حزب الله أجبر الأميركيين على دعم فكرة الحوار

مشاركة:

لماذا زار المبعوث الأميركي دافيد هيل نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي وماذا أراد النائب وليد جنبلاط أن يقول في تصريحه منذ أيام الذي حيا فيه الجيش السوري في ذكرى حرب تشرين؟

زيارة هيل الى صديق سورية الصدوق في البقاع وتصريح جنبلاط ‘الودود’ تجاه سورية، قرأها البعض رسالة أميركية متغيرة في تعاطيها مع الملف اللبناني، ساهم الفرزلي في إشاعتها من خلال حديث ‘عن مناخ عام ينبئ عن وجود مقاربات جديدة للادارة الاميركية للشؤون والشجون على الساحة اللبنانية والاقليمية’.

أكد الفرزلي في لقاﺀ خاص مع ‘صدى البلد’ ان المقاربة الأميركية الجديدة ‘تفترض الاستماع الى وجهات النظر المختلفة، تهيئة للمناخات في لبنان من اجل تأمين أمرين أساسيين: الاول هو وحدة الــحــال السياسية على مستوى النظام، والثاني الحديث عن اعادة تدريب الجيش وتجهيزه بما يتلاﺀم مــع مــواجــهــة …الــتــحــديــات كــي لا يتحول لبنان الى علة وعــبﺀ على الغرب وبالتحديد الولايات المتحدة الاميركة ما يفتح الواقع على كل الاحــتــمــالات’. وشــرح الــفــرزلــي ان’ كلمة التحديات تعني بالتحديد الحرب المزعومة من قبل الاميركيين على الارهاب والحرب المضادة من قبل الارهاب على اميركا’.

ولــكــن لــمــاذا اخـــتـــارت الادارة الاميركية ايلي الفرزلي مع ما يمثله على صعيد العلاقة مع سورية لنقل هذه الرسالة، وما هو الكلام الصريح الــذي سمعه الفرزلي من الموفد الاميركي واسمعه اياه؟

ناور الفرزلي بأسلوبه السياسي الــمــعــهــود، ليبتعد عـــن الــكــلام المنطوق الى الرسائل بين السطور، اســتــجــابــة ربــمــا مــع تمني الــزائــر الاميركي في صيانة ‘أمانة’ نقاشه ضمن ‘المجالس’. سأل لماذا تكون الزيارة لغيري، وأردف: ‘الاميركيون يعرفون موقفي تماما فعلى مدى علاقة العشرين سنة يعرفون ان ما كنت أقوله بالسر هو ما كنت أقوله بالعلن، وهذا هو مصدر الصدقية في العلاقة التي تدفعهم عند كل منعطف أو تحوّل نوعي في العمل في الساحة ان يكون هناك زيارة للاميركيين لاكون ذلك المنبر الذي من خلاله يتم توجيه الرسائل في كل الاتجاهات’.

وعن علاقته بسورية قــال: ‘أنا من الشخصيات اللبنانية بامتياز المؤمنة ايمانا قاطعا ان مصلحة لبنان هي في صياغة علاقات ممتازة مع سورية هكذا كنت في الماضي واليوم وفي الغد، واي قراﺀة لدوري خارج هذا الاطــار هو قــراﺀة خاطئة سواﺀ تعظيما للقرب من سورية او تقليلا منه او انقلابا على الموقف بعد انقلاب موازين القوى السياسية في لبنان’.

   وقــال الفرزلي انــه كــان يتوقع من جنبلاط أن يقول ما قاله في تصريحه الأخير منذ ثلاث سنوات، ‘لانـــنـــي كــنــت ارى ذلـــك عندما صــرخــت احــــذروا الفتنة السنية – الشيعية وقلت ان البلد ممسوك غير متماسك، وقــلــت ان لا احد يستطيع ان ينزع سلاح حزب الله ولكن الفرق اننا دفعنا لبنان الى الانهيار واليأس’.

وأضــاف ان ‘الادارة الاميركية تدرك تماما ان الشريحة السياسية الــتــي كــانــت متولية زمـــام الامــور فشلت في استيعاب سلاح حزب الــلــه وتـــدرك تــمــامــاً ان اسرائيل الــتــي شــنــت حـــرب تــمــوز فشلت في نزع سلاح حزب الله او تدمير حــزب الله، هــذا الــواقــع أملى على الــســاحــة الداخلية نتائج بغاية الأهمية في مقدمها سقوط القرار 1559 وتحويله الى مهزلة دولية، هــذا الامــر أجبر الاميركيين بعد استقبال الرئيس ميشال سليمان ان يدعموا فكرة الحوار والاتفاق بين اللبنانيين’. وتــابــع: ‘ حــزب الــلــه هــو طــرف اســاســي فــي هذا الاتفاق، والحوار يتم تحت عنوان استراتيجية دفاعية مشتركة، اذا هذا العمل بحد ذاته يستلزم نتائج سياسية وهذا هو الموقف الاميركي الواضح لجهة ان يكون اصطفافه ليس مع شريحة ضد اخرى بل اصبح متمترسا وراﺀ رئاسة الجمهورية وقد قالها دافيد هيل بالفم الملآن ان الرئيس بوش كان مندهشا ومتأثرا بزيارة الرئيس سليمان الى الولايات المتحدة’.

ولكن ماذا عن الموقف الأميركي الرافض لسلاح حــزب الله؟ أجاب الفرزلي: ‘ان لم يكن ما تريد فأرد ما يكون، ان الحوار اللبناني اللبناني لتأمين مناعة ذاتية في المجتمع اللبناني كــي تستطيع ان تعيد انتاج معركتها على الارهاب’.

ونــفــى الــفــرزلــي وجــــود رســالــة أميركية مباشرة طلب منه نقلها الــى حلفائه في الداخل والخارج، وقال إنه لم يتلق أي اتصالات في هذا الشأن. وتابع: ‘عندما اتحدث اعلاميا كل كلمة لها مضمونها ولها معانيها جيدا ومن قرأ تصريحي للاعلام حرفيا لا شك انه قرأ جيدا ويعلم جيدا’.

واســتــهــجــن الـــكـــلام عـــن ان المعركة النيابية المقبلة ستكون بين مــن يريد اعـــادة ســوريــة الى لبنان او الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله. وقــال: ‘اليوم سورية موجودة والسعودية موجودة ومصر وايــران واميركا والــدول مستبيحة بتواجدها، وما نعيشه من استباحة للسيادة هو نتيجة حكم الفريق الذي كان مسؤولاً عن إدارة البلاد’.

وتــابــع: ‘هناك رئيس جمهورية رمز استقلال لبنان، وهو الذي أعلن التمثيل الديبلوماسي في العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسورية وغير وارد عودة سورية الى لبنان إلا ضمن قاعدة التنسيق مع الدولة اللبنانية في حال احتاجت الدولة اللبنانية أو لم تحتج هذا قرار يتعلق برئاسة الجمهورية وهو المؤتمن الاول على سلامة البلاد واستقلالها وسيادتها، ولا أحد يزايد على رئيس الجمهورية في هذه المسألة، سورية ليست في وارد العودة الى لبنان ولا رغبة لديها بذلك وهذا أقله الذي اعرفه’.

ورأى أن الانــتــخــابــات النيابية الــمــقــبــلــة لـــن تــكــون بــيــن مـــوالاة ومــعــارضــة او بــيــن 8 و14 آذار، ‘الــمــعــركــة يــجــب ان تــكــون بين الــفــريــق الــوفــاقــي الـــذي يــريــد ان يسقط الاصــطــفــافــات الطائفية والمذهبية وينتج وحدة في البلد والفريق الآخر وهو الفتنوي، والذي يريد الانقسامات ولا يريد اصطفاف واحـــد وراﺀ بــعــث الــدولــة واعـــادة انتاجها’.

ختم الفرزلي حديثه بالقول: ‘يجب ان يتمتع لبنان بمناعة الوحدة وثقافة الاتفاق لان هناك تحديات كبيرة والبلد يجب ان ينتظر التسويات الكبرى اذا وقعت في المنطقة ولا ينتظرها لا بالقبو ولا بالقبر بل في الصالون’.