
مشاركة:
وطبيعيٌّ ايضاً أن يقومَ رئيسُ الحكومة برحلاتٍ مماثلة. مع الفارق أن على دولَةِ الرئيس، العودةَ بنتائج عمليَّة تنفيذيَّة، كما هو اسمُ السلطَةِ التي يرأَسُها. لا بِوعودٍ وهميَّة، كما حالُ رحلتَيه الى مصر، اللتَين حَفِلَتا بالكلام، ولا كهرباء. وطبيعيٌّ أن يقومَ وزيرٌ بزياراتٍ الى عواصم، ولقاءِ نظرائِه. لكن، ليس على حسابِ عَمَلِ وزارَتِهِ وتسييرِ شؤونِها. فكيف إذا كانت هذه الشؤونُ اساسيةً لتأمينِ حقوقِ الناس، كما هي وزارَةُ العدل، المشلولَة في غيابِ التشكيلاتِ القضائية، ومع شِبْهِ تغييبِ مجلِسِ القضاء الأعلى.
هكذا بين الرحلاتِ والأسفارِ والجَولات، يسألُ المواطنُ نفسَهُ: من يهتم بشؤونِهِ اليوميَّة والحَياتِيَّة. وهي أكثرُ عدداً من عددِ رحلاتِ المسؤولين.
تصوَّروا مثلاً حصيلتَها في يومٍ واحد، مِثل هذا اليوم:
القمحُ بات بلا دَعْم وسعرُ الرغيف مَوضِعُ استفهام. البنزين، لن ينخفِضَ بعد، من أجلِ ضمانِ أموالٍ إضافية للخزينَةِ العامة. وتَعرِفَةُ السرفيس مَثارُ تثبيتٍ أو جدل. اساتذَةُ التعليمِ الثانوي يطالبونَ بإنصافِهِم، وقضيَّةُ تثبيتِ الناجِحينَ منهم عالقة. مرفأ طرابلس رسى على أزمة. استقالَ رئيسُه والوزيرُ يُصِرُّ على تصوُّرِهِ للأمور. الدولُ المانِحَة لبرنامج نَزْعِ القنابل العنقودية، أوقفت دعمَها. ولا تزال في أرضِنا مئاتُ آلافِ القنابل القاتلة للأبرياء. الاسرائيليونَ يتقدَّمونَ في مَيْسِ الجَبَل. عين الحلوة تحت المِجْهَر، واحتمالاتُ تفجُّرِها، في ظلِّ الدَوْرِ المصري الاستخباراتي، واردة. استقالَةُ القاضي رالف رياشي تتفاعل، وتَفضَحُ التدخلاتِ السياسية في القضاء، ورضوخَ بعضِ أهلِه لها…
ملفاتٌ حياتية غزيرة، يسألُ المواطنُ عَمَّن يتصدَّى لها، ويعالجُها. علماً أنَّ المعالجة، لا تقتضي أحياناً كثيرة، غيرَ قرار. تماماً كما كانت اليوم حالُ مخالفاتِ الاتصالات غير الشرعية، التي دهَمَتها القوى الأمنية، وشَهِدَت الOTV على جِدِّيَتِها. كما شَهِدَت على وَعْدِ المعنيِّينَ، باستمرارها، حتى الحلِّ الجذري، لكلِّ المخالفات، ولكلِّ المخالِفين، من دونِ استثناء، وبلا مِظَلَّة، على رأسِ أيٍ كان، ولو على ابواب الشتاء.