
مشاركة:
أكد رئيس الجمهورية السابق العماد إميل لحود أن الكلمة الفصل في الإنتخابات النيابية تعود الى الشعب اللبناني، فهو يحدد أشكال الكتل النيابيّة وأحجامها ومدى تأثيرها على مجريات الأمور في الشؤون العامة، دفاعاً عن كرامته وحقوقه ومصالحه، لافتاً الى أن لديه ملئ الثقة بخيارات الشعب اللبناني.
وأشار في حديثٍ الى tayyar.org : الى أن لم يسبق له كرئيسٍ للجمهوريّة أن سعى إلى تكوين كتلة نيابيّة للرئاسة، وبقي مترفّعاً عن المعارك الإنتخابيّة.
وأبدى لحود ثقته بخيارات الشعب اللبناني في الإنتخابات النيابية المقبلة، لافتاً الى أن هذا الشعب رأى ما جلبته سياسة الأكثريّة النيابيّة الحاليّة من الخيبات والويلات الى لبنان> وكشف أن بعضاً من هذه الأكثريّة قد فاق من ثباته وأضحى يؤمن بالثوابت الوطنية التي تدعو إليها المعارضة.
لحود الذي قام بزيارةٍ الى إيران، تلت زيارة العماد ميشال عون اليها، لفت إلى ثمّة انفتاحاً إيرانياً رسمياً وشعبياً على الزعماء اللبنانيين، وخصوصاً المسيحيين منهم، مؤكداً أن إيران لا تميّز بين أطياف الشعب اللبناني بحسب المذهب أو الدين. وأشار الى أن الزيارة التي قام بها العماد ميشال عون لطهران أكّدت هذا التوجّه، وصبت في مصلحة مسيحيي الشرق الأوسط وليس مسيحيي لبنان فحسب.
وأثنى لحود على الدور الوزير السابق سليمان فرنجيّة في تقريب مسيحيي لبنان من محيطهم العربي.
واتهم المحور السعودي- المصري بالمراهنة على انتصار المشروع الأميركي في المنطقة، والمعروف بـ’الشرق الأوسط الجديد’، معتبراً أن المشروع المذكور بدأ بالأفول والإندثار، مما أوقع المحور المذكور في الضعف والوهن والحيرة.
1- كيف ترى الإنفتاح الإيراني على الزعماء اللبنانيين وخصوصاً المسيحيين منهم؟
إنّ لبنان وإيران يتبادلان أوثق العلاقات منذ زمن، وقد أصبحت هذه العلاقات أكثر قوّةً ومناعةً بفضل تبني إيران بعد إنتصار الثورة الإسلامية فيها الخيارات الاستراتيجية التي توافق عليها غالبية اللبنانيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والعمل على تطبيق حقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وتعزيز وحدة اللبنانيين عملاً بالمبدأ الذي أصبح معظمهم يؤمنون به، وهو أن قوة لبنان في قوّته.
فإيران عانت العزلة والغطرسة والإستقواء، في حين أنها بلد عظيم ومتجذّر في التاريخ ومنفتح على الحضارات والأديان.
فلا عجب، أن يكون ثمّة انفتاحاً إيرانياً رسمياً وشعبياً على الزعماء اللبنانيين، وخصوصاً المسيحيين منهم، ذلك أن إيران لا تميّز بين أطياف الشعب اللبناني بحسب المذهب أو الدين. من هنا أتت أهميّة الزيارة التي قام بها العماد ميشال عون لطهران والتي أكّدت هذا التوجّه، وصبت في مصلحة مسيحيي الشرق الأوسط وليس مسيحيي لبنان فحسب، وأثني أيضاً على الدور المميّز للوزير السابق سليمان فرنجيّة في تقريب مسيحيي لبنان من محيطهم العربي.
2- هل ترى منافسةً بين الدور السعودي-المصري، والدور الإيراني في لبنان؟
للأسف نعم، ذلك أنّ المحور السعودي-المصري قد فقد موضوعيته وحياده واتزانه في السنوات الثلاث الأخيرة، وبات الأخوة في السعودية ومصر طرفاً وليس حكماً، ففقدوا دوراً مميزاً كان لهم في لبنان.
أضف الى ذلك أنّ هذا المحور راهن على انتصار المشروع الأميركي في المنطقة، والمعروف بـ’الشرق الأوسط الجديد’، الذي بدأ بالأفول والإندثار، مما أوقع المحور السعودي-المصري في الضعف والوهن والحيرة، في حين أنّ التحالف الإيراني- السوري أصبح أكثر تقدّماً وقوّةً في المنطقة، لأنه يدعم المقاومة والدفاع عن الحقوق العربية المغتصبة والتصدّي الى مشاريع التصلّت والتشرذم والاستيلاء على إرادات الشعوب ورهن قراراتها، لذلك نحن دعينا خلال عهدنا ولانزال ندعو جميع اللبنانيين، وخصوصاً المسيحيين أن يعيشوا في بيئتهم العربيّة، ويتفاعلون معها دينياً وثقافياً وحضارياً، لإنها بيئتهم الطبيعية، فيتكرّس دورهم الذي فقدوه إبان الحروب العبثية في لبنان.
ومن الأهمية التذكير بتوصيات السينودوس من أجل لبنان التي حرص من خلالها قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني على حضّ مسيحي الشرق على التفاعل مع محيطهم.
3- ما سرّ توقيت زيارتكم لإيران، وهل من دور معيّن ستؤدونه في المرحلة المقبلة؟
لقد تلقيت منذ نحو سنتين دعوة موجّهة من الرئيس أحمدي نجاد لزيارة إيران ولم تسنح لي الفرصة آنذاك تلبيتها، إلا أنّ الأخوة في إيران سارعوا إلى تجديد هذه الدعوة عند إنتهاء ولايتي الرئاسيّة الدّستورية فكان لي شرف تلبيتها.
فإيران دولة متماسكة وطموحة وشعبها راقٍ وحضارتها عريقة. لقد اكتشفت حقاً أنها قوّةً إقليميّة على الصعد كافة، وجديرة بالإحترام والإعجاب والتقدير، وأنّ رئيسها وسائر المسؤولين فيها مصمّمون على جعل دولتهم عصيّة على المؤامرات ومشاريع الهيمنة، إذ يؤمنون بأنّ الدّولة القويّة التي تليق بشعبها هي الدولة غير منقوصة السيادة في جميع الميادين، ونحن نشاطرهم هذا التوجه في الفكر والممارسة.
أمّا في ما خص الدور الذي سأقوم به في المرحلة المقبلة فهو إنصرافي إلى الشأن الوطني العام لأنّ قناعتي، وإلتزامي الوطني يتجاوز المواقع الرّسميّة، وأسعى من خلال موقعي الى تحقيق وحدة لبنان وشعبه وإستعادة حقوقه.
4- هل سيكون لكم دور في الإنتخابات النيابيّة القادمة؟
أنا لا أنظر إلى المصلحة اللبنانيّة العليا من منظار ضيّق، ولكنّي في الوقت عينه أعوّل على الإنتخابات النيابيّة المقبلة كي تأتي بأكثريّة متماسكة ومؤمنة بثوابتٍ ثلاث: وحدة الأرض والشعب ومقاومة الإحتلال ومنع التوطين، ولدي ملئ الثقة أنّ الشعب اللبناني بات يعرف مصلحته الجامعة، وقد رأى ما جلبته سياسة الأكثريّة النيابيّة الحاليّة من الخيبات والويلات الى لبنان وشعبه إلا أنّ بعضاً من هذه الأكثريّة قد فاق من ثباته وأضحى مؤمناً بما نؤمن به.
فأنا لم يسبق لي كرئيس للجمهوريّة أن سعيت إلى تكوين كتلة نيابيّة للرئاسة، وبقيت مترفّعاً عن المعارك الإنتخابيّة، لأنّ الكلمة هي للشّعب، فهو يقرّر أشكال الكتل النيابيّة وحجمها ومدى تأثيرها على مجريات الأمور في الشؤون العامة دفاعاًعن كرامته وحقوقه ومصالحه وتأميناً لمقتضيات العيش المشترك والآمن. ولي ملئ الثقة بشعبي والأمل بأنّ لبنان سيتغلب على محنته.
5- ما هو موقفكم من إمكان ترشّح نجلكم إميل الى الإنتخابات النيابيّة المقبلة؟
في العام 2000 أطلعني إميل على رغبته في الترشح الى الإنتخابات النيابيّة وأنا عارضت هذا الأمر، لكنّه قال لي كما رفض والدك دخولك إلى الجيش وأصريّت أنت على هذا الأمر فأنا أصرّ اليوم على دخول العمل السياسي والترشّح الى الإنتخابات النيابيّة، ونتيجةً لذلك إنقطعت عن منزل العائلة في بعبدات، ولم أذهب الى المتن لمدّة ستّة أشهرٍ كي لا يقال أنّني أحاول التأثير على مسار الإنتخابات، ولكن اليوم الوضع مختلف وهذا حقّ لإميل وهو يعمل منذ تسع سنوات في السياسة وفي الحقل العام . خصوصاً في السنوات الأربع الأخيرة حيث كان خارج المجلس النيابي لكنّه لم يتوقّف عن العمل السياسي، وعائلتنا معروف عنها منذ الإستقلال تعاطيها العمل السياسي.