أسواق صور تنتعش على أبواب الأضحى المبارك رغم الاعباء المعيشية

مشاركة:

في ظل السياسة الاقتصادية للحكومة في لبنان تحولت مناسبة العيد على المواطن اللبناني الى هم وعبء معيشي بدل المعايدة والشعور بالفرح تعلو الابتسامة وجوه معظم اصحاب المؤسسات التجارية في مدينة صور،

 ويعبر هؤلاء عن ارتياحهم للحيوية والنشاط الاقتصادي والتجاري الذي تعيشه اسواقهم، بمناسبة عيد الاضحى المبارك، ويقابل هذا الشعور "امتعاض" كبير من قبل المواطنين الوافدين بالالاف ليل نهار الى تلك الاسواق لابتياع حاجات العيد لاطفالهم واولادهم نتيجة تزايد متطلبات اشهر الخريف بدء من المدارس والمونة وصولا الى وسائل التدفئة.

وبالرغم من الفرق الشاسع بين النظرتين فان القاسم المشترك هو ان أسواق صور تجمعهما وتتحول طيلة ساعات الليل والنهار الى مهرجان متنقل يضج بحركة القادمين، والباعة الذين يفترشون كل زاوية من زوايا السوق.

يؤكد غسان عجمي صاحب أحد محلات بيع الالبسة ان الحركة التي تشهدها الاسواق في مدينة صور جيدة جدا، وقال: "نحن راضون عن هذا النشاط في السوق التجاري الذي يفتح حتى ما بعد منتصف الليل، مضيفا ان عامل الاستقرار والهدوء الامنيان الذين يخيمان على المدينة يشكلان عاملا مهما ومساعدا في دفع العجلة الاقتصادية بالتوازي مع وجود فرص العمل واموال المغتربين من ابناء المنطقة".

ويشاطر حسين جمعة صاحب احد المحلات في وسط السوق التجاري زميله، معتبرا ان "ارتفاع وتيرة النشاط امر طبيعي على ابواب الاعياد على الرغم من الضائقة الاقتصادية التي يعيشها الناس"، ويضيف "اننا نشعر بان الحركة مقبولة لانها لا يمكن أن تكون افضل من ذلك بسبب الاستحقاقات الداهمة على المواطنين"، مؤكدا بان "عامل الاسقرار وفرص العمل يساعدان في تزخيم الحيوية الاقتصادية".

ويخالف صادق صفي الدين صاحب محل مجاور زميليه ويقول: "ان الاسواق عشية هذا العيد باردة قياسا بالعيد السابق، معيدا السبب الى رزمة المتطلبات والاحتياجات المتعلقة بهذا الموسم ابتداء بمصاريف المدارس واقساطها وغيرها ونحنوعلى ابواب فصل الشتاء، مؤكدا بان حركة الناس الكبيرة في اسواق صور تساهم في الحفاظ على وتيرة النشاط التجاري نحو الافضل".

وفي المقلب الاخر من السوق يشتكي المتجولون في الاسواق من حالة "القلة " المادية والمصاريف الباهظة التي يحتاجونها عشية العيد ودخول العام الدراسي المتزامن مع دخول فصل الشتاء.

وتقول: المواطنة ايناس سعادة وهي ام لثلاثة اولاد "ان الاولاد لا يعرفون بقدرة الاهل وامكاناتهم وكل ما يعرفونه بانهم يحتاجون الى ملابس العيد اسوة بزملائهم، نحن علينا الالتزام طالما ساهمنا في مجيئهم الى هذه الدنيا"، واضافت: "ان كل ما نتمناه ان تبقى الاحوال هادئة ونعيش بطمأنينة وهدوء وبحبوحة اقتصادية نستطيع من خلالها بالحد الادنى تعليم اولادنا وتأمين احتياجاتهم الصحية والحياتية".

وتلفت فاطمة خليل الى ان مناسبة العيد تأتي في ظل تنامي المشاكل الاقتصادية على المواطنين وخاصة اصحاب ذوي الدخل المحدود، وقالت "عندي اربعة اولاد وكل منهم يحتاج الى "بدلة" متواضعة يقارب ثمنها المئة الف ليرة لبنانية لكي يخرجوا مع رفاقهم الى ساحات العيد، وتابعت اضافة الى ذلك نحتاج الى مصارفات اخرى تتعلق بهدايا العيد، متسائلة من اين يأتي العامل بكل هذه المتطلبات".

ويؤكد رئيس بلدية صور عبد المحسن الحسيني بان البلدية وشرطتها يسهران على مواكبة النشاط الاقتصادي والتجاري في الاسواق ويعملان على تأمين الهدوء والاستقرار، وردع اي مخالفات قد تحدث، مبديا ارتياحه للعجلة الاقتصادية في المنطقة.