجلس بخطبة المفتي قباني صبيحة عيد الأضحى الذي أكد فيها على مسيرة الوفاق الوطني ‏وانجازاتها، والحفاظ على كل ما حققه للبنانيين من عدالة وأمن واستقرار. ‏

الى ذلك، فقد أكد الرئيس سليمان خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء على ضرورة التهدئة مع ‏اقتراب الانتخابات النيابية، وهو سيسافر اليوم الى الأردن للبحث في العلاقات الاقتصادية ‏والسياسية والعسكرية حيث سيلتقي الملك عبدالله الثاني.

‏ وكان مجلس الوزراء قد أقر تشكيل الهيئة الوطنية التي ستشرف على الانتخابات وأخذ المجلس ‏بلائحة الوزير بارود الاّ انه أضاف عليها من خارج اللائحة اسم عطاالله غشام، ما دفع ‏بالوزير الصفدي بالانسحاب، وبالوزير بارود الى ابداء تحفظه. ‏

وقد أجل مجلس الوزراء البحث في بند الهيئة العليا للإغاثة الى جلسة لاحقة، كما انه لم ‏يتطرق لا من قريب ولا من بعيد الى التعيينات الإدارية.

‏وخلال عرض لائحة الأسماء التي ستشكل الهيئة الوطنية للإشراف على الانتخابات، اعترض وزير ‏الإقتصاد محمد الصفدي على عدم وجود اسم تتمثل فيه مدينة طرابلس التي تعدّ حوالى 200 الف ‏ناخب، وانسحب من الجلسة معتبراً أن خليل جبارة لا يمثل طرابلس. ‏

وقد أشارت مصادر وزارية ان الوزير الصفدي اقترح اسم نقيب محامي الشمال السابق خلدون ‏فسقط اقتراحه، وقد أدى الى انسحابه من الجلسة، حيث قال انها ليست المرة الأولى التي لا تتمثل ‏فيها طرابلس وان الأمر حصل مرات عدة وان حقوق طرابلس تهدر في كل جلسة لمجلس الوزراء.