حزب اللّه: ثقة الطرفن بالفوز سبب لنجاح الانتخابات

مشاركة:

بعدما «ضنّت» الولايات المتحدة بالسلاح الثقيل، طلب رئيس الجمهورية من الألمان السماح لبلجيكا ببيع لبنان «دبابات ليوبارد الألمانية» لمصلحة الجيش «الذي كسر بفرادة الإرهاب المحلي والدولي كما كسرت المقاومة الإرهاب الآخر المتمثل بالعدو الاسرائيلي»

عاد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مساء أمس إلى بيروت مختتماً زيارة رسمية إلى ألمانيا امتدت يومين، حيث التقى كبار المسؤولين وفي مقدمهم نظيره هورست كوهلير والمستشارة انجيلا ميركل. كذلك استقبل في مقر إقامته وزراء الإنماء والتعاون والداخلية والدفاع ولجنة الدفاع في البرلمان الالماني، كلاً على حدة. وتناول جزء من المباحثات موضوع تسليح الجيش اللبناني. وبحسب بيان المكتب الإعلامي لقصر بعبدا، فإن «الجانب اللبناني طرح موضوع شراء دبابات ليوبارد المانية الصنع من بلجيكا طالباً الموافقة للسلطات البلجيكية لإتمام هذه العملية، إضافة الى تزويد الجيش بأسلحة تساعده في الداخل خصوصاً في مواجهة الإرهاب».

وكان سليمان قد التقى في مقر السفارة في برلين بوفود من أبناء الجالية اللبنانية أكد أمامهم أن الجهود «ما تزال مستمرة لإتمام مصالحات باتت ملحة، بين المتخاصمين من الشخصيات الوطنية، صوناً للبلاد ووحدتها وتحصيناً لها من مخاطر عديدة أولها خطر الارهاب المحلي والدولي الماثل تهديده أبداً عندنا، والذي كسره بفرادة وشجاعة جيشكم البطل كما كسرت المقاومة الباسلة المدعومة من الجيش والشعب، الإرهاب الآخر المتمثل بالعدو الاسرائيلي». وأضاف «في هذا المكان قرب جدار برلين الذي حطمته إرادة الوحدة لدى الشعب الألماني، ندائي إليكم أن تبقوا موحدين ولا تسمحوا ببناء جدار يفصل بينكم يضطر أبناءكم الى تحطيمه. فوحدتكم هي قوتكم وبها نجاحكم».

داخلياً، عقدت قوى 14 آذار ليل أمس اجتماعاً في قريطم بحضور النائب سعد الدين الحريري والنائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع وعدد من وزراء ونوّاب وفاعليات 14 آذار. وبعد الاجتماع، صدر عن الأمانة العامة لقوى 14 آذار بيان أكّد ضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بالإجماع في الحوار الوطني، ولا سيما النقاط المتعلّقة بترسيم الحدود اللبنانية السورية وتبادل السفراء بين البلدين ونزع السلاح الفلسطيني خارج المخيّمات. وتوقّف البيان عند عودة التوتر الأمني في البلاد، كما أعلن استكمال قوى 14 آذار التحضيرات لإعلان برنامجها الوطني الموحّد ولائحتها الانتخابية الموحّدة.

وفي موضوع المساعدات العسكرية، علّق عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب أمين شري على زيارة قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي ديفيد بترايوس، مشيراً إلى أنه « بات واضحاً أن هذه الإدارات ليست في وارد تسليح الجيش اللبناني بالعتاد والسلاح الذي يمكنه من الدفاع عن لبنان في مواجهة العدو الصهيوني الذي لا تفتأ الإدارات الأميركية تؤكد التزامها بتفوّقه العسكري النوعي في المنطقة». ولفت «نظر البقية التي ما زالت تراهن على صداقاتها الموهومة للإدارة الأميركية إلى أن علينا أن نعتمد على خياراتنا الوطنية الحرة، ونبحث عن أسباب قوتنا لحماية الوطن جنباً إلى جنب مع جيشنا الوطني وشعبنا الشجاع ومقاومتنا الباسلة».

من جهته، رأى نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن «لبنان الآن لم يعد ساحة للآخرين بل أصبح لبنان وطننا نحن ولن نسمح لأحدٍ بأن يلعب فيه. لقد جرّب الأميركيون وظنوا أنه بكثافة تدخلهم يمكن أن يغيِّروا المعادلة في لبنان، فماذا كانت النتيجة: خرجت أميركا خائبة»، مقترحاً «لو أن بعض القانونيين يستطيعون إيجاد مدخل لمحاكمة الرئيس الأميركي جورج بوش وسوقه إلى العدالة، فهو مجرم حرب دولي وأول إرهابي في نظر كل المؤمنين بقضيَّتهم».

وإذ لفت قاسم، خلال حفل تخرج لطلاب معهد الآفاق، إلى أن «بعض من في الداخل ظن أنه يمكن أن يستفيد من المشروع الأميركي»، دعاهم إلى الاتعاظ من التجربة «وثِقوا بأن أيدينا ممدودة لكم لنعمِّر لبنان معاً». واستغرب التخوف من المقاومة «وهي ضد إسرائيل فقط»، مستدركاً بالقول «عندما نتصرف معها بأنها عدو فمن الطبيعي أن تحتاط لنفسها وأن تلتفت إلى الحدِّ الأدنى المناسب كي لا تكونوا في الخندق الآخر، لكن ثقوا بأنها ضد إسرائيل وضدها فقط».

وعرج قاسم على الانتخابات النيابية فأكد أن الحزب «في الداخل حاضر للتنافس الانتخابي والشعبي، وهذه الانتخابات قادمة ولينجح من يستحق أن يختاره الناس، والحمد لله أنهم مطمئنون للنجاح ونحن أيضاً مطمئنون، وهذا سبب مهم لنجاح الانتخابات النيابية، وبعد ذلك نرى صناديق الاقتراع ونتيجتها»، مشيراً إلى أن ما يميز هذه الانتخابات «أن الناس يختارون بملء إرادتهم خارج الوصاية الأجنبية». وذكّر باقتراح خفض سن الاقتراع إلى الثامنة عشرة، داعياً النواب إلى الإسراع في إقراره «فمن يخف من هؤلاء الشباب فلن يربح من الذين هم أكبر منهم».

كذلك أكد مسؤول العلاقات الدولية في الحزب نواف موسوي تأييد حزب الله تأليف حكومة وحدة وطنية في حال فوز المعارضة في الانتخابات «لأن لبنان محكوم بالتوافق». ورأى أن لا سبب يدعو إلى عدم حصول الانتخابات «ما دام كل فريق متأكداً من الفوز».

وفي السياق، أعلن النائب بهيج طبارة أن الطموح هو في «قانون انتخاب يسمح بأوسع مشاركة في العملية الانتخابية ولا سيما في اتجاه الشباب بحيث تتجدد القيادات السياسية ويجري تداول السلطة بطريقة سلمية، ويحث على قيام أحزاب وتكتلات تتجاوز الواقع الطائفي توصلاً الى ترسيخ فكرة العيش المشترك»، مشيراً إلى أن «قانون الانتخاب كما أقر في مجلس النواب، في ما خلا الانفاق والاعلام الانتخابيين، ما زال بعيداً عن الاصلاحات المنشودة التي كان يتوقعها اللبنانيون».

بدوره، شدد نائب القوات اللبنانية انطوان زهرا على «ضرورة حماية الانتخابات النيابية المقبلة»، مشيراً إلى أنها «سياسية بامتياز». وأضاف «إن تقدم مسار المحكمة الدولية قد يدفع بالمتضررين الى إلغائها أو تعطيلها، من خلال افتعال مشاكل أمنية أو عودة الاغتيالات».

وإذ حذّر من خطورة المرحلة «المصيرية»، رأى أنه «إذا أخذت 8 آذار الأكثرية فسيتمكن أصحاب مشروع ولاية الفقيه من تمرير مشاريعهم عبر مؤسسات الدولة لا الى جانبها كما هي الحال اليوم. لذا المواجهة اليوم متعلقة بخيار لبنان الاستراتيجي منذ مئات السنين وهو خيار إقامة الكيان اللبناني المتنوع الذي يحفظ الوجود المسيحي ويتمتع كل الأطراف فيه بالحرية السياسية والدينية والشخصية، وإن أي تراجع يلغي هذا الوجود الفاعل في الشرق الأوسط نهائياً».

كذلك وصف عضو تكتل التحرير والتنمية النائب أيوب حميد المرحلة «بالمفصلية والدقيقة جداً»، لافتاً إلى «أننا اليوم لا نزال نعيش مرحلة من القلق في بعض الاحيان على ما نراه ونسمعه من بعض الافرقاء على المستوى الداخلي، لمخاطبة غرائز الناخبين». وأضاف «لقد طوينا صفحة من الماضي البغيض والاقتتال ومن احاديث الفدراليات ومن احاديث المناطق المغلقة والفرز السكاني والطائفي والمذهبي، فكيف للبعض ان يعود الى تلك النغمات المستنكرة والمستهجنة؟». ورأى «ان البعض لم يعد على اقتناع بالامور والمسلمات التي أرساها اتفاق الدوحة».

من جهة أخرى، تواصلت المواقف المدافعة عن السعودية، إذ طالب رئيس جمعية «دعوة الإيمان» حسن الشهال «المراجع القضائية المختصة بمحاكمة وئام وهاب على تهجمه السافر المتكرر على الشقيقة الكبرى، محاكمة عاجلة عادلة تضع حداً لتطاوله وغروره»، واصفاً إياه بـ«السفيه». ورحب في المقابل «بأي مسعى للتقارب العربي ـــــ العربي والاسلامي ـــــ الاسلامي وخصوصاً بين الشقيقتين سوريا والسعودية» التي هي «مرجع المسلمين في العالم قاطبة رضي من رضي وأبى من أبى». ورأى أن «الطعن بنسب الأسرة الحاكمة فيها وبتاريخها العريق المشرق يمس مشاعر كل مسلم على وجه الأرض وفي المقدمة القبائل والعشائر العربية والأسر التاريخية المتجذرة عبر تاريخ الإسلام والعروبة»، محذّراً من أن «هذا التهجم الأرعن يفتح باب الفتنة على مصراعيه».

كذلك انتقد وزير الصناعة غازي زعيتر «التصريحات الانتخابية» التي تتناول السعودية وغيرها من الدول، مؤكداً أنه «يجب علينا أن نعمل من أجل تطوير علاقات لبنان مع كل الدول العربية، لأن هذا من مصلحته».

 


الجميّل: هل الولاء للبنان أم لولاية الفقيه؟

 

دافع رئيس حزب الكتائب، أمين الجميّل، عن مواقفه التي أدلى بها في احتفال ذكرى تأسيس الحزب، مؤكداً أن الأفكار التي جاءت فيه هي أفكار قابلة للحوار وليست مفروضة على أحد، مشيراً إلى أن الانزعاج نابع من الحشود التي شاركت في الذكرى، أكثر من أي شيء آخر. ونفى أن يكون قد قال بالفدرالية أو دعا إلى الانقلاب على اتفاق الطائف، بينما العماد ميشال عون تحدث أمام طلاب جامعة دمشق (أمس) بكلام غير إيجابي عن الاتفاق، أما نحن فنقول «إن هذا الاتفاق، الذي أمّن بعد الحرب حالة من الاستقرار، بحاجة إلى تعديل، وكذلك الرئيس (ميشال) سليمان أيضاً تحدث عن تطوير الطائف».

وفي حديث للـLBC، أعلن الجميل أن لدى الكتائب «أفكاراً متقدمة ولن نطرحها بالسوق لكي لا تستهلك»، لافتاً إلى «أن النظام معطل أساساً، وفيه ما يسمى الدولة فارغة وغير موجودة، ويريدون أن يقنعونا بأن كل شيء على ما يرام، لذلك نقول: ليس لدينا مشروع معلّب، وللمرة الأولى يأتي شخص ويقول كفى، فالنظام لا يمكنه أن يستمر بهذه الطريقة». وإذ تساءل: «هل السيادة للدولة أم للدويلات؟ وكذلك الولاء هل هو للبنان أم لولاية الفقيه؟»، رأى أن «الجميع، سنّة ومسيحيين ودروزاً وحتى شيعة، مذعورون بعد ما حصل في 7 أيار».