
مشاركة:
خطاب استثنائي في مرحلة استثنائية في مناسبة استثنائية..
معادلة خاصة في المكان والزمان كانت مناسبة ليطلق فيها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله مجموعة من المواقف – الثوابت على الصعد والاتجاهات المحلية والعربية والعالمية وفي قلب كل ذلك القضية المركزية التي تحتل مركز القطب من الرحى، هي القضية الفلسطينية والقدس الشريف.
ففقد ألقى السيد نصر الله كلمة متلّفزة في مراسم إحياء ‘يوم القدس العالمي’ في مجمع سيد الشهداء (ع)، وطالب فيها الحكومة باتخاذ قرار سياسي شجاع بتسليح الجيش اللبناني للدفاع عن سيادة لبنان دون انتظار منّة أو إذن من الأميركيين أو الإسرائيليين؛ وذلك في مقابل تعنت الولايات المتحدة وانصياعها للرغبة الإسرائيلية بعدم تزويد الجيش اللبناني بأسلحة تجعل منه قادراً على حماية لبنان من الخطر الإسرائيلي الدائم
وشدد السيد نصر الله على ضرورة حمل السلاح والتسلّح، وقال: ‘كلا لن ننتظر اذنا من احد بل قمنا نحن بالمقاومة بذلك من دون انتظار احد. نحن على مستوى حكومة الوحدة بحاجة الى قرار شجاع يقول نحن في لبنان نريد أن نسلح ونجهز جيشنا ليتمكن من الدفاع عن لبنان ولسنا بحاجة الى اذن من احد، ونشكل فريقاً وزارياً ليؤمن السلاح ومن المشروع للدولة أن تشتري السلاح للجيش حتى من السوق السوداء’.
وجدد سماحته الموقف الذي طالما أكده حزب الله من خلال أدائه السياسي والاجتماعي وفي فعل المقاومة، وقال: ‘حزب الله لا يريد السيطرة على لبنان ولا الإمساك بالسلطة في لبنان(..)؛ وإن حصل فريق المعارضة على الأغلبية في المجلس النيابي فحزب الله سيدعو ويؤكد دعمه والتزامه بالدعوة إلى حكومة وحدة وطنية يحضر فيها الفريق الآخر ليكون شريكاً في إدارة البلد’.
وردّ السيد نصر الله على تهديدات وزير الحرب الصهيوني ‘إيهود باراك’ بإدخال ثمانية فرق للبنان مؤكداً ‘أن ارتكاب ‘إسرائيل’ مثل هذه الخطيئة سيؤدي إلى زوال وجود هذا الكيان’؛ وقال: ‘نحن اليوم أقرب الى كنيسة القيامة والمسجد الأقصى’، مشدداً على أن ‘الهدف الأساسي ليوم القدس هو إحياء الذكرى لأنها تعرضت للنسيان’، و’أن مسؤولية الأمة كبيرة وتاريخية تجاه القدس وفلسطين وشعب فلسطين’.
من جهته، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في ختام زيارته إلى الولايات المتحدة وخلال لقائه الجالية اللبنانية في واشنطن، أن ‘المصالحة ربح للجميع وإن قطارها قد انطلق؛ والشعب سيحاسب كل من يتخلف عن الصعود إليه، سيحاسبه في الانتخابات وفي الإعلام وفي النظرة إلى المسؤول.. كي نستطيع الاستفادة من التطورات الإيجابية في حال حصولها والحدّ من الأضرار إذا ما فشلت عملية السلام في المنطقة’.
في هذه الأثناء؛ بدأ مسار المصالحة الداخلية يؤتي أولى ثماره، وبدأت اعتباراً من الساعة الحادية عشرة من ليل أمس عملية إزالة الصور والشعارات في بيروت، وجاء ذلك بعد اللقاء الذي جرى بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب سعد الحريري، وبعد سلسلة اجتماعات في ثكنة الحلو بين ممثلين عن حزب الله و’تيار المستقبل’ و’أمل’، والتي ستستمر اليوم وغداً على مستوى القواعد من كلا الجانبين، ترسيخاً للتفاهم وتكريساً للتهدئة.