
مشاركة:
لا يبخل مقرب من شخصية أساسية في فريق الرابع عشر من آذار في كشف بعض «المستور» داخل الفريق الأكثري.
فهذا الفريق، وفق قول الشخصية المذكورة، لم يعد يقوى على «لملمة صفوفه والالتزام بموقف سياسي موحد، ولا سيما أن التنافس الداخلي حول المرشحين المحتملين في أكثر من دائرة انتخابية يفعل فعله وسيزيد حدة الخلافات التي ستبدأ بالبروز كلما اقترب قطار الانتخابات من انطلاقه».
وهذه الشخصية، التي تدرس إمكان تشكيل لائحة ثالثة في دائرة زحلة والبقاع الأوسط إذا لم تنجح قوى 14 آذار في ترتيب بيتها الداخلي في البقاع، تعطي أمثلة على الخلاف داخل الفريق الأكثري: فتيار المستقبل «يتخوف من إقدام حليفه، النائب جنبلاط، على عقد تفاهمات انتخابية مع حزب الله وحركة أمل في أكثر من دائرة، وتحديداً في دائرتي بعبدا والبقاع الغربي
وراشيا».
ويضيف أن هنالك «هواجس متنوعة تقلق النائب سعد الحريري من إمكان التزام جنبلاط بمطالب للمعارضة في بعض الدوائر التي له كلمة فيها وتحديداً في البقاع الغربي وراشيا، حيث بدأت تتسرب معلومات تقول إن رئيس اللقاء الديموقراطي يتجه للتخلي عن المقعد الدرزي في راشيا لمصلحة النائب السابق فيصل الداوود وترشيح الوزير وائل أبو فاعور في بيروت، مما يعتبر ضربة قاسية للمستقبل الذي يرى دائرة البقاع الغربي وراشيا أحد معاقله ولا يستطيع التفريط بأي مقعد فيها لمصلحة المعارضة».
وتوضح هذه الشخصية المقربة من مسؤول أكثري كبير أن «احتمال موافقة جنبلاط على إعادة المقعد النيابي لآل الداوود سيؤثر في وضع مرشحي المستقبل في المنطقة، وهذا ما يتخوف منه النائب الحريري الذي لن يسمح بأي اهتزاز سياسي يعرّضه للخسارة في البقاع الغربي مهما كلفه الثمن، وقد يقدم على ترشيح شخصية درزية إذا قرر جنبلاط عدم خوض الانتخابات في هذه الدائرة الحساسة جداً لآل الحريري».
ويتابع أن الخلافات داخل قوى 14 آذار «ليست فقط في البقاع الغربي وراشيا، بل إن ما نلحظه من توتر خفي في دائرة زحلة ينذر بانقسام علني، فحزب الكتائب قرر ترشيح وزيره إيلي ماروني من دون استشارة تيار المستقبل، الأمر الذي رفع حدة الخلاف الضمني بينهما، فاضطر ماروني إلى الإعلان أن حزبه لم يعلن رسمياً بعد أسماء مرشحيه في لبنان، وأن ترشيحاته ستكون بالتنسيق
مع كل قوى 14 آذار.
وهذا الكلام يدل بوضوح على إمكان إقدام الكتائب على سحب ترشيح ماروني نزولاً عند موجبات المعركة الكبرى التي يراهن المستقبل على الفوز بها في دائرة زحلة، أو على الأقل خرق لائحة التيار العوني بمقعدين على الأقل».
ويكشف أن تيار المستقبل «يحبذ عدم ترشيح شخصيات حزبية في دائرة زحلة، وقد لقي تجاوب القوات اللبنانية وحزب الأحرار، إضافة إلى أن شخصيات زحلاوية لها شعبيتها في الشارع المسيحي تفضل عدم ترشيح 14 آذار لحزبيين، وهذه الفكرة التي يدعمها المستقبل مع القوات ستؤدي إلى نشوب خلافات لا تحمد عقباها مع الكتائب التي تدرس جدياً مصير مرشحها الوزير ماروني ومدى الخسارة والربح في حال الاستمرار في ترشحه أو عدمه. وهو قلق من إمكان ترشيح التيار الوطني الحر أو دعمه ترشيح رئيس الكتائب السابق كريم بقرادوني عن المقعد الأرمني في
زحلة». ويضيف أن «تيار المستقبل يعرف أن الخسارة واقعة لا محالة إذا أصرت الكتائب على ترشيح ماروني، وبالتالي فإن خسارة الكتائب إذا رشح بقرادوني ستكون مضاعفة، وهذا ما لا تريده حتى لو اقتضى الأمر انزعاج تيار المستقبل وشخصيات زحلة
المستقلة».
وتضيف هذه الشخصية البقاعية أن دراسة تيار المستقبل «تؤكد فوزه في انتخابات دائرة زحلة إذا أبعد المرشحين الحزبيين ودعم مرشحين لهم نفوذ عائلي ـــــ سياسي محلي ويدورون في فلك 14 آذار، فالجميع هنا يعلم أن نسبة المستقلين، أو الصوت المتردد، في الوسط المسيحي كبيرة جداً، وبالتالي لا بد من التعالي على الأنانية وتوفير كل مستلزمات النجاح في الانتخابات المقبلة».