
مشاركة:
جبل الوعود الأميركية للجيش يتمخض اتفاقاً على قاذفة قنابل!
وقالت مصادر أمنية لبنانية لـ»السفير« إن جهاز المخابرات في الجيش اللبناني يواصل التحقيقات الأولية مع »شبكة كفرشوبا«، التي القي القبض عليها قبل تسعة أيام وتضم ثلاثة أشخاص هم (ر. ق.) من كفرشوبا (الجنوب) و(م. ب.) من بقرصونا في المنية (الشمال) و(م. ع.) من الصويري في البقاع الغربي.
وفيما حاول الثلاثة إضفاء طابع تجاري على الأنابيب التي تحتوي مواد سائلة ووجدت بحوزتهم في منزل (ر. ق.)، إذ تبين أن الأنبوب الواحد تصل كلفته إلى نحو مليون دولار أميركي، أظهرت الفحوصات أن هذه المواد تستخدم كمواد متفجرة وهي من النوع الخطر جدا، وقد تم إرسال عينات منها إلى أحد المختبرات الفرنسية، ويبدو أن الفرنسيين أصيبوا بصدمة كبيرة ومعهم عدد من دول الاتحاد الأوروبي، عندما أدركوا طبيعة المواد وخطورتها، ربطا بوجود قوات فرنسية وأوروبية ضمن قوات »اليونيفيل« في الجنوب اللبناني.
وطلب الفرنسيون وبعض دول الاتحاد الأوروبي الاطلاع على التحقيقات الجارية مع عناصر »شبكة كفرشوبا«، كما طلبت قيادة »اليونيفيل« وضعها في أجواء التحقيقات، وعمدت إلى اتخاذ إجراءات وقائية تحسبا لتعرضها لهجمات جديدة.
كما يجري التدقيق في الجهة التي زوّدت المجموعة بالمواد علما أنه في الساعات الأولى للتحقيق حاول أحدهم القول إنه تم العثور عليها في أحد شواطئ منطقة الشمال!
وقد أصدر قاضي التحقيق العسكري الأوّل رشيد مزهر مذكرات توقيف بحق الثلاثة وأحدهم عنــصر في الأمن العام (م.ع.)، وذلك بتهمة حيازة متفجرات »بهدف الــقيام بعمــليات إرهابية«. وقال مصدر قضائي إن الثلاثة » أوقفوا وفي حوزتهم عبوات عدة تحتوي على مواد لم تحدد طبيعتها، وقد نقلت إلى مختبر (في باريس) متخصص لتحديد ماهية المواد«.
وفي السياق نفسه، عزز الجيش اللبناني إجراءاته الأمنية والعسكرية في منطقة جنوب الليطاني، ونفذت ألويته ووحداته المنتشرة هناك، أمس، يوما أمنيا طويلا، لم يستثن أي قرية أو بلدة جنوبية، من دون أن تسجل أية خروقات لمضمون القرار الدولي الرقم .١٧٠١
وبينما تكتمت المصادر العسكرية والأمنية على نتائج التحقيقات مع شبكة الشمال، ظلّ الاهتمام منصبا على محاولة إيجاد الرأس المدبر للشبكة عبد الغني جوهر، في حين قررت شخصيات إسلامية في مخيم عين الحلوة إطلاق مبادرة تتعلق بإيجاد مخرج لحوالى ٧٥٠٠ مذكرة توقيف غيابية صادرة بحق فلسطينيين مقيمين في المخيم على مدى العشرين سنة الأخيرة، وهو الأمر الذي يجعل هؤلاء عرضة لملاحقات بينما تكون أحيانا القضايا التي استوجبت ملاحقتهم عبارة عن خلاف عائلي أو شيك بلا رصيد الخ…
وقالت هذه الشخصيات لـ»السفير« إن المطلوبين الأمنيين للجيش اللبناني في عين الحلوة هم بالعشرات وهؤلاء لا تشملهم المبادرة، لكن صدور العفو عن الحالات غير الجرمية، من شأنه أن يساعد في محاصرة بعض الحالات الأمنية وربما يكون الجزء الأكبر منها من خارج تركيبة المخيم العائلية والاجتماعية.
في هذه الأثناء، صال الأميــركيون وجــالوا وتدفــقت وفودهم السياسية والعسكرية على بيروت، في الشـهور الأخيرة وأعطت وعودا متكررة بإعادة تسليح المؤســسة العسكرية اللبنانية، فإذا بـ»جبل« الآمال المعلقة على المروحيات والصواريخ والمناظير الليلية والأسلحة والذخائر، يتمخض مدفعا أوتوماتيكيا لإلقاء القنابل اليدوية (لانشر)، سبق أن زوّد الأميركيون لبنان به، في مرحلة ما بعد العام ،١٩٨٢ وهو ندر أن لا يكون موجودا عند معظم الميليشيات اللبنانية، كما يمكن الحصول عليه بسهولة من السوق السوداء!
وقد تركت خطوة توقيع قائد الجيش العماد جان قهوجي اتفاقية بهذا الشأن مع وكيل الدفاع الأميركي لشؤون السياسات الخارجية أريك أدلمان الذي زار لبنان هذه السنة أربع مرات، أسئلة كبيرة حول حقيقة ما يضمره الأميركيون للمؤسسة العسكرية اللبنانية فعليا، وما هي خلفية هذا الاهتمام المعنوي فقط من قبل إدارة تستعد للرحيل بعد أسابيع قليلة…
إلى ذلك، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للقمة الفرنكوفونية في كيبيك في كندا فجر اليوم، على »أهمية قيام مشاركة أكثر فاعلية للدول الفرنكوفونية في أعمال حفظ السلام، كما هي الحال ضمن إطار قوات »اليونيفيل« في جنوب لبنان، إضافة إلى تشجيع عملية تعزيز السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، بموجب قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية«.