
مشاركة:
تسير فاطمة قيس «قبل شروق شمس كل يوم مسافة 3 كيلومترات من أجل تنفيس قسطل المياه بالقرب من الخزان الرئيسي» لكي تتمكن من تعبئة برميل مياه تستخدمه هي وأولادها.
فمشروع جرّ مياه الشفة إلى نحلة الذي بدأ منذ 10 سنوات، يبدو أنه كما يقول الإعلان «يدوم ويدوم ويدوم». هكذا، يجب على فاطمة قيس، إضافةً إلى مسيرة 3 كيلومترات، أن تشتري مياه الشفة أيضاً، ما يجعلها في وضع «لا يُحتمَل» مادياً هذه المرة، لأنها تعيش في الأصل مع أطفالها الخمسة الأيتام على الكفاف.
أما محمد يحفوفي الذي بنى منزلاً في الحي الجديد من نحلة، فقد اشترى أنابيب بلاستيكية لمسافة تزيد على 5 كيلومترات لتوفير المياه، ولكن النتيجة لم تكن كما اشتهى. إذ تبين أن كمية المياه المُستجَرة لا تملك من قوة الاندفاع ما يجعلها «تسير» كل هذه المسافة. ويقول لـ«الأخبار»: «اشتريت الأنابيب البلاستيكية بنحو ألفي دولار، لكن كل ذلك ذهب هباء. فالمياه خفيفة، والحال أشبه بالفوضى المطلقة. فمعظم سكان البلدة لجأوا إلى هذا الحل، وبتنا اليوم بحاجة إلى نهر كبير لتعبئة هذه الأنابيب، فكيف ونبع الشاغور الذي يغذي البلدة قد شحت مياهه؟». ويؤكد صالح عباس أن هناك أكثر من أربعمائة أنبوب بلاستيكي موصولة بالشبكة بالقرب من خزان المياه القديم، حيث لجأ الأهالي لإمرارها على أعمدة الكهرباء حتى لا يحفروا الطرقات، ويضيف: «كنا نلجأ إلى البلدية للمساعدة في حل مشكلة انقطاع المياه، أما اليوم فالبلدية حُلَّت منذ عام 2004، حيث فشل المجلس في انتخاب رئيس طوال عام، فحُلَّ قانونياً».
وأسباب هذه «الفوضى» هي اهتراء أجزاء من شبكة المياه القديمة التي مُدِّدَت في الخمسينيات، فلُزِّم مجلس الإنماء والإعمار المشروع الجديد عام 1998، وهو يشتمل على بناء خزان كبير لتجميع المياه وأنابيب ضخ رئيسية. وخلال التنفيذ قُضي على ما بقي من الشبكة القديمة، بالإضافة إلى أن هذا المشروع لم يشتمل على الوصلات المنزلية، ما استدعى إقامة مشروع جديد للوصلات بتلزيم جديد». لكن على الرغم من مرور 4 سنوات على بدء تنفيذ هذه الوصلات، إلا أن المتعهد لم ينهها رغم مرور سنة على انقضاء المهلة القانونية المعطاة. ويقول مختار نحلة، علي حويشان يزبك، إن كل المراجعات مع الشركة المتعهدة لم تُجدِ. فقد تُرك العمل ناقصاً في معظم أحياء القرية، مثل عدد من الطرقات التي تركت محفّرة والريغارات المفتوحة. أما مجلس الإنماء والإعمار الذي يشرف على المشروع، فقد صم آذانه عن سماع شكوى الناس.
وأضاف: «راجعنا أحد مراقبي المشروع، فقال إن معظم تجهيزات المشروع موجودة في مستودع، والمتعهد لا يستطيع إكمال المشروع، لأنه يعاني أزمة مالية، فهل هذا معقول؟».
وعن دور مؤسسة مياه البقاع، يؤكد مختار نحلة أنها تقوم بصيانة النبع الرئيسي، فقط لأنه لا شبكة داخل البلدة لتقوم بصيانتها، وهي تنتظر استكمال المشروع الجديد لتتسلمه من مجلس الإنماء والإعمار.