فـرنـجـيــة يـحــذر مــن اغـتـيـال بـحـجـم عــمــلــيــة الــحــريــري

مشاركة:

عاد سليمان من إيران، موعوداً بدعم عسكري، بعدما جال على معرض للصناعات العسكرية، بينما يستعد العماد عون لزيارة دمشق،

التي دعاه سمير جعجع إلى العدول عنها «لأنها تثير الشك قبل الانتخابات»، التي حذّر الوزير السابق سليمان فرنجية من «حدث كبير» يستهدف تأجيلها

عاد رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس إلى بيروت قادماً من طهران، حيث اختتم زيارة امتدت يومين بمؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، أكد في خلاله «ضرورة تطبيق قرارات الأمم المتحدة، ولا سيما القرار 1701، واسترجاع كامل حقوق لبنان وأراضيه بالطرق المشروعة والمتاحة»، شاكراً لإيران «دعمها لبنان فتمكن بمقاومته وشعبه وجيشه من التصدي للعدو ودحره بعدما تمكن من تحرير معظم أراضيه عام 2000». ورأى أن من «حق الدول، ومنها إيران، التطوير السلمي للطاقة النووية في إطار المعايير والمرجعيات القانونية».

من جهته، أعلن نجاد تأليف لجنة لبنانية ـــــ إيرانية مشتركة «في القريب العاجل بهدف تعزيز الروابط والعلاقات بين البلدين ودراسة ما تم الاتفاق عليه (خلال الزيارة) كي يوضع موضع التنفيذ»، معرباً عن ارتياحه لأن «الحال في لبنان اليوم خطت نحو طريق الوحدة والتضامن، ولأن المقاومة الوطنية اللبنانية بدلت الأمل الذي كان يصبو إليه العدو الى يأس دخل قلبه». ودعا «جميع المحبين» إلى مساعدة لبنان «ليستعيد عافيته ويقف في وجه العدو»، معتبراً أن «وضع المنطقة يسير لمصلحة بلدان المقاومة مثل إيران وسوريا ولبنان، ووحدة الشعب اللبناني وشعوب المنطقة ستتصدى لكل جرائم الكيان الصهيوني».

وكان سليمان، الذي وجه دعوة لزيارة لبنان إلى نجاد الذي وعد بتلبيتها قريباً، قد تابع برنامج الزيارة أمس، فزار ضريح الإمام الخميني، والتقى عدداً من المسؤولين الإيرانيين أبرزهم المرشد آية الله علي خامنئي، الذي شدد على دعم إيران «لوحدة اللبنانيين في مواجهة خطر النظام الصهيوني»، مشيداً بمواقف سليمان «الداعمة للمقاومة الاسلامية وجهوده من أجل تعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على الطابع الوطني للجيش اللبناني». كما أشاد خامنئي «بالنصر التاريخي الذي حققه لبنان في حرب تموز 2006».

كذلك التقى سليمان رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، ثم وزير الدفاع العميد محمد مصطفى نجار، وأجرى معه مباحثات بشأن حاجات الجيش اللبناني وما يمكن أن تقدّمه إيران من مساعدات عسكرية للبنان. وتلت اللقاء جولة على معرض للصناعات العسكرية الايرانية.

اطلب السلاح ولو في إيران

وبينما تلقى زيارات سليمان الخارجية كل ترحيب من مختلف القوى، لا تزال زيارات رئيس تكتل الإصلاح والتغيير العماد ميشال عون موضع أخذ ورد، ما تم منها وما يتوقع أن يحصل، وخصوصاً إلى سوريا، التي تمنّى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع على عون عدم زيارتها، لأنه «ما زال هناك معتقلون في سجونها، لأنهم وطنيون لبنانيون، والعماد ميشال عون من أكثر الأشخاص علماً بهذا الواقع». وأضاف إن «سوريا لم تخرج من لبنان بقرار وعن قناعة منها. وإني أستغرب النظريات القائلة بأن المشكلة حلت مع سوريا، فما انتهى معها هو الجزء الذي أنهاه الشعب اللبناني بالقوة السياسية وتحت ضغط شعبي كبير وظروف عربية ودولية مؤاتية. من هنا، كنت أتمنى ألا يزور الجنرال عون سوريا حالياً، ولا سيما أننا كنا معاً في المراحل الماضية في مواجهة النظرة السورية الى لبنان. لا أعتقد أن المشكلة مع سوريا أبدية، ولكن تحتاج الى موجبات لمعالجتها».

وأضاف جعجع أن «الزيارات الكثيرة لها قبل الانتخابات النيابية تدعو إلى الشك والريبة، ولا سيما أن المشكلة ما زالت عالقة معها… حرام أن تزدحم طريق الشام ذهاباً وإياباً كأن لا مشكلة بين البلدين. فسوريا متهمة بعشرين عملية اغتيال أو محاولة اغتيال خلال هاتين السنتين، وإذا برّأتها المحكمة الدولية، فسأعترف بأنني أخطأت بحقها وبأنها بريئة»، مستغرباً «مطالبة بعض السياسين بالإفراج عن الضباط الاربعة، وهم لم يطلعوا على مجريات التحقيق».

وسئل جعجع عما أثاره النائب وليد جنبلاط عن التخوف من عدم الفوز في الانتخابات، فأجاب «إننا نستعين بشركات متخصصة لاستطلاع الرأي. والاستطلاعات تشير إلى أن وضع قوى 14 آذار جيد في أكثرية المناطق»، متهماً «فريق 8 آذار بتضخيم وقائع صغيرة لدى فريق 14 آذار»، بينما «هناك تناقضات كبيرة لديهم لا نراهن عليها، لأن هناك مايسترو ينتظر احتدام الأمور ليرتّبها بنزع حصة من هنا ووضعها هناك». وعلق جعجع على زيارة الرئيس سليمان إلى إيران فرحّب باستعداد الأخيرة لتقديم دعم عسكري للجيش اللبناني، وقال «اطلبوا العلم ولو في الصين والسلاح ولو في إيران»، منبهاً إلى عدم تعطيل هذه المساعدات لمثيلاتها من الدول الأوروبية.

وعلى ما يبدو، أثارت أنباء الدعم الإيراني «غيرة» السعودية، التي زار سفيرها عبد العزيز خوجة وزير الدفاع الياس المر، وعرض معه سبل دعم المملكة للجيش. وكان المر قد التقى أول من أمس مساعد وزير الدفاع الاميركي جيمس روبرت كليبر، الذي غادر أمس بيروت إلى لارنكا على متن طائرة عسكرية، بعد زيارة استمرت يومين، واقتصرت لقاءاته المعلنة فيها على الوزير المر فقط.

انتخابات سلاح المقاومة

وفي مؤشر إضافي على حديث جدي عن «نية» لتأجيل الانتخابات النيابية، أبدى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية تخوّفه من مسعى يصب في هذا الإطار، محذّراً من «حدث كاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. قلب موازين القوى لمصلحة معيّنة وقتها» قد يؤدي إلى التأجيل. ورأى، في حديث إلى «رويترز»، أن «الصراعات الاقليمية والدولية يمكن أن تنعكس في لبنان اغتيالات، في صفوف سياسيي 14 و8 آذار» على حد سواء. وقال إن «سلاح حزب الله أصبح سلعة انتخابية، ونحن نرضى أن تكون هذه الانتخابات هي انتخابات سلاح المقاومة، وعلى الساحة المسيحية أولاً، لأن أغلبية المسيحيين يرون أن سلاح المقاومة ليس بسلاح غدر، بل ضد إسرائيل ونحن معه للوصول الى سلام عادل وشامل وتسوية كل الامور وأولها مسألة عودة اللاجئين الفلسطينيين».

وأعلن فرنجية أن «المصالحة المسيحية متوقفة»، لأنها أصبحت «للمناورة والمزايدة وللإحراج. والمصالحة الحقيقية تحصل بعد الانتخابات حتى تكون فعلاً بروح مسيحية لا فقط لغرض انتخابي مرحلي». وإذ أشار إلى أن «المعركة الوحيدة في لبنان ستكون على الساحة المسيحية»، اتهم السعودية بتمويل «الفريق الآخر وهذا ليس سراً» لأن «الأميركيبن لا يدفعون بسبب الكونغرس ولكنهم يطلبون من الذين لديهم أموال أن يدفعوا». إلا أنه رأى أن «كل أموال العالم تستطيع أن تغير خمسة أو عشرة بالمئة لكنها لا تستطيع تغيير الخريطة الانتخابية»، داعياً الناس إلى أخذ «هذه الاموال وليصوّتوا على ذوقهم، فهذه ليست أموال السياسيين بل دفعتها السعودية لتقوّي نفوذها في لبنان لا لتقوّي 14 آذار أو لدعم مسيحيي لبنان الذين لا يهمّها أمرهم، فما يهمها هو إضعاف قرارهم من خلال دفع أموال لبعضهم الذي لا يمثل أحداً لشراء الصوت المسيحي لارتهانه بمرجعية آل الحريري التي لا تصب في النتيجة في مصلحة المسيحيين». وانتقد فرنجية رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل الذي «يحدّثنا عن الولاء للخارج وأن يكون ولاؤنا للوطن وألا نخضع لإملاءات الخارج» بينما «كان هناك نحو 6 سفراء (في مهرجان الكتائب)، 5 يجلسون في الخلف والسفير السعودي وضعه بجانبه. فإما الرئيس الجميل اقتنع بالفكر الوهابي، وإما هناك شيء آخر سنرى ما هو».

إلى ذلك، أكّد وزير الدولة يوسف تقلا أنه «بحدود آخر السنة، سيجري تبادل السفارات بين لبنان وسوريا، مع العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين، وبذلك يكون الجار السوري قد اعترف بنا مئة في المئة». ورأى تقلا، في برنامج تلفزيوني على الـ«LBC»، «أنه يبقى هناك الجار الآخر»، مشيراً إلى «أن لديه الجرأة على القول بأن إسرائيل جار، ولكن ليس للبنان أن يكون أول من يعترف بها، وعليه أن ينتظر وقت الاعتراف». ولفت إلى أنه «قريب من رئيس الجمهورية، ولكن كلامه ومواقفه لا تلزم الرئيس بل فقط تلزمه شخصياً»، مشيراً إلى أن سليمان ربما اختاره وزيراً «لكونه مستقلاً ولا يتبع لأحد».


السجال مستمر حول خطاب الجميّل

 

لا يزال كلام رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل في احتفال ذكرى الحزب واغتيال نجله الوزير بيار الجميّل يستدعي ردوداً مرحّبة من جهة ومستنكرة من جهة أخرى. فقد رأى فيه عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب أنطوان سعد «تعبيراً واضحاً عن خيار استقلال لبنان وسيادته واحترام عمل المؤسسات، وهو موقف شجاع وتحد لمن يتفيّأ العباءة السورية والمظلة الإيرانية».

كذلك رأى مفتي صور السابق، السيد علي الأمين، أن مواقف الجميّل «يؤيّدها كل اللبنانيين بمختلف طوائفهم، لا معظم اللبنانيين فقط، ونرى فيه موقفاً جريئاً وضع النقاط على الحروف في الأمور المطروحة على طاولة البحث والحوار».

في المقابل، انتقد وزير الدولة علي قانصو كلام الجميّل. وقال، بعد لقائه الرئيس سليم الحص، إن هذا الكلام «لا يخدم من قريب ولا من بعيد هذا المناخ الوفاقي التصالحي في لبنان. على العكس، يشكل اهتزازاً في هذا المناخ ومجانبة لكل المساعي التي يبذلها رئيس الجمهورية من أجل تعزيز حال الاستقرار في البلد». ورأى أن الجميّل «دعا إلى الفدرالية في لبنان باعتبار أن اللبنانيين، كما قال، مجموعة طوائف لكل منها خصائصها وتاريخها ونمط حياتها. وهي دعوة إلى حرب مفتوحة بين اللبنانيين. ولا أعلم إذا كان الشيخ أمين يعرف أن مشروع الفدرالية للمنطقة وللبنان هو في الأساس مشروع إسرائيلي».

كذلك، رأى الوزير السابق فايز شكر، بعد لقائه الحص أيضاً، «أن لهذا الموقف دلالات كثيرة وخطيرة، وهو يخرج عن مضمون اتفاق الطائف وعن الصيغة اللبنانية التي يدّعي حزب أمين الجميّل أبوّتها»، معتبراً أن «هذا الكلام الخطير لا معنى له إلا أن الجميّل بات متيقّناً من أنه لن يحصل على أي مقعد نيابي في الانتخابات المقبلة».

أما الوزير السابق محسن دلول فرأى، بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أنه «إذا كان سياسة حزبه (الجميّل) فنحن نحترم ذلك، أما إذا كان موقفاً انتخابياً، فإن هذا هو دليل على أننا نبدأ بتجاذبات خطيرة جداً بسبب شعارات الانتخابات. فإذا كان كل واحد منا، لكي يستقطب في الانتخابات، يطرح شعارات، فأعتقد أنها ستكون مرحلة صعبة وقاسية جداً».

كذلك انتقد النائب السابق فيصل الداوود موقف الجميّل من المقاومة وسلاحها، معتبراً أنه «يخالف توجه طاولة الحوار وراعيها رئيس الجمهورية بوضع استراتيجية دفاعية يتكامل فيها الجيش والمقاومة»، ورأى أن كلامه «لا يفيده انتخابياً».