مشاركة:
بعدما كسدت عملة قوى الموالاة الانتخابية في الهجوم على سوريا في ظل انكشاف الاوراق المستورة بعد تقهقر المشروع الاميركي عن المنطقة وما اظهرته التحقيقات الجارية حتى الساعة ..
من كشف شبكات كبيرة تعمل لصالح العدو الصهيوني او شبكات ارهابية اخرى وبعدما باتت الاتهامات الباطلة والخطابات اللاذعة ضد سوريا تجارة خاسرة انتخابيا وسياسيا ،في ظل الانفتاح الاوروبي تجاهها ، ظن بعض فريق الرابع عشر من اذار ان اعادة النظر في خطابهم تقتضي اعادة توجيه هذا الخطاب عبر اثارة الحملات الدعائية المضللة والخطابات الرنانة تجاه سلاح المقاومة لاعتقادهم بأن من شأن ذلك ان يعبئ الجماهير في المهرجانات الحاشدة .
في هذا الاطار تتالت اليوم ردود الفعل والمواقف المنددة بهذا الخطاب التحريضي على المقاومة وسلاحها خصوصا واننا نشهد مناقشة لهذا الموضوع عبر جلسات طاولة الحوار الوطني والتي تناقش الاستراتيجية الدفاعية للبنان ، ما يوحي بأن هذا الخطاب جاء خارج السياق المألوف ولاغراض انتخابية بحتة كونه ينتهك الاتفاق الذي جرى في الجلسة الاخيرة للحوار حول التهدئة السياسية والاعلامية .
وفي السياق وضع النائب اللبناني السابق ناصر قنديل كلام رئيس حزب الكتائب امين الجميل امس في اطار تنافسه الانتخابي مع سمير جعجع على العداء للمقاومة.
ورأى قنديل في تصريح له اليوم أن مصير حركة الجميل لن يكون أحسن من نتائج زميله في حرب الجبل عام 82 إيهودا باراك، لأن إطلاق العنصرية لن يأخذ الناس إلا لحساب الأكثر أصالة فيها فيتحول باراك والجميل إلى كشاشي حمام في جوقة منافسيهما .
وتساءل قنديل عن المعادلة التي رسمها الجميل حول السلاح اللبناني والفلسطيني قائلا ما هو الجديد الذي يفسر الحديث عن نزع السلاح من داخل المخيمات، هل هو المزيد من تصعيد العنصرية العدائية ضد الفلسطينيين؟ أم هو بحث جدي ينطلق من السعي لمبادرة عملية تراهن على أن النجاح في هذا الملف قد يفتح باب الملفات الأخرى؟ واضاف قنديل طالما يرى الجميل أن سلاح المقاومة يعمل لحساب الخارج فقضيته معقدة وكذلك السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ، ولكن على الأقل كلاهما لم يشكل مصدرا لتخريب الأمن الداخلي ومأوى للخارجين على القانون.
من جهته استغرب النائب مصطفى علي حسين اعتماد رئيس حزب الكتائب على قلب الحقائق والوقائع في حديثه عن سلاح المقاومة، متسائلا متى قاوم أمين الجميل راعي وعراب اتفاق السابع عشر من ايار الذي اشمئزت نفسه قبل مدة قصيرة من مشهد رؤوس واشلاء جنود العدو الصهيوني الذي ينتهك سيادة لبنان كل يوم.
واعتبر رئيس حركة الشعب نجاح واكيم أن خطاب الجميّل استعاد الى ذاكرة اللبنانيين جولات الحرب الأهلية والخطب التي مهدت لتلك الجولات.
كما استنكر النائب السابق إميل إميل لحود الاصوات التي تعلو مطالبة بإدخال تعديلات على إتفاق الطائف’، معتبرا ‘ان كل كلام عن التخلي عن وحدة لبنان ودعم طروحات تقسيمية إنما هو كلام فتنة مرفوض من قبل جميع اللبنانيين خصوصا وانه يأتي في سياق حملة منسقة على سلاح المقاومة الذي لولاه لما كان هناك من سلم اهلي ووحدة وطنية’.
بدوره اسف رئيس حزب الحوار الوطني في لبنان فؤاد مخزومي عودة خطاب التقسيم ولغة الفدرلة الى الساحة السياسية وكأننا عشية الحرب الاهلية السيئة الذكر في العام 1975. مشددا ان ‘المقاومة هي عنوان لكل اللبنانيين وهي ضمانة للحؤول دون الاعتداءات الاسرائيلية ولاستعادة مزارع شبعا وكل شبر من لبنان’، معتبرا انها ‘ركيزة اساسية في استراتيجية لبنان الدفاعية الى جانب الجيش اللبناني’. ورأى مخزومي انه ‘كان من الاجدى لمختلف القوى السياسية الفاعلة في الحكومة ان تسارع الى تحصين نفسها قبل البدء بتفعيل العمل الحكومي بدل الاستثمار السياسي والانتخابي لحاجات المواطنين’، محذرا ان ‘المزيد من الاستهتار والتسويف واللعب على العصبيات المذهبية والطائفية سوف يكون وبالا على جميع اللبنانيين’.
من جهته قال الوزير السابق بشارة مرهج تعليقا على كلام الجميل ان منطق الدولة منطق قوي ونحن جميعا ملتزمون به، وعندما تستطيع الدولة أن تقوم بكل الأعباء المطلوبة منها من حماية الناس والأرض، فلن يكون هناك حاجة لقيام مؤسسات أخرى أو تجمعات شعبية بهذه المسؤولية، مضيفا ‘أما وأن الوضع ليس كذلك، فمن هنا كانت الدعوة إلى إستراتيجية دفاعية تجعل السلاح كله في أمر المصلحة الوطنية العليا، خصوصا وأن المقاومة لا تريد أن يكون دورها أبديا على الأرض اللبنانية إنما مرحليا، من أجل حماية الأرض اللبنانية’. وقال مرهج ‘إستراتيجية السلام نسمع عنها منذ عام 1948، وسمعنا عنها في الخمسينات والستينات عبر مشاريع مختلفة، ولكنها كانت مشاريع لذر الرماد في العيون ولتنمية العقلية المهادنة والمساومة، في الوقت الذي كانت تتحضر فيه الحروب ضد المنطقة سواء في لبنان أو فلسطين أو العراق أو مصر أو سواها’.
من جهته اعتبر رئيس المركز الوطني في الشمال الحاج كمال الخير أن تاريخ الجميل الأسود يعرفه الجميع، وأضاف أن مشاريعه التقسيمية ستسقط تحت أقدام الوطنيين الشرفاء.