
مشاركة:
قائد الجيش في دمشق وقد يليه وزير الدفاع. كذلك يستعد العماد عون لزيارتها في اليومين المقبلين، دون تحديد موعد أكيد «لأسباب أمنية».
أمّا داخلياً، فقد ردّ حزب الله على الكتائب متهماً إياه بالتطرّف واستعادة لغة الحرب التي أجّجت الجامعات ووتّرت الأجواء، فيما رأى سجعان قزي أن سلاح الحزب «أضعف المناعة اللبنانية»
غادر أمس رئيس الوزراء البلجيكي إيف لوتارم بيروت متوجهاً إلى أثينا، بعد زيارة استغرقت يومين التقى خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين، وزار مدينة جبيل في جولة سياحية أهداه خلالها رئيس البلدية جوزيف الشامي «سمكة متحجرة يناهز عمرها أكثر من مئة مليون سنة». كذلك تفقد لوتارم قوات بلاده العاملة في الجنوب ضمن «اليونيفيل»، والتي أعلن تمديد مهمتها طيلة عام 2009، وكان في استقباله ممثل رئيس مجلس النواب النائب علي بزي.
وكان لوتارم قد التقى السبت رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا، حيث أكد له «دعم حكومته للطريقة التي يقود بها الأمور بالنمط الوفاقي في لبنان على كل المستويات». كذلك زار رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، وعقد اجتماعاً موسعاً مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السرايا الحكومية، تبعه مؤتمر صحافي مشترك، شدد فيه المسؤول البلجيكي على «أهمية إعادة إطلاق الحوار الوطني وإجراء الانتخابات النيابية».
وأمس توجه السنيورة إلى قطر في زيارة تستمر يومين، يشارك خلالها في مؤتمر المتابعة الدولي لتمويل التنمية، حيث التقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يشارك في المؤتمر، وأجرى معه مباحثات على مدى ساعة، شملت المحكمة الدولية وملفي مزارع شبعا والانسحاب من الجزء الشرقي للغجر. وأعلن بان أن «المحكمة باتت على السكة، من أجل الانطلاق عملياً في الأول من آذار من عام 2009». وإذ أمل «أن يصدّق مجلس الأمن على هذه الخطة»، رأى أن «هذا سيكون خطوة نحو زخم قوي لمرحلة انتقالية، تبدأ مطلع كانون الثاني من عام 2009، ينتقل خلالها فريق عمل لجنة التحقيق الدولية تدريجاً إلى لاهاي، وهذا يؤكد أنه لن يكون هناك أي توقف لعمل لجنة التحقيق»، شاكراً «الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، على دعمها المادي السخي لانطلاق عمل المحكمة». من جهته، أكد السنيورة «أن هناك خطوات تجري لكي يتحول المحقق الدولي إلى وظيفته مدعياً عاماً في ذلك الوقت. ونحن نرحب كثيراً بهذا الأمر وليس لدينا فيه أي مانع، بل على العكس نعتبرها خطوة هامة على طريق بدء عمل هذه المحكمة، وأن يتوقف لبنان عن أن يكون بلداً تُرتكب فيه الجرائم ولا يحصل فيه مرتكب هذه الجرائم على العقاب الذي يستحق». ودعا على صعيد آخر «الدول المعنية» إلى تقديم «الخرائط والمعلومات المتعلقة بشأن مزارع شبعا، حتى يصار إلى تحديدها وترسيمها. وكلنا يعلم أن الترسيم لا يحتاج إلى النزول إلى الأرض، بل إلى عمل على الخرائط». أما عن الجزء الشمالي من الغجر فأكد التنسيق مع المنظمة الدولية لتحقيق هذا الأمر.
كذلك التقى السنيورة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي شكر للسنيورة «قرار الحكومة اللبنانية فتح سفارة لدولة فلسطين في لبنان»، مشدداً على «أن الفلسطينيين في لبنان ضيوف مؤقتون في هذا البلد، وعليهم أن ينصاعوا للقانون اللبناني وأن يلتزموا به في كل مجالات الحياة، بما في ذلك موضوع السلاح. نحن بإمرة الحكومة اللبنانية وما تقوله نلتزم به، ولا نقبل بأن تكون هناك بؤر بعيدة عن سيادة الدولة اللبنانية على أراضيها».
ثم اجتمع السنيورة برئيس الحكومة المغربية عباس الفاسي الفهري، وزار متحف الفن الإسلامي، ترافقه عقيلته.
إلى ذلك، وبينما يستعد رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون لزيارة دمشق وكذلك وزير الدفاع الياس المر، قصدها السبت قائد الجيش العماد جان قهوجي على رأس وفد عسكري من كبار ضباط القيادة، حيث استقبله الرئيس السوري بشار الأسد «في زيارة تعارف»، فأشاد « بدور الجيش اللبناني في تحصين أمن لبنان واستقراره، رغم كل ما تعرّض له من استهداف ومحاولات للنيل من هذه المؤسسة التي تشكل الضامن الأقوى لوحدة اللبنانيين وتماسكهم». من جهته شكر قهوجي للأسد «وقوف سوريا الدائم والصادق إلى جانب الجيش ودعمها له»، مؤكداً أنه «سيظل عنصر القوة الأساس في مواجهة المخططات المشبوهة التي تستهدف وحدة لبنان واستقراره».
كذلك التقى قهوجي رئيس هيئة الأركان العامة للجيش والقوات المسلحة السورية العماد علي حبيب، ووزير الدفاع العماد حسن توركماني.
وداخلياً تصاعد السجال بين حزب الله وحزب الكتائب إذ ردت التعبئة التربوية في حزب الله «بعد تريّث» على «أكاذيب وتخيّلات الكتائب»، عما أثير عن «التفاف الحزب على الأشرفية من اليسوعية»، موضحة أنها تتفهم «ظروفه وحاجته الماسة إلى خطاب يثبت فيه ذاته أمام حلفائه (ولا سيما المسيحيين) قبل أخصامه، إلا أن ما لم نفهمه فعلاً هو استحضاره لكل أدبيات الحرب الغابرة ومفردات التقسيم ورفض الشريك الآخر، واختلاق الأكاذيب بغية استجداء صوت أو استثارة عطف محايد وهذا ما يؤكد حقيقة المأزق». وأضاف بيان التعبئة مخاطباً الكتائبيين: «اخرجوا من أحقاد الماضي ومن عقدكم. واعلموا أن ما نسجناه مع أهلنا وإخوتنا على امتداد الوطن وطوائفه هو أشد وأمتن».
وحمّل الحزب خطاب الرئيس أمين الجميّل في ذكرى تأسيس الكتائب مسؤولية الأحداث التي وقعت في الجامعات في المدة الأخيرة من خلال «تحريض الشارع وتجييشه ضد المقاومة وحزب الله بالتحديد، ما عكس توتراً في مختلف الجامعات، ليستكمل الطلاب ما بدأه زعيمهم، فتتالت الخطابات والاستفزازات والبيانات المسيئة للمقاومة وجمهورها وتصاعدت شعارات التنابذ ورفض الشريك الآخر وعدنا نسمع «انتبهوا إنكم في الشرقية لا في الغربية». وختم بالقول «لكل المتطرفين لأية طائفة انتموا: لن يكون مستقبلكم أفضل من حاضركم».
في المقابل، رد حزب الكتائب على البيان، معتبراً أنه تضمّن «كالعادة سلسلة من افتراءاته التي بات يوزّعها على من يطالب باسترجاع وطنه، وما حصل في الجامعات لا يحتمل تريّثاً، فهو نموذج عما يدور في الوطن في غفلة عمن اهتماماته في الخارج». وإذ استغرب حديث الحزب عن اتهام الجميّل باستعادة لغة الحرب والتقسيم والتعصّب في خطابه، رأى أنه «إن كانوا قرأوا الخطاب ولم يفهموه، فهذه مصيبة. وإن فهموه و(استمروا) في اتهاماتهم، فهذه مصيبة أكبر، لا بل مؤامرة». واتهم حزب الله بتمزيق صور الوزير الراحل بيار الجميّل في بعض الجامعات، معتبراً «أن وضع الكلام الحق في سلة الخطب الانتخابية إنما هو من شيم من يخونون شركاءهم في الوطن ويوجهون إليهم تهم العمالة والتبعية، ومن ثم يستجدون الحوار والتهدئة في سبيل إمرار مخططاتهم الخارجية».
ودافع منسق اللجنة المركزية في الكتائب سامي الجميّل عن خطاب والده، معتبراً أنه وضع «النقاط على الحروف والإصبع على الجرح وحمل الكتائب من جديد مصير لبنان ومستقبله، ونعده ككتائبيين بأن نكون على مستوى هذه المسؤولية لأن سيادة لبنان وتأسيس الدولة اللبنانية كانتا دائماً في عهدتنا، والمطلوب منا في هذا الوقت إعادة تأسيس الدولة اللبنانية كما أعدنا تأسيس حزب الكتائب». وأضاف: «إذا كان البعض يختبئ وراء مصالح انتخابية أو غيرها، فنحن نعد اللبنانيين والمسيحيين أنه مهما كانت مصالحنا الانتخابية والحزبية فلن نحيد عن مبادئنا وثوابتنا وسنبقى نعلن الحقيقة اليوم وغداً وبعده».
وقال المستشار السياسي للجميّل سجعان قزي إن الذين يردون على كلامه «لا يردّون على أفكار قالها بل على أفكار أرادوه أن يقولها»، مشيراً إلى أن «الفدرالية ليست تهمة، وأرقى دول العالم تطبق هذا النظام». ورأى في حديث لتلفزيون «الجديد» أن «مناعة لبنان ضعفت بسبب وجود السلاح مع حزب الله، لأن لبنان تعرّض للمخاطر بسببه». وتطرق إلى زيارة عون إلى سوريا، مشدداً على معارضته للحملة التي تقام ضد هذه الزيارة، ولكنه أشار إلى تحفظات عليها «لأن أموراً عديدة ما زالت عالقة بين البلدين وأبرزها ترسيم الحدود وإعادة المعتقلين وتبادل السفراء»، مفضلاً حصر الزيارات بين البلدين «على مستوى المسؤولين الرسميين».
من جهته رأى وزير الاتصالات جبران باسيل: «أن المسيحيين في الشرق ليسوا من المدفون الى كفرشيما، بل إن امتدادهم من مصر وفلسطين الى أقصى الشرق، وإن العماد عون كما كان رمزاً للمقاومة والتحرير سيكون رمزاً للسلام»، مؤكداً أن زيارته لسوريا لتأكيد الرابط بين المسيحيين أينما كانوا.
توتّر بين أمل والجماعة وبين البعث والمستقبل
عادت أجواء التوتر إلى بعض شوارع بيروت. إذ أقدم مجهولون على إلقاء قنبلة على مكتب حزب البعث في الطريق الجديدة، والذي كان مقرراً إعادة فتحه بعد أن أقفل لأشهر على خلفية الأحداث التي شهدتها المنطقة قبل 7 أيار وبعده، وهو ما أثار حفيظة مناصري تيار المستقبل الذين تداعوا للحؤول دون ذلك. وأدى تدخل الجيش اللبناني واتصالات سياسية مع الطرفين إلى تأجيل فتح المركز. واتهم البعث «عصابات ميليشيا المستقبل» بالأمر. وفي السياق نفسه، وقع إشكال ليل السبت ـــــ الأحد بين عناصر تابعة لحركة أمل وأخرى للجماعة الإسلامية قرب مكتبها في منطقة الزيدانية ـــــ عائشة بكار. واتهمت الجماعة عناصر من الحركة «بالاعتداء على المكتب وتوجيه الشتائم لحراسه»، داعية قيادة الحركة «إلى ضبط عناصرها والانسجام مع أجواء التهدئة». ثم أصدرت بياناً أعلنت فيه أن «الإشكال فردي»، مبدية حرصها «على العلاقة الطيبة مع قيادة الحركة، التزاماً منها بمناخ المصالحات».