
مشاركة:
اللغة الخشبية لقوى الرابع عشر من آذار والتي عادت تلوّح بها مجددا لا تعدو كونها لغة أكل عليها الدهر وشرب كونها تأتي خارج سياق اللحظة السياسية المناسبة ،
وخارج إطار المرحلة الجديدة فيما يمكن وضعها في خانة الاستثمار السياسي الخاسر سلفا ، فالعناد والمكابرة لم تعد تجدي نفعا والمرحلة باتت تقتضي كلام من نوع آخر وإعادة تقويم المسار السياسي لهذا الفريق في ظل المستجدات الحاصلة ، فضلا عن ضرورة امتلاك الجرأة بالاعتراف بفشل الخيارات والرهانات التي انتهجها هذا الفريق عبر تعويله على الإدارات الخارجية ولا سيما الأميركية منها ، بدلا من استعادة خطابه السياسي الممجوج والقائم بكل عناصره على التخويف والتهويل على اللبنانيين ، لتحقيق مكاسب انتخابية بحتة .
ففيما من المتعارف عليه في كل الدول العالم ان الانتخابات تجري عادة على أسس وبرامج إصلاحية وتغييرية لمستقبل البلاد على مختلف الصعد ، وان الخطاب الانتخابي يكون مبنيا عادة على طمأنة الشعوب ببناء مستقبل أفضل ، فان المفارقة العجيبة الغريبة في لبنان هي ان الخطاب الانتخابي لقوى الموالاة يبقى أسير ماض هم صناعه وكذب هم اختلقوه وظلوا يكرورنه حتى صدقوه ظنا منهم ان الناس ستبقى تصدق كذبهم الى ما لا نهاية ، فيما خطابهم السياسي والانتخابي لا يعدو ان يقوم على التخويف والتهويل ، على أربعة محارو :
أولا – التخويف من عودة الاغتيالات التي يتنبأ بها بعض قيادي قوى الموالاة من حين لآخر. والتي كان آخرها تكرار رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع أمس تبشيره بإقبال لبنان على موجة تصعيدية جديدة متوقعا أن تشهد اغتيال أعضاء من المجلس النيابي حسب رأيه .
ثانيا – التخويف من عودة سوريا إلى لبنان إذا خسرت قوى الموالاة الانتخابات .
ثالثا – التخويف من سلاح المقاومة والتهويل باستخدامه في الانتخابات حينا او ربطه بالفيدرالية والتقسيم حينا آخر .
رابعا – التخويف بالمحكمة الدولية عبر الإعلان عن بداية عملها في آذار كجزء من عدة المعركة الانتخابية ، وهو ما عبر عنه أمس بشكل سافر ودونما خجل عضو كتلة المستقبل النيابية النائب احمد فتوح الذي اعتبر خلال افتتاح مركز صحي في بلدة عرسال ان الانتخابات النيابية والمحكمة الدولية متلازمتان. مضيفا ان المحكمة الدولية سارية وستبدأ وبسرعة لتكشف عن مرتكبي هذه الجريمة البشعة.
وعلى قاعدة المثل القائل خذوا أسرارهم من صغارهم فلا شيء ربما قد يردع هذا الفريق من اللجوء إلى الاستنجاد بمجلس الأمن إذا ما تأكدت خسارته الحتمية في الانتخابات النيابية القادمة .
من ناحية أخرى فان الطامحون للسلطة في دول العالم عادة ما يتعهدون لناخبيهم بتأمين فرص العمل وتحقيق الرخاء المعيشي والاقتصادي للناس وتطبيق العدالة والكفاءة والجدارة وغيرها من العناوين ، أما في لبنان فان الديمقراطية والديماغوجية وجهان لعملة واحدة للاستيلاء على الحكم ، حيث تلجأ قوى الموالاة إلى القرصنة وشراء أصوات وضمائر الناخبين بالمال السياسي عبر مجموعة من السماسرة والتجار ، وهي التي استلمت الحكم مدة اربعة اعوام لم تنجز فيها اي مشروع ولم تقدم أي خدمة او حق للمواطنين وحينما طولبت كانت تذرف دموع التماسيح ، فامعنت وامعنت بتجويع الشعب على مدى الاعوام الاربعة تمهيدا لابتلاع السلطة واخضاعهم في الانتخابات القادمة ، حتى ليظن البعض منا ان الانتخابات تحولت الى محطة او سوق تجري فيها المزايدات على أسعار أصوات وضمائر الناخبين دون وجود لمن يحاسب او من يراقب .