
مشاركة:
واصل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لقاءاته في قطر، امس، حيث التقى أمير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في قصر الضيافة في الدوحة،
بحضور رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، ونائب رئيس الوزراء وزير النفط والصناعة عبد الله العطية، وجرى بحث على مدى ساعة في أوضاع لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
واكد امير الدولة خلال اللقاء »استمرار بلاده في دعم لبنان على مختلف الأصعدة، وعلى وجه الخصوص في مشاريع سبق أن طرحت وتهم البلدين«.
جاء اللقاء، عقب مأدبة غداء أقامها أمير قطر بحضور الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس جمهورية تنزانيا، ورئيس جمهورية جزر القمر، والرئيس السنيورة وعقيلته السيدة هدى، كما حضرت عقيلة الأمير القطري الشيخة موزة وكريمتهما، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وعقيلته، ونائب رئيس الوزراء القطري عبد الله العطية وعقيلته.
وكان الرئيس السنيورة قد التقى نظيره القطري الشيخ حمد في فندق »شيراتون« الدوحة، بحضور مدير مكتب رئيس الوزراء عبد الله عيد السليطي، فيما حضر عن الجانب اللبناني الوفد المرافق الذي ضم الوزراء: نسيب لحود، تمام سلام وريمون عودة والسفير اللبناني في الدوحة حسن سعد والمستشارة رولا نور الدين، وجرى البحث في الأوضاع المحيطة بلبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى سبل تفعيل التعاون على شتى الصعد.
بعد ذلك عُقد اجتماع ثنائي بين الرئيس السنيورة ونظيره القطري تمحور حول الأوضاع القائمة في لبنان.
بعد اللقاء قال السنيورة: كانت مناسبة طيبة للتشاور في كثير من الأمور والقضايا التي تهم لبنان وقطر والعلاقات الثنائية، بالإضافة إلى الأوضاع العربية والدولية، كذلك بحثنا الدور الهام الذي لعبته دولة قطر ولا سيما رئيس مجلس الوزراء القطري بإشراف من أمير البلاد، للتوصل إلى الاتفاق الذي وقع في قطر، والذي نسير نحن الآن على هداه في لبنان، كما تطرقنا إلى العديد من المواضيع التي يمكن لقطر أن تساعد لبنان بشأنها، على النسق الذي كنا قد تباحثنا به في الماضي.
سئل: هل يشمل ذلك موضوع مد لبنان بالنفط والغاز؟
أجاب: هناك عدد من المواضيع منها البنى التحتية أو مشاريع يمكن أن يكون لها مردود اقتصادي واجتماعي في لبنان، بناء على قواعد تجارية يمكن أن تساهم فيها قطر.
كذلك التقى السنيورة وزير النفط والصناعة القطري عبد الله العطية في مقر شركة »قطر للبترول«، بحضور الوفد اللبناني المرافق، ووزير الدولة القطري لشؤون الطاقة والصناعة الدكتور محمد بن صالح السادة، ومدير مكتب العطية عبد العزيز بن أحمد المالكي. وتركز البحث حول الأوضاع المحيطة بلبنان والمنطقة والتعاون الثنائي بين بيروت والدوحة ولا سيما في الشؤون الاقتصادية.
وفي مقر إقامته في فندق »لا سيغال« في الدوحة، استقبل الرئيس السنيورة وزير الدولة للشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي، في حضور الوزراء لحود وسلام وعودة والسفير سعد والمستشارة نور الدين، وكان بحث في الأوضاع العامة المحيطة بلبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية.
بعد الاجتماع اشار السنيورة الى انه التقى الرئيس الجزائري بوتفليقة عند امير قطر »حيث استعرضنا هموم وشجون الكثير من العلاقات الثنائية والقضايا العربية، وتطرقنا الى كيفية تعزيز العلاقات على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية، وكانت مناسبة أن أستقبل وزير الخارجية الجزائري وتابعنا ما جرى بحثه مع الرئيس بوتفليقة وكيف ان هناك امكانات كثيرة من اجل زيادة حجم العلاقات الاقتصادية والتعاون التجاري بين البلدين، وإفساح المجال امام الاستثمارات اللبنانية في الجزائر، والجزائرية في لبنان، وأيضا بما يمكن لبنان ان يتعاون فيه مع الاخوة في الجزائر في العديد من القطاعات الاقتصادية التي تؤدي الى منفعة مشتركة، وقد لمست الآن من وزير الخارجية انه التقى مع الرئيس بوتفليقة الذي حمله توجيهاته من اجل السير قدما للإعداد لزيارة نستطيع إن شاء الله ان نقوم بها الى الجزائر، وهذا امر نعتز به من اجل ان نفتح مجالات عديدة من التعاون سواء في امور صناعية او زراعية او خدماتية، وللبنانيين باع طويل في هذا الشأن ويمكن ان يتم هذا التعاون. انا انظر الى المرحلة المقبلة بكثير من الامل مع الاحساس الدائم بالتحدي وهو كيف يمكن ان نترجم هذه النوايا والاهتمام الذي باركه الرئيس بوتفليقة الى عمل مشترك بين البلدين.
ورداً على سؤال قال: الجزائر بلد كبير وطاقاته كبيرة، وهو ككل البلدان العربية التي مرت بظروف وتحديات امنية ومشاكل اقتضتها ظروف إقليمية وأحيانا داخلية، وبالتالي يجب ان ننظر الى الوراء فقط من زاوية الاستفادة واستخلاص الدروس التي نستفيد منها وان لا نقع بها مرة ثانية من جهة، وان لا نقع بمثلها او بغيرها ايضا، ونحاول ان نوجه طاقاتنا وجهودنا من اجل خدمة مواطنينا. ان العالم كله يشهد تطورات هائلة وبالغة التأثير على أكثر من صعيد وهذا يجب ان يكون حافزا لنا للعودة الى التعاون في ما بيننا. هناك امكانات كبيرة للتكامل بين اقتصاداتنا، وعندما نتكلم عما يجمعنا هناك الكثير، ولكن اذا لم نستطع ان نترجم هذا التعاون وهذا التاريخ الماضي الكبير الذي يجمعنا والقواسم المشتركة الكبرى التي تجمعنا على مدى قرون وقرون، اذا لم نستطع ان نترجمها في تعاون اقتصادي ستبقى هذه الامور كالاحلام والنظريات.