كشف شبكة ارهابية في الشمال إنجاز نوعي وهدية للشعب اللبناني بموازاة إتمام المصالحات

مشاركة:

إنجاز نوعي كبير حققته الأجهزة الأمنية اللبنانية بإلقاء القبض على الشبكة الإرهابية التي نفذت الاعتداءات ضد الجيش اللبناني في الشمال

في وقت كانت الشبكة الإرهابية تحضر لاعتداء جديد يستهدف حافلة كبيرة للجيش على طريق بيروت – طرابلس. وهذا الانجاز هو بمثابة هدية نفيسة مقدمة للشعب اللبناني في وقت تستمر المساعي لإتمام المصالحات الداخلية، ولا سيما على الخط المسيحي – المسيحي، وكذلك لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي بدأ زيارة رسمية إلى السعودية تلبية لدعوة رسمية ‏من الملك عبد الله بن عبد العزيز وتستغرق يومين؛ كما قد تجيب على مجموعة أسئلة طرحها رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون، الذي بدأ زيارة إلى طهران تستمر أسبوعاً، عن عدم انكشاف أي خيط يقود إلى الجهات التي تقف وراء التفجيرات التي عصفت بالبلد في المرحلة الأخيرة.

وبحسب ما نقلته جريدة ‘السفير’ اللبنانية عن مصادر متابعة؛ فـ’إن هذه الشبكة كانت تحضر لاعتداء آخر عبر استهداف مجمع قيادة قوى الأمن الداخلي في محلة أوتيل ديو (الأشرفية) في بيروت، فيما كان لافتا للانتباه العثور على حزام ناسف، الأمر الذي وضع في خانة استعداد المجموعة للبدء بتنفيذ عمليات انتحارية ضد أهداف من غير المستبعد أن يكون بينها استهداف شخصيات سياسية’ على حد تعبير المصادر.

وأوضح بيان لقيادة الجيش اللبناني ‘أن قوة مشتركة من الجيش وقوى الأمن الداخلي تمكنت فجر امس من توقيف عدد من أفراد خلية إرهابية متورطة بتفجيرات طرابلس الأخيرة، حيث ضُبِطَ بحوزتهم حزام ناسف لاستعماله في عملية إرهابية أخرى. ولا تزال هذه القوى وبجهد مشترك تتعقب المدعو عبد الغني علي جوهر، أحد العناصر الرئيسة في هذه الخلية.

وقد بوشر التحقيق مع الموقوفين، بإشراف القضاء المختص، وسيصار إلى إعلان المزيد من التفاصيل لاحقا. والموقوفون الأربعة هم فلسطينيون ولبنانيون ويرجح أنهم من بقايا منظمة ‘فتح الإسلام’. وتم دهم منزل اللبناني عبد الغني علي جوهر الذي يعتقد انه الرأس المدبر لهذه الخلية في بلدة ببنين في عكار ليل الجمعة – السبت ولم يعثر عليه فيه، ولا تزال أعمال تعقبه والبحث عنه ناشطة.

وليس بعيداً عن ملف الشبكة الإرهابية، وتنفيذاً للقرار الحكومي حول ‘التنسيق العسكري والأمني بين لبنان وسوريا’، وصل مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد ادمون فاضل إلى دمشق؛ والتقى عددا من القيادات العسكرية والأمنية السورية، حيث أثيرت بعض قضايا التعاون والتنسيق بين البلدين، وخاصة في ‘مواجهة الإرهاب الذي يضرب في البلدين’.

وقد طلب الجانب اللبناني رسمياً من الجانب السوري، الاستفادة من الانتشار العسكري الحدودي من أجل تشديد الاجراءات لمنع دخول بعض أعضاء الشبكة الى الأراضي السورية. ورد السوريون أنه سيتم تشديد الإجراءات وإذا ألقي القبض على جوهر أو أي من أعضاء الشبكة سيصار إلى تسليمه فوراً إلى الجانب اللبناني.

في موازاة ذلك، قال رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان خلال لقاء مع رجال الأعمال اللبنانيين في السعودية إن الشبكة الإرهابية التي القي القبض على بعض أفرادها، استهدفت الجيش ثلاث مرات، مضيفا أن انتماء أحد المأجورين الى منطقة لا يعني أنها أصبحت ارهابية وليس هناك مناطق ارهابية في لبنان ، مضيفا انه لن يتحول أي مخيم فلسطيني الى ‘نهر بارد’ جديد.

من جهته؛ تساءل رئيس مجلس النواب نبيه بري في معرض تعليقه على ما يتداول عن الانتشار السوري عند الحدود اللبنانية: ‘هل المطلوب انسحاب الجيش السوري من سوريا؟ والتفكير بأن هذا الجيش يقف عند الحدود للدخول إلى لبنان هو ضرب من الجنون؛ وهذا الموضوع يوضع في إطار ‘المزايدات الانتخابية، واللبنانيون سيرون مزايدات من هذا النوع ‘ما فتح ورزق’ ومنذ اليوم وحتى إجراء الانتخابات’.

وفي موضوع المصالحات، أعلن الرئيس بري ‘ان هذه المصالحات اكتملت وبقيت الخطوات الشكلية في بعض الحالات، لأن الأساس هو القابلية للقاء’، معتبراً ان المصالحات ‘لم تنعكس على التحالفات حتى الآن وكل طرف ما زال في مجموعته’.

أما عن الإستراتيجية الدفاعية فقال إن ‘إسرائيل أوجدت قاعدة هذه الاستراتيجية عبر تهديداتها وخروقاتها اليومية للسيادة اللبنانية، الأمر الذي جعل اللبنانيين يتنبهون ويتّحدون ضد عدوهم وإن كانوا سكاكين في قلب بعضهم البعض.

على صعيد آخر؛ أتت ‘زيارة الصداقة’ التي بدأها العماد ميشال عون إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية منسجمة مع خياراته السياسية حيث لم يجد مشكلة في تلبيتها بعد اختيار التوقيت وحكم الظروف؛ ويرافق عون في زيارته هذه عضو تكتل التغيير والإصلاح اللواء إدغار معلوف والمنسق العام للتيار الوطني الحر بيار رفول.

وعلى جدول الأعمال لقاءات هي الأبرز مع رئيس الجمهورية الإيرانية محمود أحمدي نجاد ومع رئيس مجلس الشورى الدكتور علي لاريجاني بالإضافة الى مسؤولين إيرانيين آخرين.

ومن المقرر أيضا أن يقوم بزيارة الى مجلس النواب الإيراني ويعقد لقاءات مع الأقليات المسيحية في إيران ويزور بعض الكنائس والمعالم المسلمة والمسيحية. ويختم زيارته بجولة سياحية على مدينة أصفهان وأسواقها التراثية الكبرى ليسجل التاريخ في صفحاته هذه الزيارة، على ما تعبر أوساطه ‘فنحن لسنا مع سياسة المحاور وإنما مع الصداقة والتلاقي الحضاري في الشرق الأوسط من أجل إعادة تموضع المسيحية المشرقية في بيئتها الطبيعية.