
مشاركة:
بين تحذير من المعارضة يستدعي اتهاماً من الأكثرية بأنه «سوري»، وآخر مستقبلي يبدو عند الحلفاء «مبرراً»، يكاد المسؤولون يُجمعون على أن البلد مقبل على حدث أمني ما،
بينما الزوار، بمن فيهم مساعدو وزراء الدفاع الأجانب، لا يكاد أحدهم يسافر حتى يظهر آخر أو أكثر..
لم يزر أي مسؤول أميركي لبنان أمس، وحتى إذا كان هناك من هو موجود بصورة غير معلنة، فإنه لم يظهر فجأةً عند أي مسؤول لبناني. لكن الأمر لم يخل من مفاجأة «حليفة»، حيث زارت مديرة السياسات والعلاقات الدفاعية في وزارة الدفاع البريطانية تيريزا جونز، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، وبحثا الأوضاع الأمنية العامة.
وفي زيارة رسمية، وصل إلى بيروت أمس وزير خارجية الباراغواي أليخاندرو حامد فرنكو الذي كان سابقاً سفيراً لبلاده في لبنان، وأجرى محادثات مع الوزير فوزي صلوخ في قصر بسترس، تناولت العلاقات الثنائية التي وصفها الوزيران بالتاريخية. كذلك وصل مساءً وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، الذي سيلتقي اليوم رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيسي مجلسي النواب نبيه بري والوزراء فؤاد السنيورة وصلوخ.
وأمس زار الموفد البابوي الكاردينال ليوناردو ساندري، الرؤساء الثلاثة وعدداً من المرجعيات الدينية، ودعا في لقاء روحي في حريصا، إلى أن يكون لبنان «الفريد في العالم بتنوع حضارته وتعدد طوائفه وثقافته، فريداً أيضاً في العالم بتوافقه واتحاد بنيه».
بدورها، زارت نائبة رئيس البرلمان الأوروبي رودي كراستا، رئيس الجمهورية والرئيس أمين الجميّل والوزير ريمون عودة، والتقت في منزل النائب مصباح الأحدب في طرابلس، النائب مصطفى علوش وعدداً من الفاعليات. وتمنت على المسؤولين اللبنانيين «أن يطرحوا الأمور العالقة بينهم جدياً، ليتمكنوا في ما بعد من إيجاد حل سلمي للأمور بعيداً عن التصادم والتقاتل».
وذهاباً، بدأ النائب سعد الحريري أمس، زيارة للقاهرة يرافقه فيها 3 نواب من كتلته والنائب السابق غطاس خوري. وذكر مكتبه الإعلامي أنه سيلتقي اليوم الرئيس المصري حسني مبارك «وعدداً من كبار المسؤولين المصريين، ويعرض معهم آخر التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين».
في هذا الوقت، ثمّنت الأمانة العامة لقوى 14 آذار، جولات رئيس الجمهورية «لإرساء العلاقات مع كل الدول بما فيها إيران»، و«النتائج الإيجابية» لزيارتي رئيس حكومة فرنسا ووزير خارجية بريطانيا، فيما اتهمت «المحور السوري ـــــ الإيراني»، بأنه «يصر على تنظيم حملة ظالمة ومستمرة بواسطة بعض اللبنانيين ضد المملكة العربية السعودية التي لم تتخلف يوماً عن دعم لبنان، كل لبنان، شعباً ودولة».
وبينما يتضمن جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء اليوم في قصر بعبدا، بنداً يتعلق بطلب وزارة الخارجية تأليف اللجنة المشتركة للحدود اللبنانية ـــ السورية، كانت التهديدات الإسرائيلية للبنان، تتصدر موقف قائد الجيش العماد جان قهوجي، خلال تفقده الوحدات العسكرية في البقاع، إذ أكد أن هذا التهديدات «لن تضعف من عزم الجيش وتصميمه على التصدي لهذا العدو وإحباط مخططاته بكل الإمكانات والقدرات المتاحة»، وقال إن «البقاع لن يكون ممراً سهلاً أو خاصرة رخوة للاعتداء على الأشقاء العرب». ودعا العسكريين إلى «الحفاظ على أقصى درجات الجهوز لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي محتمل، وإلى الاستعداد لمواكبة الاستحقاقات الداخلية المقبلة بمزيد من اليقظة والوعي والتجرد، والبقاء على مسافة واحدة من جميع الأطراف، والتصدي بحزم لكل من يحاول الإخلال بالأمن أو التعرض لحرية المواطن وكرامته». كذلك شدد على «ضرورة تعزيز التدابير الأمنية في منطقة البقاع، وخصوصاً لجهة ضبط أعمال التهريب على جانبي الحدود اللبنانية ـــــ السورية».
وعزا النائب نوار الساحلي التهديدات، إلى أن وزير دفاع العدو إيهود باراك «المهزوم، يحاول أن يضع عنواناً لمعركته الانتخابية «تهديد لبنان»، وكأنه لم يتّعظ من سلفه من الساقطين قبله». وإذ رأى أن «إسرائيل ليست جاهزة للقيام بمغامرة غبية»، أكد استعداد المقاومة «لحماية لبنان واللبنانيين ولردع أي عدوان محتمل». ورد على الرئيس أمين الجميّل دون أن يسميه، بالقول «إن صواريخ زلزال 1 و 2 و 3 قد حمت لبنان ووحدة لبنان والمسيحيين في لبنان، وأحبطت المشروع الأميركي للشرق الأوسط الجديد». ورأى أن «البعض في الفريق الآخر، بدأ يحس بصعوبة وضعه الانتخابي، فعاد ليستعمل اللغة الخشبية ذاتها».
ورأى مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي، بعد زيارته سفير إيطاليا غبريال كيكيا، وجود حملة إسرائيلية لمحاصرة الحزب وتشويه صورة المقاومة أوروبياً، مشيراً إلى أن ذلك «يجعل اللبنانيين راسخي الاقتناع بأن من يحميهم من العدوان الإسرائيلي هو قدراتهم الذاتية التي تجسد المقاومة أحد أبرز عناصرها المهمة».
وأيضاً، رأى مجلس العمد في الحزب القومي في «الخطب النارية الحادة (…) خدمة لأعداء لبنان وتماهياً مع المطالب الأميركية والإسرائيلية لنزع سلاح المقاومة وتعطيل عوامل القوة في لبنان أمام تهديدات المسؤولين الإسرائيليين اليومية المتكررة»، محذراً من أن «تكون حسابات هذا البعض قد عادت إلى معادلات سابقة طالما كانت وبالاً على لبنان واللبنانيين».
وقال رئيس تيار التوحيد وئام وهاب إن الكلام على الفدرالية «لا يدعو إلى الهلع، فالمعارضة لديها من القوة والإمكانات ما يسمح لها بأن تمنع أية خطوة تقسيمية أو تمس وحدة لبنان»، مشيراً إلى أن هذه الوحدة خط أحمر.
وفي لقاء مع رابطة خريجي كلية الإعلام، تحدى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية، سمير جعجع، خصومه المسيحيين في عقر دورهم، بالقول إن القوة الانتخابية للقوات «في الكورة وحدها، توازي قوة المردة والقوميين والعونيين، والحال ذاته في البترون»، و«هي أكبر قوة انتخابية تجييرية في كسروان»… وفريق أساسي «على كل مساحة الوطن». وإذ أكد «تماسك 14 آذار»، رد على سؤال عن تضعضعها بأن «السبب لا يكمن في الانتخابات، بل في أحداث 7 أيار التي كانت مفاجئة لنا جميعاً».
ونفى أن تكون لدى الأكثرية أي نية بتعطيل الانتخابات، قائلاً إن كلام رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عن هذا الأمر وتحذيره من احتمال حدث كاغتيال الرئيس رفيق الحريري، هو «تصريح سوري بفم رجل لبناني، ويجب أن نأخذ هذا الكلام على محمل الجد باعتبار أنه بمثابة تهديد، لأن الفريق الآخر بدأ يستشرف أن نتائج المعركة الانتخابية ليست لمصلحته، وكلما اقتربنا من موعد الانتخابات وشعر الفريق الآخر بحتمية خسارته، أتوقع أن يعود لهوايته السابقة، وهي الاغتيالات».
وعن موقف الجميّل من الطائف، قال جعجع: «يجب عدم المس بالطائف»، والسبب: «ما زلنا الآن في أولوية الكيان اللبناني ويجب تثبيته ومن ثم نقوم بصياغته»، ورأى أن تهديدات باراك جدية «والهدف الأساسي إيران».
كذلك، رأى النائب هاشم علم الدين أن كلام فرنجية «ما هو إلا رسالة مسمومة تدغدغ مشاعر النظام السوري الذي يحاول جاهداً التدخل المباشر وغير المباشر في الشؤون اللبنانية». مع أن زميله في الكتلة، النائب سمير الجسر، حذر من «إمكان عودة مسلسل الاغتيالات لتطال مرشحين أساسيين يمثّلون رموزاً مهمة، ولهم ثقلهم السياسي في الانتخابات النيابية المقبلة، وذلك من أجل إزاحتهم عن الساحة السياسية»، ومن «أحداث» في مناطق شمالية «لترهيب الناس وتخويفهم في سبيل مصادرة قرارهم قبيل الانتخابات».
وفي هذه الأجواء، دوّى انفجار مساء أمس في منطقة زوق مكايل، أثار مخاوف وتكهنات عديدة، قبل أن يتبين أن مواطناً فجّر نفسه بقنبلة داخل منزله لأسباب عاطفية، كما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام.