نصيحة عون لإسرائيل: أعيدوا اللاجئين أو ستندمون

مشاركة:

بعد عون الجنرال، وعون المنفي، وعون رئيس الكتلة النيابية، ظهر أمس العماد ميشال عون بصورة الرجل المحاضر في قاعات الجامعات. وكشف الجنرال في لقاءاته مع الطلاب السوريين، عن وجه مغاير تماماً،

الرجل الصبور والبعيد عن الانفعال أمام سائليه. وأكد عون وقوفه إلى جانب المقاومة بوجه العدو الإسرائيلي، وشدّد على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أرضه، وحمّل الأمم المتحدة والأنظمة العربية مسؤولية تقسيم فلسطين وبدء زمن الويلات العربية

دمشق ـ ثائر غندور

أظهر ميشال عون أمس وجهاً جديداً له. الجنرال محاضراً في جامعة دمشق، التي استقبلت منذ فترة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز. كلمات الترحيب الرسميّة أصبحت معروفة، وعبارات الطلّاب لم تكن مختلفة لكنها حملت شوقاً لنقاش مفتوح. تأثّر إحدى الطالبات دفعها إلى نسيان السؤال عندما توجّهت بالحديث إلى الجنرال، لكن سؤالها حث الجنرال على إعطاء الجواب الأعمق في محاضرة يوم أمس. جواب أعاد البعد غير الطائفي. سألته عن المسيحيين. أجاب أن المواطن مواطن فقط. يرتبط بالدولة عبر عقد اجتماعي تحدّده القوانين المدنيّة، التي تكفل حريّة الرأي والمعتقد، أمّا الإيمان، فهو «علاقة عموديّة بين الإنسان وربّه، وهي ليست علاقة أفقيّة». التعدّد. عبارة شدّد عليها كثيراً. قال إن كلّ الأنظمة انهارت وستنهار لأن التاريخ يسير إلى الأمام لا إلى الخلف.

قال عون إنه لا يُمانع بأن يُمثّل رئيس الجمهورية عندما أخطأ أحد الطلاب وناداه بالعماد ميشال سليمان، وهو الذي تصرّف كرجل دولة مسؤول. فرفض أن يُعلّق على الدورين المصري والسعودي في لبنان، ورفض أن يتهم أحداً في ما يتعلّق بـ«فتح الإسلام»، «لأني لم أقم بتحقيق جنائي، لكن أنا وأنتم نعرف المصدر الفكري للتشدّد». أمّا عن اتفاق الطائف، فكرّر موقفه القديم، وأن البعض حوّل الطائف إلى كتاب مقدّس بسبب مصالح شخصيّة، وأن هناك رئاسة للجمهوريّة لا صلاحيّات لها، ورئاسة مجلس وزراء تسيطر على كلّ شيء، «وسيأتي يوم تتحسن فيه الظروف ونعدّل الطائف». ما لبث الجنرال أن قال في معرض الإجابة عن سؤال آخر إن الحكومة الرسميّة هي حكومة وهميّة، أما الحكومة الفعليّة فتتمثّل بمجلس الإنماء والإعمار. هجوم عون على خصومه كان مختصراً وقاسياً، عندما سأله طالب عن سبب الكلام القاسي الذي يقوله الفريق الآخر، واستخدامه لعبارة عداء لا خصومة فقال: هناك من يفتقر إلى الثقافة السياسيّة.

غزّة والقضية الفلسطينية كانتا حاضرتين في الأجوبة. قال إن على العرب الصمود في المرحلة الحالية، ويكفي اللبنانيين أن يكون عندهم مقاومة قوية، لأن الإسرائيلي في حالة تراجع، ومعنوياته متدنيّة، على ما تشهد كتابات لكتّاب يهود، ومنها رسالة لسيغموند فرويد يرفض فيها مساعدة الصهيونيّة في أوائل ثلاثينات القرن الماضي. وتساءل الجنرال عن مصير شرعة حقوق الإنسان التي انتُهكت بعد ستة أشهر من وضعها عام 1947 عبر الإبادات الجماعيّة في فلسطين. وتوجّه بنصيحة إلى إسرائيل: اقبلوا اليوم سلامنا وأعيدوا الأرض المغتصبة واللاجئين إلى بيوتهم، أو ستخسرون كلّ شيء قريباً.

وكان عون قد بدأ المحاضرة بكلمة مكتوبة باعتناء جاء فيها: «لا شك أنكم تتساءلون، وأنا أتوجّه إليكم في هذا اللقاء الكبير والمميز، ماذا عساي أقول في هذه المناسبة، وهي الأولى بعد عقود من الزمن طغت عليها ظروف صعبة ومعقدة، رافقتها أحداث أليمة خيّمت على العلاقات بيننا، فالكلام المشدود إلى ماضٍ كهذا يصبح مربكاً، ولا سيما أن قوى كبرى ساهمت في تكوين تلك الحالة أو كانت من مسبباتها، ما زالت ضاغطة، وتعمل جاهدة لإبقائها وإيقاف مسيرة العودة إلى الحالة الطبيعية الواجب أن تسود واقعنا».

وسأل عن إمكان فصل الماضي عن الحاضر والمستقبل كي يصبح الكلام مريحاً والإصغاء ممكناً. وأجاب: «أنا أقول نعم، ولكن ليس بمحوه طبعاً ولا بالخوف منه ولا بالهروب إلى الأمام، بل من خلال مواجهته وإعادة النظر فيه من الجميع بذهنية الناقد الذاتي المصمم على التغيير. قدرتنا على القيام بهذه العملية هي مقياس لإرادتنا وتصميمنا على التطور ومواكبة المتغيرات والمساهمة في صنعها، فنجعلها أكثر ملاءمةً وفائدةً لمجتمعاتنا وأوطاننا. من هذا المنطلق يصبح التفاهم سهلاً والتقارب طبيعياً فلا يعود الماضي مرهقاً، ولا الحاضر مربكاً، ولا المستقبل مقلقاً».

وتحدث جنرال الرابية الذي صمد خلال حرب تموز في وجه التهديدات بقصف منزله، بحسب ما قال ممثل طلاب حزب الله في سوريا باسمه واسم المقاومة: «لقد قمنا في لبنان، نحن والمقاومة، بهذه التجربة التقويمية منذ عام 2006، ونجحنا معاً بعدما ناقشنا كل الأمور بعمق وصراحة أوصلانا إلى تفاهم، هذا التفاهم الذي انعكس على مجتمعنا طمأنينة مكنتنا من المحافظة على وحدتنا الوطنية وساعدت المقاومة على تحقيق الانتصار في أشرس حربٍ خاضتها إسرائيل ضد لبنان ووفق موازين قوى غير متكافئة بفوارق كبيرة. وإذا كانت الطمأنينة قد ساعدت المقاومة، فالغطاء الذي أمّنه خيارنا الوطني بدعمها في مواجهة إسرائيل حصّنها ضد الخارج الذي حاول استقطاب الداخل اللبناني لمناهضة المقاومة بإثارة مخاوف أمنيّة من سلاحها ومخاوف سياسية من غاياتها، ليس أقلّها اتهامها بالسعي إلى إقامة نظام ديني يتناقض مع عاداتنا وتقاليدنا والتزامنا بحرية المعتقد.

«بالرغم من كل العراقيل، حققنا تناغماً وطنياً حول المقاومة ومفاهيمها وأهدافها، ووحّدنا النظرة إلى وطن سيّد حرّ مستقل يبني علاقاته مع الدول الأخرى على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، كذلك النظرة إلى مجتمع مستقبلي نسعى إلى قيامه في ظل دولة قوية وعادلة، وبدأنا انطلاقة جديدة على طريق المواطنة آملين استكمالها بتحولات بنيوية».

وأضاف عون إنه، وخلافاً لكل التوقعات التي أكدت يومذاك انتصار إسرائيل على المقاومة، أتت النتائج لتعكس هزيمة لم تُشفَ إسرائيل من تداعياتها، كما لم تستطع تهديدات المسؤولين الإسرائيليين المستمرة بضرب لبنان ومقاومته وبنيته التحتية أن ترفع معنويات قواتهم المسلحة أو أن ترهب اللبنانيين. وأشار إلى أنهم لم يتعلموا شيئاً من تجاربهم السابقة فيه، وما زالوا يقوّمون خطأً أسباب هزائمهم المتكررة؛ «فبيننا وبينهم فوارق كبيرة في تقدير موازين القوى، قيمتهم الآلة وقيمتنا الإنسان، وإذا كانوا قد حولوا الآلة أداةً لاغتصاب الحقوق، فإن الإنسان المؤمن بحقه استطاع تدمير تلك الآلة، وهذه المعجزة قد تمّت على أيدي المقاومين وفرضت معادلة عسكرية جديدة ستبقى قائمة ما بقي مجتمعنا يواصل دعمه للمقاومة».

ولفت إلى أنه منذ قيام إسرائيل، أي منذ ستين عاماً، وهي تواجه مشاكلها مع العرب على قاعدة القوة بواسطة الصراع المسلح معتمدةً المدفع والدبابة والطائرة، وإذا كانت إسرائيل قد حققت انتصارات آنية، مستفيدةً من تعثر العرب في تلك المرحلة، فإنها، لم تستطع إسقاط الإرادة الصلبة في المقاومة التي كانت تتزايد مع تزايد العنف الإسرائيلي. وهكذا تمكّن «شعبنا أن يحرر نفسه من التعثر والارتباك، ورغم تخاذل بعضنا أحياناً، حققت المقاومة الانتصار».

وأضاف: «إن إسرائيل التي وصلت قواها المسلحة إلى حجمها الأقصى ومستواها الأعلى في الجهوزية التقنية والقتالية والعسكرية، أصيبت بالهزيمة ولن تكون لها غلبة بعد الآن، ولن ينقذها التدريب الجديد لوحداتها العسكرية، فالموضوع يتخطى تقنيات استعمال السلاح والقتال ليصيب الثقة بالنفس والقدرة على الاستمرار في معركة مع لبنان».

وهنا انطلق عون من خبرته العسكريّة ليقول إن القادة الإسرائيليين غطوا هزيمتهم بادعائهم عدم الإعداد اللازم للمعركة، والصحيح أن حجم القوى ومستوى التدريب ووسائله كانت أكثر من كافية، ولكن الشعب الإسرائيلي الذي يولد ويموت في الحروب، دون أن يأمل يوماً الوصول إلى السلام المنشود، فقد معنوياته وخسر إرادة القتال، وهنا يكمن السبب الحقيقي للهزيمة.

وأشار عون إلى كتاب المؤرخ اليهودي إيلان بابي ILAN PAPPE «التطهير الإتني لفلسطين» عام 2006 الذي يمثّل إقراراً موثقاً بالمجازر التي ارتكبتها الصهيونية بحق الفلسطينيين منذ عام 1948، وبالتهجير الذي شمل مدنهم وقراهم.

وقال عون إنه لا يمكن إسرائيل اليوم أن تتصرف عكس مسار التاريخ وتتحدى التطور الإنساني بعصبية لم تعد مقبولة؛ فمع سقوط الفكر الأحادي في جميع أشكاله، السياسية والعرقية والدينية، وسير المجتمعات باتجاه التعددية التي بدأت تعمّ العالم، «تعلن إسرائيل نفسها دولة يهودية، وتؤكّد ذلك برفض حق العودة للفلسطينيين إلى أرضهم. وبعدما كان المضطهَد يطالب بأرض يعيش فيها تحول إلى مضطهِدٍ يرتكب المجازر ويهجّر ويستولي على الأرض ويقضي على هويتها. كما أن عوامل الخيبة والإحباط واليأس التي ضربت الشعب الإسرائيلي تفرض على إسرائيل الإسراع في تغيير مقاربتها للحلول، وإلا فستجد نفسها على مسار انحداري، نترك لها أن تقدّر أين ينتهي».

وتحدّث عون بلهجة وجدانيّة تفاعل معها الجمهور إذ قال: «إن الذاكرة تبقى دائماً مشدودة إلى آخر الأحداث، وذاكرتنا اليوم مشدودة إلى حرب لبنان وحصار غزة، وكأننا نسينا جذور المشكلة ونسينا مسببيها، مما يتيح لهم التلطي والهروب من مسؤولية أعمالهم. فقلما نشير إلى أن مأساة فلسطين، وما جرّته من ويلات على الشعوب العربية كافة، وُجدت نتيجة قرار من الأمم المتحدة قضى بتقسيم فلسطين جاهلاً أو متجاهلاً ما تزخر به تلك المنطقة من مقدسات تتقاسمها الديانات السماوية الثلاث، مما يجعلُ السيطرةَ عليها من جانب فريقٍ ما، إعلاناً لحرب الآلهة على الأرض، تشتعل نارها تارة وتخبو طوراً وفقا للظروف ولكنها لا تنطفئ أبداً».

وأضاف: «إن الأمم المتحدة التي قسّمت فلسطين وما نتج من مساس مادي ومعنوي بحقوق الشعب الفلسطيني، تعدّ المسؤولة الأولى عن تغطية جميع أعمال الأذى التي قامت بها إسرائيل في ما بعد ضد الشعب الفلسطيني وقد رأيناها تعالج هذه المشاكل وفق إرادة الدول الكبرى بصرف النظر عن توافق هذه الإرادة مع القوانين الدولية أو عدمه، فهي لم تنجح يوماً في إدانة إسرائيل بسبب حق الفيتو، كما أنها لم تحاول إرسال قوى لتنفيذ قرارات دولية في فلسطين لتساعد على حماية شعب بأكمله، بينما نراها في حقول النفط بقرار دولي أو بدون قرار، ونجد أهم أعضائها اليوم يعملون على إلغاء مفاعيل القرار 194 الذي ينصّ على حق العودة للاجئين الفلسطينيين من خلال الضغط لقبول تسوية تلغي واقعياً هذا الحق».

ونبّه إلى إن هذه المشكلة التي بدأت عام 1917 مع وعد بلفور وشغلت القرن العشرين ستبلغ بعد تسع سنوات عامها المئة، وأكبر ضحاياها الشعب الفلسطيني ثم الشعب اللبناني، «وفي اعتقادي، إذا لم تصل هذه القضية إلى حل عادل وسريع تتحمل فيه الأمم المتحدة مسؤوليتها فإن النهاية ستكون أقرب مما نتصور وأكثر مأسوية من البداية، تنعكس فيها الأدوار… تلك هي حتمية التاريخ».

وتناول وفد تيّار الوطني الحرّ الطعام إلى مائدة الدكتورة بثينة شعبان بمشاركة وزراء الصناعة والتربية والتعليم العالي السوريين، ونقل أعضاء في الوفد أن مستشارة الرئاسة السورية برتبة وزيرة أبدت إعجاباً بندوة عون الجامعيّة. ولم يتم الحديث في شؤون سياسيّة خاصة، بل دار نقاش عام. وبعد الظهر جال عون في سوق الحميدية حيث تناول البوظة الشامية ولقي استقبالاً شعبياً لائقاً، ثم جال في أرجاء المسجد الأموي حيث تعرّف إلى بعض من تفاصيله، ثم التقى وفد رجال الأعمال وتناول العشاء إلى مأدبة مرافقه الدائم في الزيارة نائب وزير الخارجية فيصل المقداد.

حملة الأكثريّة على الزيارة

لم تزل قوى 14 آذار على النغمة ذاتها في التعليق على الزيارة، فاعتبر النائب سمير فرنجية أنها «رسالة سورية الى رئيس الجمهورية عبر استقبال عون كرئيس دولة، ورسالة سورية الى الكنيسة المارونية، وهي نوع من الرد الانتقامي على بيان بكركي الشهير في أيلول عام الـ2000، كما أنها رسالة سورية إلى المجتمعين العربي والدولي بأن سوريا لا تزال تحتفظ بنفوذ في لبنان». وأضاف فرنجية إنّ في هذه الزيارة أيضاً رسالة إلى الداخل السوري، موجهة إلى المسيحيين السوريين عشية قيام المحكمة الدولية، بضرورة «التضامن مع النظام».

وأضاف إنّ قوى الأكثرية ترى أنّ «العماد عون يسدد فواتير الدعم السياسي والمادي الذي وفره له النظام السوري»، «وإن هناك خطورة خاصة في محاولة ربط المسيحيين بالمحور الإيراني ــ السوري وعزلهم عن المجتمع العربي والدولي».

كما ردّ فرنجية على «الشيء المزعج أدبياًَ، أي مسألة الطلب من اللبنانيين الاعتذار أولاً من سوريا»، مشيراً إلى أنّ عون «أدى ما هو مطلوب منه ويمكننا أن نقول إنه بدأ حياته السياسية بمخاصمة سوريا ويبدو أنه ينهيها بمخاصمة اللبنانيين».

ومن جهته، رأى النائب عاطف مجدلاني «أن زيارة عون إلى سوريا تظهر وجود من يحاول تهميش المرجعيات المسيحية اللبنانية، سواء المرجعية المسيحية السياسية المتمثلة برئيس الجمهورية، أو المرجعية المسيحية الكنسية المتمثلة بغبطة البطريرك». وتساءل مجدلاني عن وضع الملفات العالقة بين لبنان وسوريا في هذه الزيارة، «وما رأيناه في موضوع المعتقلين، أنه صار التخلي عن هذا الموضوع من جانب العماد عون إلى اللجان».

بدوره، علّق المفتي محمد الجوزو معتبراً أنّ عون «يرفض الصلح مع اللبنانيين ويصالح السوريين، ويذهب إليهم ليطوي صفحة الماضي نهائياً، بينما يصر على عدم طي الصفحة مع المسيحيين في لبنان، ويصر على شق الصف المسيحي». وسأل «أين الوطن وأين مصلحة الوطن وأين دماء أبنائه التي أهدرت بغزارة لتذهب دفعة واحدة ويزحف إلى دمشق ليقول لنا: الآن انتهت معركة التحرير وأصبحنا أصدقاء وحلفاء لمن احتل لبنان ثلاثين سنة». وختم قائلاً: «مع النظام السوري خصومة لا عداوة ومع المسيحيين في لبنان عداوة وخصومة وكراهية، فكيف بالمسلمين السنّة وقادتهم وزعمائهم».

وأشار «لقاء الانتماء اللبناني» إلى أنّ هذه الزيارة «بدت مجرد زيارة فولكلورية، ولم تأت بنتائج ملموسة، ولا حتى حققت الحد الأدنى الذي كان يتوقعه منها بعض المتفائلين». ورأى أنّ التضخيم المتعمّد والتكريم الذي حظي به عون «تعويض عن مضمون الزيارة الفارغ، وعن نتائجها العملية الهزيلة، لا بل المعدومة».

التيّار الوطني: تحريف لكلام عون

أصدر التيار الوطني الحر بياناً استنكر فيه فراغ «بعض سياسيي الغالبية الوهمية، وبعض وسائل إعلامها حين لم يجدوا أي موقف لعون يمكن انتقاده، فألّفت غرفتهم السياسية الإعلامية السوداء كذبة، عممتها وسوقتها وتاجرت بها». وأوضح التيار أن حواب عون عن سؤال عما إذا يمكن اعتبار الاستقبال السوري الحار بمثابة اعتذار سوري، أتى «هل اعتذر اللبنانيون الموجودون في بيروت الذين كانوا شركاء مرحلة معينة مع من كانوا مسؤولين في حينه عن الوضع اللبناني، هل اعتذروا من اللبنانيين كلبنانيين؟ أم ما زالوا مستمرين في ضربنا؟ الذي حدث هو تكريم لا اعتذار، ويجب أن يبدأ اللبنانيون في بيروت بالاعتذار أولاً لنستطيع إلزام الشام الاعتذار».

من جهته، شدّد نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، على تاريخية الزيارة «التي تفتح الأبواب لإلغاء الحواجز المصطنعة بين الشعبين اللبناني والسوري». ورأى أنّ عون فعل ما لم يجرؤ الكثيرون عليه، «على الأقل هناك الكثيرون ممن ذهبوا إلى دمشق سرَّاقاً وطالبين للمواقع، أما هو، فذهب ندّاً ليُعطي ويأخذ».

كما سجّلت يوم أمس ثلاثة مواقف داعمة للزيارة، منها بيان صادر عن اللقاء الوطني المسيحي الذي استغرب الحملة المبرمجة «في بعض وسائل الإعلام التي لا تبغي إلا الحرتقة والهجوم».

وأشادت «الأحزاب والقوى الوطنية» بالزيارة، مؤكدة «أنها تسهم إلى حد كبير في تعزيز الروابط الأخوية بين البلدين الشقيقين، مهما حاول بعض المتضررين في لبنان عرقلتها». ورأى حزب «الوعد» أن «ما يقوم به اليوم الزعيم المسيحي الأول على مستوى التمثيل الشعبي والنيابي، والتأييد الذي يلقاه من غالبية المسيحيين، يعطي مؤسس حزبنا الشهيد ايلي حبيقة جزءاً من حق على صوابية خياراته الوطنية والسياسية في الاتفاق الثلاثي عام 1985».