البقاع الأوسط: تربة خصبة للمعارضة… هل مَن يزرعها؟

مشاركة:

هل تنجح المعارضة السابقة في زحلة والبقاع الأوسط باختراق الشارع السني في المنطقة؟

يقر نائب بقاعي بوجود عقبات تعترض حتى الآن فريقه السياسي وماكينته الانتخابية في إيجاد الآلية اللازمة لتسجيل اختراق نوعي في الشارع السني لمصلحة مرشحي لائحة المعارضة (السابقة) مجتمعة. هذا الإقرار أو «الاعتراف» يرفضه أحد النواب السابقين ويقول إن «متغيرات سجلت داخل الشارع السني في البقاع، ولا سيما في البقاع الأوسط الذي التزم في انتخابات 2005 لائحة تيار المستقبل الذي بدأ يعاني منذ فترة كثرة المرشحين للمقعد السني الوحيد في دائرة زحلة، وكذا الحال في منطقة البقاع الغربي التي شهدت تقدماً ملحوظا لقوى معارضة فيها من حيث اختراقها الكمي والنوعي لتيار المستقبل في معاقله، ما اضطر الأخير خلال الأيام الماضية إلى تعيين العميد المتقاعد محمد قدورة منسقاً أعلى جديداً يتولى مهمة ترتيب البيت الداخلي للتيار بعد تراكم الأخطاء نتيجة الأداء العام لقيادة منسقيته ونوابه في الدائرة التي ستشهد سخونة انتخابية قل نظيرها».

ويتابع أن القوى المعارضة في البقاع الغربي وراشيا نجحت في تسجيل اختراقات نوعية داخل الشارع السني و«الوقائع في دائرة زحلة والبقاع الأوسط هي حتى الآن لمصلحة المعارضة التي عليها أن تحسن التصرف مع الشارع السني الذي يشهد بعضه تململاً من المستقبل وأدائه العام في المنطقة، ولا أدري لماذا حتى الآن لم تتحرك المعارضة في الوسط السني حيث التربة

خصبة».

هل «التربة خصبة» فعلاً للمعارضة في الشارع السني في البقاع الأوسط؟ يجيب الخبير الانتخابي وليد مرسل الذي أنجز أخيراً دراسته الشاملة عن «الواقع الانتخابي والجغرافيا السياسية» في دائرة زحلة والبقاع الأوسط: «نعم التربة خصبة، وإذا أحسنت المعارضة الزرع، فستحصد نتائج لا بأس بها»!.

ويقول: «إقرارنا بوجود تربة خصبة في حقل الشارع السني للمعارضة، لا يعني تجاهلاً مطلقاً للعقبات التي تعترض حركة المعارضة السابقة في البقاع الأوسط، فهذه العقبات ليست ذات أهمية كبرى أو مخيفة إذا أحسنت القوى المعترضة هنا إدارة معركتها الانتخابية في الشارع السني».

ويضيف موضحاً أن من أبرز العوامل المساعدة للمعارضة في الشارع السني المحلي «وفرة عدد المرشحين أولاً، وعلى المعارضة أن تعمل أيضاً لترشيح أكبر عدد ممكن من السنة بغية توزيع أو تشتيت الأصوات التي ستذهب من حصة تيار المستقبل، فيما القوى المعترضة ستحتفظ بحصتها التي ليست حتى الآن ذات أهمية تذكر ولكنها ستكون قيمة مضافة كلما اقترب موعد الانتخاب».

ويتابع قائلاً إن القوى المعترضة في دائرة زحلة والبقاع الأوسط «لم تجرؤ بعد على التقدم خطوة واحدة نحو الشخصيات السنية ذات الأهمية الانتخابية، أو نحو الذين يقفون في الوسط سياسياً وانتخابياً، وعدد هؤلاء لا يستهان به في مختلف قرى المنطقة وبلداتها، فلا الموالاة تخطب ودّهم ولا حتى المعارضة المحلية التي لبعض نوابها هنا خطابات عنصرية متطرفة لا تساعد القوى السنية المعترضة على المواجهة الانتخابية، بل تزيد الأمر سوءاً وتعطي دفعاً للقوى الموالية التي سجلت تقدماً ملحوظاً في معاقل المعارضة النائمة على حرير نتائج الانتخابات الماضية وفق ما لمسناه من خلال

دراستنا».

ويلفت مرسل إلى أنه «إضافة إلى العدد الكبير للمرشحين السنة الذي قد يساعد نسبياً المعارضة هنا، ثمة عوامل أخرى مساعدة أبرزها رفع مستوى التعاون بين قوى المعارضة المسيحية والسنية الغائبة نسبياً، فالتيار الوطني الحر نجح في إبراز وجوده الحزبي داخل الشارع السني المحلي ولكنه لم يزل يجد صعوبة في ترجمة هذا الأمر تعاوناً أو تنسيقاً مع حلفائه في أحزاب القومي والبعث والاتحاد داخل القرى والبلدات السنية».

ويختم الخبير الانتخابي وليد مرسل بالقول: «انتخابات 2009 في دائرة زحلة ليست نزهة ريفية للمعارضة التي عليها أن تكون أكثر جرأة في تقدمها نحو الشارع السني في المنطقة كما فعلت في البقاع الغربي وراشيا».