
مشاركة:
صور: وظهرت خلال الأعمال الجارية في موقعين أثريين رئيسيين في صور البحرية،..
وفي الموقع الصليبي عند تخوم الحارة القديمة، آثار من الفترة الفاطمية، وذلك قبل عهد الفرنجة، وتحديداً في القرنين الحادي عشر والثاني عشر.
يغوص خمسة عشر خبيراً ومنقباً فرنسياً، برئاسة الدكتور بيار لويغاتيه، في أعماق المراحل والحقبات التاريخية التي مرت على مدينة صور قبل آلاف السنين. وظهرت خلال الأعمال الجارية في موقعين أثريين رئيسيين في صور البحرية، وفي الموقع الصليبي عند تخوم الحارة القديمة، آثار من الفترة الفاطمية، وذلك قبل عهد الفرنجة، وتحديداً في القرنين الحادي عشر والثاني عشر. وقد توصل الفريق حتى الآن إلى إزاحة غبار السنين عن بقايا حمامات عامة تعود إلى الحقبة الفاطمية، وذلك للمرة الأولى في موقع الكاتدرائية الصليبية، بالإضافة إلى مسرح، اكتُشف أن المسرح الحالي في موقع الآثار البحرية كان قد أقيم على أنقاضه.
وتعتبر هذه الدراسة التفصيلية الميدانية من أهم الدراسات المتعلقة بتتابع المراحل التاريخية في صور العائمة على كنوز وآثار المرحلة الرومانية خاصة. وستستخدم المعطيات والمعلومات التي يتم الحصول عليها أثناء الحفريات الجارية لإغناء مخططات تطـوير المــواقع الأثرية المتعددة في المنطقة، والتي ســتنطلق مع بداية العام ٢٠٠٩ بتمـويل من البنك الدولي.
ولفت لويغاتيه، الذي يرأس فريقاً من جامعة ليون و»المركز الفرنسي لأبحاث الشرق« إلى أن الأعمال الجارية في الموقعين المذكورين ستستمر زهاء الشهر، مضيفاً أن النتائج الأولية لأعمال الفريق، التي تتم بالتنسيق الكامل مع المديرية العامة للآثار في لبنان، قد أسفرت عن ظهور هياكل أبنية قديمة ربما تكون من المرحلة الفاطمية أو من فترة الفرنجة الأولى. واعتبر أن »المعطيات الأولى مشجعة، وتؤمن الأهداف المطلوبة للمشروع«.
من ناحيته، أوضح مسؤول المواقع الأثرية في الجنوب، علي بدوي، أن أعمال الحفر التي يجريها الفريق الفرنسي بينت وجود منشآت تعود إلى المرحلة الفاطمية، وهي عبارة عن أجزاء من حمامات عامة، إلى جانب اكتشاف بقايا فخارية في موقع الكاتدرائية الصليبية، ومسرح قديم تحت المسرح الصوري البحري الحالي. وقال بدوي: »سبق أن حفر الألمان، خلال القرن التاسع عشر، في الموقع الأول، بهدف البحث عن رفات قائد أحد الحملات الصليبية إلى الشرق، الامبراطور فريدريك برباروسا. لكنهم لم يعثروا على شيء. ثم قامت المديرية العامة للآثار بحفريات في الموقع ذاته، في الستينيات من القرن الماضي«، مؤكداً أن الموقع المذكور غني جداً بالمعطيات التاريخية ويحتوي على طبقات رومانية وفينيقية وفاطمية وصليبية.