
مشاركة:
ادت إستطلاعات الرأي التي أظهرت ترجيح فوز قوى المعارضة الوطنية في الإنتخابات النيابية المقبلة في لبنان أدّت بحسب المعلومات إلى ارتفاع منسوب استخدام المال الإنتخابي من قبل بعض الأطرف المتخوفة على مصيرها السياسي.
وبحسب المعلومات فإن شراء الأصوات بدأ يتخذ شكلاً داخلياً وآخر خارجي.
فقد إرتفعت حرارة الجسد الإنتخابي في لبنان مع قرع استطلاعات الرأي لجرس الخطر لدى الأطراف السياسية التي بدأت تتحسس جدية خروجها من دائرة القرار السياسي. ولأن المعركة يراها البعض جزءاً من مصالح سياسية إقليمية وحتى دولية، فإن الدورة الإنتخابية النيابية لعام ألفين وتسعة باتت معركة كسر عظم تتجاوز شظاياها حدود الدوائر الإنتخابية بل وحتى الحدود اللبنانية.
وعليه، ورغم محاولة تحصين الإنتخابات من جرثومة المال الإنتخابي عبر القانون الجديد، فإن أموالاً ضخمة بدأت تصُب داخل الساحة اللبنانية لكسر تماسك التحالفات حيناً، وتفتيت الكتلة الناخبة حيناً آخر.
يؤكد على ذلك، تحول مناطق المعارضة إلى ساحة إستخدام لهذه الأموال، إما بصورة مشاريع إنمائية كما يحصل في طرابلس وعكار، وإما بصورة مبالغ مالية تدفع مباشرة للإنتماء إلى حزب معين أو جمعية او مقابل خدمات معيشية كما هو حاصل في البقاع والجنوب.
ويقول عضو تكتل التغيير والاصلاح في لبنان النائب نبيل نقولا لقناة المنار: ‘اليوم فلنكن واقعيين ولا نريد التلطي وراء اصابعنا. انا عندما ارى اناساً يقوموا بتوزيع قبل فترة الانتخابات بستة اشهر او ما يزيد عن ذلك صنادق طعام وغير ذلك ، وهي صناديق تحتوي ما قيمته مئة الف او مئة وخمسين الف ليرة لبنانية طعام، ان ذلك ما الذي يعنيه من الان وحتى فترة الانتخابات. انا اقول ان هذه الطريقة هي طريقة احتقار للشعب اللبناني، ان ذلك يعني انني اجوع الشعب اللبناني حتى اصل الى وقت اشتريه بلقمة العيش’.
اما عضو كتلة الوفاء للمقاومة اللبنانية النائب الدكتور علي المقداد: ‘لقد بدأ المال السياسي بالتدفق بالشاحنات والطائرات على هذا البلد. ونحن نقول لكل الشرفاء والحمد لله اصبح هناك شرفاء كثر في هذا البلد ان هذه الاساليب لن تمر علينا وباذن الله ستكون الاكثرية المقبلة في الانتخابات القادمة هي للذين كانوا مع هذا الوطن وسيبقوا مع هذا الوطن شرفاء لهذا الوطن والذين سيحموا هذا الوطن من كل شر غربي او اسرائيلي’.
وإذا كان البحث عن صوت داخل الحدود اللبنانية يستأهل هذا الكم من المال، فإن معلومات بدأت تتوسع حول إتباع للأسلوب نفسه في بلاد الإغتراب: مبلغ مالي كبير وبطاقة سفر إلى لبنان مقابل صوت انتخابي، واللافت أن من يقوم بحملة شراء الأصوات هذه هم ذاتهم الذين استخدموا الأسلوب نفسه في بعض محطات الإنتخابات النقابية، وللمزيد من التأكد يمكن مراجعة حجوزات الطيران إلى لبنان من استراليا وفنزويلا على سبيل المثال خلال شهري نيسان وأيار من العام المقبل.