زيارة تاريخية بامتياز وخيبات مقابلة

مشاركة:

اليومُ الاولُ من زيارةِ العماد ميشال عون الى سوريا كانَ تاريخياً بامتياز.

الحفاوةُ الرسميةُ التي خصَّه بها الرئيسُ بشار الاسد، او الشعبيةُ التي خصَّهُ بها المواطنونَ السوريونَ خلالَ جولتِه في مدينةِ الشام، اَغنت عن الكلامِ في المشاعرِ والادبيات، واَخذَت الحدثَ مباشرةً الى مكانِه الضروري، تحليلاً وتوقعاً للنتائجِ المستقبلية.

فالصفحةُ الجديدةُ فَتحت البابَ امامَ مسارٍ جديدٍ من العلاقةِ ليسَ اللبنانيةِ السوريةِ فحسبُ، بل السوريةِ المسيحيةِ التي طالما اتسمت بالخصومةِ وليس العِداءِ كما صوَّبَ الجنرال اكثرَ من مرة، وهو الذي يَليقُ بهِ أن يُغلقَ ابواباً في التاريخِ ويفتحَ اخرى في المستقبل، ما دامَ انه قرنَ القولَ بالفعل: سواءٌ عندما كان خصماً شريفاً او محاوراً شريفاً.

النتائجُ كبيرة، سواءٌ في الملفاتِ التي تخصُ اللبنانيينَ والتي بُحثت بعمقٍ واستفاضة، ويُتوقعُ ان تَظهرَ قريباً على الارض، او في الاستراتيجياتِ التي تَعني فيما تعنيهِ انَ هذا المسارَ الجديدَ المتشكلَ في المنطقةِ ينتقلُ من انتصارٍ الى آخر، مُقصياً اولئكَ الذي حاولوا تغييرَ وجهِ الشرقِ الاوسطِ بحروبِهم العسكريةِ او السياسية، ولم يَحصدوا الا الخيبة.

فدمشقُ اليومَ حجرُ الرَّحَى في السياساتِ الاقليمية، وهو ما يُترجمُ تفعيلاً للتعاونِ الامني السوري الغربي عموماً وخصوصاً الفرنسي، او عودةً للعلاقاتِ الديبلوماسيةِ الى مَجاريها، وفي سياقِها تبادلُ السفاراتِ بينَ بيروتَ ودمشقَ قريباً، ما يعني انَ الخياراتِ التي يأخذُ اليها العماد عون جمهورَه المسيحيَ والوطني، تكونُ نحوَ مزيدٍ من الحصانةِ والحمايةِ في عالمٍ متقلبٍ يبحثُ فيه الكبارُ عن مصالحهم ويَرمُونَ الاخرينَ في منتصفِ الطريقِ كما فعلَ الاميركيونَ والفرنسيونَ معَ 14 آذار التي لاذت بالصمتِ اليومَ وبالحسرةِ وهي تشاهدُ مظاهرَ الاستقبالِ السوري المميز.

لكنَ خيبةَ الاملِ لهؤلاءِ لم تقِف هنا فحسب. بل جاءتهم من المحققِ الدولي دانيال بالمار الذي اصدرَ تقريرَه النهائيَ التقنيَ الذي صوَّبَ بعضَ الامورِ التي لا تُرضي من روَّجوا اشاعاتٍ عن اسماءٍ ومتهمينَ، فما كانَ من الرجلِ الا ان اشادَ بالتعاونِ السوري ونفضَ يدَه نهائياً من قضيةِ الضباطِ الاربعة.