
مشاركة:
تعليقاً على ما اذاعه التلفزيون السوري من اعترافات لموقوفين من فتح الاسلام،
صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس كتلة المستقبل اللبنانية النائب سعد الحريري بيان اعتبر فيه ان لا جديد في ما اسماها الادعاءات الكاذبة التي بثها التلفزيون سوى انها نسخة مكررة عن ما وصفه بالفيلم الرديء لـ ابوعدس والفيلم الاكثر رداءة لـ هسام هسام والحملات المعروفة لادوات النظام السوري الاعلامية والسياسية، معتبراً ان النظام السوري بذل جهداً كبيراً للتنصل من عصابة فتح الاسلام وشاكر العبسي ومحاولة الصاق اسم تيار المستقبل بهما حتى قبل تفجيرات دمشق.
ودعا المكتب الاعلامي للحريري جامعة الدول العربية الى وضع يدها على هذا الملف، وتشكيل لجنة تحقيق دولية لتقصي الحقائق في موضوع عصابة فتح الاسلام والجرائم التي ارتكبتها ولقطع الطريق امام محاولات توريط لبنان بلعبة تصدير الارهاب حسبما جاء في البيان.
من جهته رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وفي موقفه الاسبوعي لجريدة ‘الانباء’ وصف ما اورده التلفزيون السوري بانه ابتداع من قبل النظام السوري للروايات والاكاذيب التي لا تمت الى الحقيقة او الواقع بصلة. وقال ان هذه الادعاءات المختلقة لا تساهم بتاتا في بناء علاقات جديدة بين البلدين بالتوازي مع خطوة التبادل الديبلوماسي التي اقرت مؤخرا وبدأت الخطوات العملية والتنفيذية لوضع هذا القرار الهام موضع التنفيذ. ورأى ان هذا التزامن بين اقرار العلاقات الديبلوماسية وبين سلوكيات تعكس ما وصفه الاداء السابق لا يبشر بأننا امام مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين مختلفة نوعيا عن النمط السابق.
واعتبر جنبلاط انه كان حريا بالنظام السوري ان يرسل المعلومات التي لديه عبر القنوات الرسمية المعتمدة بين البلدين عوض استخدام اسلوب الاثارة الاعلامية التي تطرح عددا كبيرا من علامات الاستفهام. واضاف لكن يبدو انه كلما اقتربت المحكمة الدولية كلما زادت محاولات الترهيب.
ولفت نظر الوزراء الذين يزورون دمشق الى أهمية الابتعاد عن تشكيل لجان امنية مشتركة قد تتطور في وقت لاحق لتبرير التدخل السوري مجددا في الشؤون الداخلية اللبنانية من البوابة الامنية كما قال ناهيك عن المجلس الاعلى اللبناني – السوري الذي لا بد من اعادة النظر في مبررات وجوده بعد اقرار التمثيل الديبلوماسي.
جنبلاط تطرق الى الحوار وقال ان نظرية مركزية القرار ولامركزية التنفيذ تبدو مستغربة وغير مفهومة عندما يتعلق الامر بالسلاح. وكأن المطلوب انشاء فوضى عارمة في السلاح في مختلف الاراضي اللبنانية وعلى كل المستويات وتحويل لبنان الى ساحة حرب مستمرة الى ما لا نهاية تطيح بالاستقرار والاستثمارات وترفع معدلات الهجرة الى الخارج.
وقال اننا نرى ضرورة ذهاب النقاش حول الخطة الدفاعية في اتجاه الاستيعاب التدريجي لسلاح المقاومة ضمن الجيش اللبناني مع دراسة سبل الاستفادة من الخبرات القتالية للمقاومين وذلك افضل واسلم من انشاء فصيل مواز للجيش بأي شكل من الاشكال. وقال من المفيد التذكير بأن الجنوب اللبناني قد تحرر وتبقى مزارع شبعا التي يتطلب تثبيت لبنانيتها اقرارا رسميا من النظام السوري لجعلها تحت مظلة الامم المتحدة. فلماذا نتناسى اتفاق الطائف الذي تحدث عن اتفاقية الهدنة وهي التي تجمد حالة الحرب مع اسرائيل دون ان تعني الدخول في السلام.
واكد جنبلاط ان مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة هو مبدأ مركزي وسيادي لا نقاش حوله. ولكن بالحوار من الممكن التوصل الى دراسة السبل المثلى لاستيعاب هذا السلاح تدريجيا ضمن المؤسسة العسكرية.
رئيس الهيئة التنفيذية في ‘القوات اللبنانية’ سمير جعجع اتهم سوريا ايضا باثارة معلومات غير صحيحة وقال ‘نحن نؤيد أي تطبيع وترتيب للعلاقات بين لبنان وسوريا مضيفا ‘لكن المشكلة تكمن في التعامل البعيد عن المساواة الذي تنتهجه السلطات السورية مع لبنان. فعلى سبيل المثال لا الحصر أثارت هذه السلطات مسألة الاعترافات التلفزيونية قبل أيام معدودة من زيارة وزير الداخلية زياد بارود لسوريا علما أنني لأ أصدق أي كلمة منها. يمكن أن يكون بعض الجوانب مما قيل صحيحا. ولكن الجوانب الأساسية. وخصوصا اتهام تيار المستقبل ب تمويل فتح الاسلام وقائع غير صحيحة. باعتبار أن أكثر الاطراف الذين كانوا معنيين بالمعركة ضد هذه المنظمة هم تيار المسقبل’.
وأبدى استغرابه ‘لنشر هذه الاعترافات وعدم انتظار مجيء وزير الداخلية زياد بارود لمناقشة المعلومات التي لا نصدقها أصلا لأننا نعلم كيفية تركيبتها’. معتبرا ‘أن هذا التصرف غير مقبول وإن دل على شيء فهو أن السوريين، الى الآن غير جديين في قيام علاقات فعلية مع لبنان. وما هو جدي بالنسبة اليهم هو محاولة أخذ بعض الاطراف اللبنانية. وتحديدا الشرعية منها. ما هو لمصلحتها بغية محاربة الذين يرونهم أعداء لهم في لبنان. وهم الافرقاء الذين لا يؤيدون سوريا’.
وأضاف ‘على الحكومة اللبنانية أن تطلب من السلطات السورية تسيلم هؤلاء المتهمين الى لجنة التحقيق الدولية لكشف الحقيقة. ونحن على استعداد لقبولها مهما كانت.