
مشاركة:
بدأ رئيس الجمهورية زيارة لطهران تكتسب أهمية خاصة في توقيتها وفي ملفات التعاون التي تبحثها،
فيما كانت الساحة الداخلية تموج بارتدادات مواقف رئيس الكتائب من سلاح المقاومة واتفاق الطائف، وناقوس الخطر الانتخابي الذي دقّه النائب وليد جنبلاط عن مصير 14 آذار
«الاستعداد لدعم لبنان في كل المجالات»… كانت الثمرة الأولى التي قدمها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، في القمة التي جمعتهما أمس في قصر باستور، بعيد وصول سليمان إلى طهران في زيارة تستمر يومين، يرافقه فيها 6 وزراء.
وذكر المكتب الإعلامي في قصر بعبدا، أن الرئيسين نجاد وسليمان بحثا مختلف الملفات المتصلة بالعلاقات الثنائية والوضعين الإقليمي والدولي «وسط تطابق في وجهات النظر في مقاربة القضايا موضوع البحث». وتمنى سليمان «أن تكون الزيارة محطة ومناسبة لتعزيز العلاقات الثنائية»، شاكراً لإيران ما قدمته «إلى لبنان وشعبه خلال الأعوام الأخيرة».
من جهته، جدد نجاد التأكيد على «استمرار الدعم والوقوف بجانب لبنان»، مشيداً بـ«النموذج اللبناني الشجاع في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والصمود في وجه التحديات وكسر العنجهية الصهيونية». وتمنى «أن تبقى راية لبنان مرفوعة، راية عز وكرامة».
كذلك التقى سليمان وزير خارجية إيران منوشهر متكي، فالأمين العام لمجلس الأمن القومي مسؤول الملف النووي الإيراني سعيد جليلي. وعقد عدد من الوزراء أعضاء الوفد، لقاءات مع نظرائهم الإيرانيين، لبحث التعاون الثنائي. وأعلن الوزير زياد بارود أنه وضع ووزير الداخلية الإيراني «خطوطاً عريضة لتعاون محتمل، وربما للتوصل لاحقاً إلى مشروع تفاهم في مواضيع مختلفة».
وكان سليمان قد حسم في حوار في لبنان مع طلاب جامعيين، كل ما قيل عن الكتلة النيابية المحايدة، بالقول إنه لن يدخل في الانتخابات ولن يتعاطى بها، موضحاً أنه تحدث عن مستقلّين «حتى لا يظلّ البلد مقسوماً بين أقلية وأكثرية تتجاذبانه». ولفت إلى أن الدستور ينصّ على إلغاء الطائفية السياسية «وهذا ما سيتحقق عندما تصبح الأمور جاهزة لذلك». ورأى أن هناك صلاحيتين أو ثلاث تنقص لموقع الرئاسة، ويجب عمل «شيء على مستوى الرئاسة للتمكن من الموازنة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، ولمصلحة هاتين السلطتين».
وشدد على ضرورة إيجاد آلية للتعيينات في وظائف الفئة الأولى «حتى لو تأخرت التعيينات»، جازماً بأنه لن يوافق على التعيين إلا وفقاً لمبدأ الكفاءة. ورداً على سؤال عن سلاح حزب الله «والخطة لنزعه»، لفت إلى أن الدولة غابت عن الجنوب 30 عاماً «فمن دافع في تلك الفترة عن الجنوب؟»، مردفاً أن المقاومة «دفعت الكثير» وكانت سنداً كبيراً للبنان. وقال إن طاولة الحوار هي «لنجد حلاً تتكامل فيه عناصر قوة لبنان. فيجب ألا نتكلم بمسألة «نزع السلاح» كأن الامر متعلق بنزع سلاح عصابة. ولكن لدينا عصابات أخرى يجب نزع سلاحها».
في هذا الوقت، وضع النائب وليد جنبلاط حركة 14 آذار في دائرة الخطر، بقوله إنه في حال سقوطها في الانتخابات المقبلة «فرستم غزالة أو أمثاله، ليس في حاجة إلى أن يعود إلى لبنان، (بل) يديره من مكتب الشام ومكتب ريف دمشق»، بينما «إذا نجحنا نستطيع أن نستمر في الحوار بكل هدوء من أجل الاستيعاب التدريجي لسلاح حزب الله».
ومن بكركي، التي زارها أمس لأنه «بعد السابع من أيار تحسنت الظروف نسبياً»، عرض جنبلاط ما سمّاه «صفقات أو أحلافاً سياسية» مع البطريرك الماروني نصر الله صفير، وكشف أن الرئيس الراحل رفيق الحريري قال له قبل أسبوعين من اغتياله إن السوريين «سيخرجون»، متهماً السوريين بأنهم «دخلوا على دم كمال جنبلاط وخرجوا على دم رفيق الحريري». ورفض اتهامه بأنه عاد محرّضاً من أميركا، ولكن الإدارة الأميركية الجديدة «تريد فك الاشتباك وتريد العودة إلى العلاقات» مع سوريا، و«من حقي أن أحذر من أنهم في النظام السوري اختصاصيون في مضيعة الوقت، وفي المحادثات من أجل المحادثات وفي الحوار من أجل الحوار»، داعياً 14 آذار إلى الحذر من أن «يكون المسار السوري ـــ الإسرائيلي على حساب لبنان».
ورداً على قوله إن 14 آذار في خطر، سأل النائب ميشال عون بعد ترؤسه اجتماع تكتل التغيير والإصلاح: «ما هو مشروع 14 آذار؟»، وأردف: «إن فريق 14 آذار سرق مشروعنا حول السيادة والحرية والاستقلال، وسرق هذا الشعار وباعه إلى دول غربية وغنية، وبقيت 14 آذار من دون مشروع. إنهم يحاولون وضع قوى 8 آذار في سوريا، وقوى 14 آذار تحت الأرز. من لا يخاف على حساب لبنان لا يحق له أن يخاف على 14 آذار، ولو قال على حساب لبنان لقلنا إن هذا جيد». وطالب حزب الكتائب «باعتذار علني ورسمي لاتهامه إيانا بمقتل الوزير بيار الجميل». كما طالب الرئيس أمين الجميل بأن يقول ما يجب تعديله في اتفاق الطائف، قائلاً إن هذا الاتفاق «يحتوي على العديد من الثغر، وهو ليس كتاباً مقدساً، وإذا استوجبت الحال الوطنية تعديله فلا مشكلة».
وكانت مواقف الجميل في مهرجان الكتائب الأخير، موضع استنكار كبير، أبرزه من النائب مصطفى علي حسين الذي سأل رداً على ما قاله عن سلاح المقاومة: «من قاوم أمين الجميل، راعي وعراب اتفاق 17 أيار (…) الذي اشمأزت نفسه قبل مدة قصيرة من مشهد رؤوس وأشلاء جنود العدو الصهيوني؟». ودون أن يسميه، قال النائب علي خريس «إن بعض القوى السياسية بتصريحاتها النارية تؤخر الوطن عن المصالحات وعن طاولة الحوار، خطوات طويلة إلى الوراء».
وأعرب رئيس حركة الشعب نجاح واكيم، عن قلق شديد مما قاله الجميل، مستغرباً «عدم صدور أي موقف لا من الشيخ أمين ولا من حلفائه الذين كانوا يحتلون المقاعد الأمامية في المهرجان، حول تقرير المخابرات الإسرائيلية الذي تحدث عن ضرورة دعم إسرائيل لقوى «الاعتدال» في الانتخابات النيابية اللبنانية المقبلة»، وسأل: «من هي قوى «الاعتدال» في القاموس الأميركي ـــ الإسرائيلي؟ ومن هي قوى «التطرف»؟ ومن هو العدو في قاموس هؤلاء المعتدلين؟ ومن هو الصديق؟».
كذلك استنكر النائبان السابقان إميل لحود وعماد جابر مواقف الجميل من الطائف وسلاح المقاومة. وأسف رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي لـ«عودة خطاب التقسيم ولغة الفدرلة، كأننا عشية الحرب الأهلية».
وفي صفوف الحلفاء، وبعد زيارته الرئيس نبيه بري لبحث آلية عمل مكتب وزير الدولة لشؤون مجلس النواب، قال الوزير وائل أبو فاعور إن كلام الجميل «شجاع، لكنه إشكالي»، شجاع «لأنه يعبر عن وجهة نظر قسم غير قليل من اللبنانيين»، وإشكالي «لأنه لا يحظى بموافقة قسم كبير من اللبنانيين». وقال «إن الطائف مرجعية حاسمة يجب التمسك بها».
… وبعدما ظهر فجأة في لبنان، مساء أول من أمس، زار مساعد وزير الدفاع الأميركي جيمس كلابر، الوزير الياس المر.
وفي دمشق، قلد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، الأسير المحرر سمير القنطار، وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة «تقديراً لتاريخه النضالي وصموده ومواقفه الوطنية والقومية».
——————————————————————————–
«ليخيّطوا بغير هالمسلة»
التحالف بين التيار الوطني الحر والكتلة الشعبية أكده مجدداً عشاء لمناسبة عيد الاستقلال أقيم في عنجر، فدعا النائب سليم عون «من يروّج الشائعات» عن العلاقة بين الطرفين إلى أن «يخيطوا بغير هالمسلة»، وقال: «لا شيء سيفرّق بيننا وبين الوزير الياس سكاف». ووصف المرحلة بأنها انتقالية «في انتظار الانتخابات التي ستحسم الخيارات السياسية». بدوره، توجه سكاف إلى رئيس التيار العماد ميشال عون بالقول: «مبادئك مبادئنا وأهدافك أهدافنا وهمّنا الوطن والشعب، وإن شاء الله نستطيع كلّنا تحسين أوضاع البلد»، معتبراً أن الوقت «حان للمحاسبة والانتهاء من المحسوبيات والأنانيات».
ورأى النائب حسن يعقوب أن الكتلة الشعبية «كانت الهدف الأول للهجوم عندما واجهت في الانتخابات الماضية المحادل الفاسدة وأساطين المال الذين أسقطهم الشعب وسيستمر في إسقاطهم في الانتخابات القادمة». وقال إن «المتسلّطين وتجار الدولار لن يستطيعوا أن يلغوا وجودنا».
——————————————————————————–
أعلى وسام روسي غير حكومي لعصام وهلا فارس
منح نادي أصدقاء موسكو نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس أعلى وسام روسي غير حكومي، في احتفال أقيم في دارة فارس في باريس، في حضور القائم بالأعمال الروسي ميخائيل ياركوفليف وسفير روسيا السابق في لبنان أوليغ برسيبكين. وأوضح رئيس النادي إيغور ساركيسيوف أن هذا الوسام يمنح للشخصيات البارزة «تقديراً للخدمات التي أدّوها لأوطانهم وشعوبهم، وكانوا قدوة لمن حولهم وللمجتمع». كذلك منح النادي زوجة فارس هلا وسام القديسة إليزابيت. وألقى فارس كلمة شكر، أمل فيها أن يستعيد لبنان، «بدعم الاتحاد الروسي والمجتمع الدولي، كامل عافيته، وأن يسترجع مكانته ودوره ورسالته في محيطه وفي العالم». وشدد على أهمية مفاهيم الخير والحق التي لو عمّت «لكان السلام قد عمّ أرجاء الدنيا بأسرها، ولما كان الشرق الأوسط يعاني من الصراع بين حق القوة وقوة الحق، ولما كان العالم كله يعاني من الصراع بين قوى الخير وقوى الشر».