موسـم الحمضيـات فـي الجنـوب ينطلـق متعثـراً: المزارعـون يشكـون الحمايـة وتأميـن الأسـواق

مشاركة:

تتكدس في اسواق الجملة في مدينة صور، كميات كبيرة من منتجات الحمضيات على اختلاف انواعها.

يعيد المزارعون »والضمانون« وتجار الجملة اسباب التردي الحاصل مع بداية الموسم الى سلسلة من الأسباب في مقدمها »اسطوانة« التصدير الى الخارج. ولا يخفي هؤلاء قلقهم المتزايد من استمرار ارتفاع الكلفة وغياب الدولة عن ابسط التقديمات المتمثلة بتأمين الاسواق الخارجية للانتاج الذي يتعدى سنويا ثلاثمئة الف طن. يحتاج منها السوق اللبناني اقل من ٢٥ بالمئة.

ويصف المزارع سميح بدوي بداية موسم الحمضيات لهذا العام بالسيء جدا.

يقول: ان انطلاقة الموسم غير مشجعة لناحية تدني الاسعار التي لا تساوي ثلثي الكلفة حتى الآن.

يضيف بدوي الذي يعمل في »ضمان« اكثر من ثلاثمئة دونم في سهل صور مزروعة بالحمضيات ان غالبية المزارعين اقدموا على ضمان الصندوق باثنتي عشرة الف ليرة، فيما هو يباع في عز الموسم بثمانية آلاف ليرة، وهذا الأمر غير طبيعي ويؤدي بالمزارعين الى الحضيض.

ويذكر بدوي بالكلفة الباهظة للإنتاج والمتمثلة بارتفاع اسعار الادوية والاسمدة والمحروقات وحتى اليد العاملة واجور النقل والعمولة.

وهو يعلل اسباب تدني الاسعار وتكدس الانتاج ولا سيما »الكلمنتين« الى غياب التصدير وحاجة المزارعين الملحة لقطاف الإنتاج الذي اصيب بمشاكل ناتجة عن تأخر سقوط الامطار.

بدوره، يشير المزارع عمر عبدالعال إلى مشكلات التصدير وكلفة الانتاج وغياب الرعاية المطلوبة من الدولة. وعبد العال يعمل في»استئجار« وضمان بساتين الحمضيات منذ اكثر من اربعين عاماً.

ويلفت عبد العال الذي يبدو اكثر تفاؤلا من زميله الى ان الاسعار مقبولة، ولكنها غير كافية لتخطي كلفة وبدل الضمان، مضيفاً أن »هناك مشكلة جديدة هذا الموسم وهي اجتياح مرض ما يعرف »بالشحبارة« الناتج عن تأخر سقوط الأمطار وحاجة الثمار الى رشّ الأدوية لمكافحة المرض ما يرفع من الكلفة.

ويعتبر عبد العال ان كلمة الفصل بالنسبة لتعديل الأسعار يرتبط بشكل اساسي بتأمين اسواق لتصدير الانتاج الذي لا يستوعبه السوق المحلي.

أما علي ضاهر، وهو مزارع وصاحب مركز للبيع بالجملة في سوق صور، فيربط عملية ارتفاع وتدني الاسعار بمبدأ العرض والطلب. يقول: »إن ازمة الموسم الحالي والذي لا يزال في بدايته تتمحور عند موضوع تصدير الانتاج الذي يغرق حاليا الاسواق ولا يجد متنفساً في الخارج«.

ويمضي شارحا: »اقدمنا على »ضمان« صندوق الحمضيات »كلمنتين ابو صرة«وغيرهما ما بين عشرة الى اثنتي عشرة الف ليرة، ولكن المفارقة ان الصندوق يباع بثمانية آلاف ليرة وهي قيمة متدنية وتوقع المزارعين بالخسارة الكبيرة«.

ويلفت رئيس تجمع مزارعي الجنوب هاني صفي الدين لـ»السفير« إلى ان المزارعين يتعرضون لشتى انواع الضغوط بدء من ارتفاع كلفة الإنتاج وغياب الدولة الحاضنة وصولاً الى المنافسة للإنتاج اللبناني عربيا وأحياناً محلياً.

يضيف: »هناك منافسة واضحة للإنتاج اللبناني الذي تترتب عليه كلفة مرتفعة جـــداً غير موجـودة في الدول المنتجة للحمضيات مثل مصر وسوريا وتركيا والمغرب حالياً«.

وهو يعتبر أن تدني الاسعار وتكدس انتاج المزارعين ناتجين عن تزامن حلول موسم الحمضيات ـ وتحديداً أنواع الكلمنتين والأبو صرة والحامض ـ في الدول المذكورة مع الموسم اللبناني والتي بات العديد منها يصدر انتاجه الى دول الخليج التي تعتبر احد الاسواق الرئيسية لإنتاج حمضيات الجنوب اللبناني.

وذكّر صفي الدين بضرورة تحمل الدولة مسؤولياتها تجاه المزارعين لتمكينهم من الصمود في أرضهم عبر دعم الصادرات وتأمين الاسواق الخارجية بالحد الادنى وايضاً التعويض عمّا اصابهم خلال عدوان تموز .٢٠٠٦