
مشاركة:
من عجائب القدر أن يلتقي في فريق سياسي واحد إسمان وفكران في نفس الوقت. لقد بات اللبنانيون بـ( نائلة معوض واحدة) وأصبحوا بنائلتين اثنتين.
زيارة الرئيس الأميريكي الأسبق جيمي كارتر الطويلة إلى لبنان ووقاحته في التجرّؤ على تقديم طلبٍ إلى وزارة الداخلية اللبنانية من أجل مراقبة انتخابات الربيع المقبل. أعطت الدفع المزيف لجماعة الشباطيين الذين اعتقدوا أن مثل هذه الزيارة يمكن أن تقوّي من عزيمتهم وعودة سلطانهم المنكسر على حفاف حرب تموز 2006 وحملة التنظيف في السابع من أيار 2008. وهم يدركون تماماً أن تلك الأيام والسنوات لن تعود أبداً حتى ولو أتى الداعم الأقوى لهم في العالم جورج بوش بنفسه إلى لبنان.
ها هي نائلة التويني ترث نائلة معوّض في حياتها. فقد اعتقدت هذه المسكينة – التي يتلطّى وراءها زعماء الذل والإنهزام والإنكسار- اعتقدت بأنها أصبحت الآمرة الناهية على الساحة اللبنانية لتلقي كلمةً مطوّلة قد بان جلياً فيها حقد خالها مروان حمادة ومن ورائه كتبة النصوص الخبيثة. فقد تطاولت التويني فيها على شركائها الوطن واتهمتهم بالعمالة لسوريا الشقيقة(كما تدّعي ) في وقتٍ تحتاج فيها العلاقات بين الشقيقتين إلى التهدئة من أجل الوصول الهدف النبيل والشريف لطرد الطامعين الغربيين والمعتدلين العرب الإنتقاميين من منطقتنا التي يلعبون بها كالدمى.هؤلاء الطامعين الذين تناستهم إبنة الشهيد كما تناست الزيارات المكوكية التواطؤية لحلفاء والدها الراحل إلى ما وراء البحار وما انتجتها تلك الزيارات من شقاءٍ ومصائب وويلات على الشعب اللبناني باختلاف طوائفه.
هذا المشهد الدرامي الممتزج بأنواعٍ عدة من الخبث الباطني. ما هو إلا دعاية سياسية في حملةٍ انتخابية تهدف إلى جمع الكم الأكبر واستعادة الأصوات الإنتخابية التي خسرها فريق الشباطيين خلال السنوات الماضية بعد فشل مشاريعهم السياسية والأمنية المتتالية منذ ما بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005. ففضّل زعماؤهم دفع الوجه الشبابي إلى الواجهة بعد ضجر الناس من الوجوه التقليدية المستميتة للحصول على كراسي المجالس النيابية والحكومية لغايات شخصية. ولكن بنفس الأسلوب الحاقد المتّبع لديهم. فكانت مناسبة الذكرى الثالثة لاغتيال النائب جبران التويني مؤاتية لأهدافهم كي ينتقوا ابنته نائلة للتعبير عن سياساتهم بأصواتٍ ناعمة وحزينة لاستدرار العطف الوطني على آل التويني بعد فشل استدراره لآل الحريري وغيرهم ممن اغتيل من العائلات الشباطية.
ونائلة الشابة قد أخطأت حين (وسّعت البيكار) بهذا الشكل لأن الهدف من استعمال دم أبيها قد طفا على السطح لتؤكد بأتها حملةً انتخابيةً بامتياز وتوضّحت ذلك بكلمتها عندما قالت( بأن ربيع الحرية يقضي بأن يصوت اللبنانيون للدولة الموحدة وليس للدويلات التي تركتها الوصاية السورية. ربيع الحرية يقضي بأن يصوت اللبنانيون لسلاح واحد هو سلاح الجيش اللبناني الذي يأتمر بالحكومة اللبنانية وليس للسلاح الذي يأتمر بالخارج وينفذ حروب الدول على أرضه. وأضافت: اذا أرادت سوريا ان تقاوم فيمكنها المقاومة من أراضيها وليس من لبنان).
ألم تدرك نائلة الصغيرة بأن كاتب كلمتها قد نسي العدو الصهيوني المنتهز للفرص على الحدود هو الذي أنتج المقاومة الباسلة؟ وأن الذين يقفون وراءها هم الذين تواطئوا من أجل اختلاق الحروب بالطلب من الدول القوية القضاء على المقاومة خاصة والمعارضة بشكلٍ عام؟ وأن جماعتها الجشعة هي التي تقف بوجه الدولة الواحدة الموحدة . وبوجه تقوية الجيش الموعود بالسلاح من قبل حلفائهم في الإدارة الأميريكية ؟ وعالوعد يا كمّون.
ولكن مهما كثرت النائلات والنائبات والناحبات.. فلا بدّ للحق إلا أن يتجلّى ويظهر كوضوح الشمس . ثم بعد ذلك سنرى كيف ستُرمى كل النائلات المتواطئات والمجعجعات في مزابل التاريخ.