
مشاركة:
رجح مرجع امني كبير ان تكون شبكة الجراح التي اكتشفت مؤخرا في البقاع من بين الشبكات الاخطر
في تاريخ العمل الاستخباراتي الإسرائيلي في الداخل اللبناني منذ أكثر من ستين عاما. وأوضح المرجع الامني للسفير أن التصنيف الكلاسيكي الإسرائيلي، يشير إلى ثلاثة أنواع من الشبكات، أولى تتولى تحديد وانتقاء الأهداف، وعادة تكون عبارة عن شخص واحد، وثانية تتولى استطلاع ومسح الهدف الذي تم اختياره أو مسرح التنفيذ. وثالثة تتولى التنفيذ، وتكون هذه الشبكات مقفَلة إقفالاً تاماً على بعضها البعض.
وقال المرجع إن علي الجراح ينتمي إلى الفئة الثانية، ولذلك اقتضى عمله نوعا من التمويه من أجل تسهيل حركته ولذلك اختار مظلة سياسية تسهل له حرية الحركة بين لبنان وسوريا حيث بلغ به الأمر حد الحصول على سيارة تصنف عسكرية وكان يتنقل من دون أي تفتيش بين البلدين ويزور المقرات الفلسطينية في دمشق من دون أن يثير الاشتباه على مدى ثلاثة عقود تقريبا.
وأوضح المرجع أن الجراح وشقيقه يوسف كانا يكيّفان حياتهما وعلاقاتهما بما يتناسب مع وظيفتهما الأمنية، بحيث كانا يلحظان ضرورة وجود بعض التمديدات السرية في منزلهما، تماما كما حصل مع سيارة الباجيرو التي توليا الإشراف على عملية زرع الكاميرا بداخلها مثلما كانا يرفضان أن يقلا أحدا غير موثوق منهما فيها. ووفقا للاعترافات التي أدلى بها الجراح، فإنه ربما يكون قد قام بمهام أخرى، أبعد من لبنان وسوريا، خاصة أنه كان يزور بعض العواصم في المنطقة بشكل دوري تحت عناوين إنسانية أو سياحية!
ويجري التدقيق في احتمال أن يكون الجراح قد امتلك شققا أخرى في بيروت أو ضواحيها وكذلك في احتمال أن يكون قد احتفظ بسيارة ثانية في مكان آخر، فيما يجري التكتم على منظومة الاتصالات التي كان من خلالها يؤمن التواصل مع الإسرائيليين وثمة حديث في هذا المجال عن تقنيات متطورة ومركبة، كانت تتطلب منه في بعض الأحيان أن يحصل على ما يريده في أية منطقة لبنانية، تبعا للأوامر التي يتلقاها.